رياض محرز... آن لك الآن أن تقول "شكون حنا؟"

رياض محرز... آن لك الآن أن تقول "شكون حنا؟"

15 يوليو 2019
الجزائر على بعد خطوة من رفع اللقب (Getty)
+ الخط -
قبل أكثر من عامين، ظهر نجم المنتخب الوطني رياض محرز في ومضة إشهارية لشركة مشروبات غازية قبيل نهائيات كأس أمم أفريقيا 2017، بعد تتويجه بالكرة الذهبية الأفريقية، الومضة كانت تحت عنوان "شكون حنا؟"، أي من نحن باللهجة الجزائرية.

وقتها تعرّض اللاعب لموجة من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات، بعد الأداء الهزيل للخضر في نهائيات أمم أفريقيا بالخروج من الدور الأول بنقطتين، بتعادلين أمام كلّ من زيمبابوي والسنغال، وهزيمة أمام المنتخب التونسي الشقيق.

اليوم بعد أكثر من سنتين، تمكن النجم الجزائري من الانتقام لنفسه، بقيادته المنتخب الوطني الجزائري إلى نهائي أمم أفريقيا، بهدفٍ عالمي في الأنفاس الأخيرة من مباراة النصف النهائي أمام المنتخب النيجيري، ليعيد الجزائر إلى نهائي كأس أفريقيا بعد غياب دام أكثر من 29 عاماً.

آن لرياض أن يقول "شكون حنا؟" ويجيب هو عن السؤال بكلّ فخر واعتزاز، ويقول:

نحن المنتخب الذي فاز بلقاءاته كاملة منذ بداية الدور حتى الآن، فكان الافتتاح بكينيا عبر ثنائية، ثم السنغال في مباراة قوية، وبعدها تنزانيا بالفريق الثاني، ثم غينيا، وتجاوز فخ ساحل العاج بضربات الترجيح، ثم تفوق على نيجيريا في نصف النهائي.

نحن المنتخب الذي كان مهلهلاً منذ أشهر قليلة، قبل أن يصبح الرقم واحد أفريقياً، ويفرض نفسه حصاناً أسود للدورة، فأول بطولة يدخلها الخضر من دون عباءة المنتخب المرشح على الورق، استحق فيها هذه العباءة عن جدارة واستحقاق وبلغة المستطيل الأخضر.

نحنُ المنتخب الذي لا فرق بين الاحتياطي والأساسي، والجميع عائلة واحدة، نعيش اللقاءات بنفس الروح، ويدعم بعضنا بعضاً خلال اللحظات الصعبة، ونثق في كلّ واحد منا.

نحنُ المنتخب الذي يُدربه رجل اسمه جمال بلماضي، يمتلك كلّ الدهاء التكتيكي لتسيير وتحضير اللقاءات، له روح عالية جعل من خلالها لاعبيه محاربين فوق المستطيل الأخضر، قريب من اللاعبين فيناديهم بأسمائهم لا بألقابهم، ويدافع عنهم باستماتة أمام الإعلام، والرجل الذي حسن القصف في الندوات الصحافية للردّ على الاستفزازات.

نحنُ المنتخب الذي يمتلك جمهوراً من ذهب، يعيش اللقاءات بكلّ جوارحه، يتحدى كلّ الظروف والمسافات حتى يكون سنداً للاعبين في اللقاءات، ملاعب مصر تشهد بالعدد الغفير حتى الآن، والقابل للارتفاع في النهائي الموعود يوم الجمعة المقبل.

نحنُ المنتخب الذي يمتلك إعلاماً يصفق لمدربه في الندوة الصحافية حين يردّ على المستفزين، ويقف في ممر شرفي لتحية اللاعبين على مجهوداتهم، فمهما كان الاختلاف فالهدف المنشود واحد.

نحن المنتخب الذي أبهر الجميع بصلابة دفاعه بتلقي هدفين فقط أحدهما من ركلة جزاء، وهجوم كاسح سجل 12 هدفاً بمعدل هدفين في كلّ لقاء، مع تنوع تكتيكي، وجمل مكررة محفوظة جاء من خلالها ثلاثة أهداف كنسخ متطابقة.

هذا هو الرد المقالي من محرز، على كلّ من انتقدوه في وقت سابق، فالذنب لم يكن ذنبه ولا ذنب زملائه، أن يكون على دكة البدلاء مدربون أقلّ شأناً من اللاعبين، وأن يفشل هؤلاء في إيجاد التوليفة المثالية، ويُمكن أن يُختصر الكلام، نحن منتخب كبير كان ينقصنا بلماضي فقط وباللهجة الجزائرية "شكون حنا؟؟ حنا منتخب كبير وجمال كان يخصنا".

المساهمون