ميركاتو تكتيكي.. حلم المغاربة أمام السحر اللاتيني القادم

ميركاتو تكتيكي.. حلم المغاربة أمام السحر اللاتيني القادم

18 يناير 2016
+ الخط -

يتحدث كل جمهور الكرة الإسبانية عن عقوبة الفيفا القوية في حق ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، بالإضافة إلى اهتمام برشلونة بجناح سيلتا فيغو نوليتو، ليسيطر الثلاثي الكبير على أجواء الليغا في فترة الانتقالات الشتوية الحالية، لكن يجب الحديث أيضا عن العمل الكبير لبقية الفريق بالمسابقة المحلية، من خلال خروج بعض الأسماء إلى دوريات أخرى، وقدوم جواهر مميزة إلى فرق بعيدة كل البعد عن دائرة الضوء.

حلم المغاربة
نور الدين أمرابط، أحد أفضل اللاعبين المغاربة في أوروبا، يتألق منذ فترة ليست بالقصيرة مع ملقا بالليغا، ويقدم مستوى رائعاً للغاية، دون أي ضجيج أو مبالغة. يلعب أمرابط في أكثر من مركز داخل الملعب، جناحاً صريحاً على الخط، لاعبَ وسطٍ مسانداً بين الدفاع والهجوم، وساعداً هجوميّاً رئيسيّاً خلف المهاجم المتقدم، لذلك اعتمد عليه خافي غراسيا مدرب ملقا سريعا، وأصبح أحد نجومه المفضلين.

في طريقة لعب 4-4-2، الصيحة الأشهر في الملاعب الإسبانية مؤخرا، يلعب النادي الأندلسي بثلاثة خطوط متحدة هي رباعي دفاعي، يليه رباعي وسط متنوع، وثنائي هجومي بين العمق والأطراف، ويقوم نور الدين بدور الـ Interior في هذه الخطة، من خلال تمركزه كجناح مائل على اليمين أمام الظهير، لكنه لا يكتفي أبدا بالشق الطولي.

دفاعيا، يتحرك المغربي بذكاء بين الخطوط، يدخل كثيرا إلى خانة الارتكاز لمساندة لاعبي المحور، مع غلق الملعب عرضيا بتواجد رباعي في المنتصف، ثنائي محوري مع ثنائي الأجنحة، بالإضافة إلى تحول المهاجمين سريعا مكان لاعبي الرواق، في عمل تكتيكي محكم يقوم به فريق ملقا، على خطى أتلتيكو سيميوني والموسم التاريخي في 2014.

هجوميا، يلعب أمرابط في بعض المباريات كجناح صريح، يهاجم بمفرده وخلفه لاعب متحرك سريع، المغربي هو الجوكر، من خلال قوته، تحوله بين أكثر من مركز، والقدرة على خلق الفرص في أضيق الفراغات الممكنة، هو لاعب بمثابة الصديق الحقيقي لأي مدير فني.

زمالة فلوريس
كيكي فلوريس اسم إسباني شاب، حصل على فرص تدريبية عديدة داخل إسبانيا وخارجها، طار إلى الوطن العربي مع بعض الفرق، لكنه في النهاية لم يحقق طفرة حقيقية، ولم يقدم تجربة لا تُنسى، لكنه حصل على فرصة العمر مع واتفورد مؤخرا. ناد إنجليزي صغير، صعد حديثا إلى البريمييرليغ، يقدم مستويات مبهرة وأداء خططيّاً على أعلى مستوى رفقة المدرب الهادىء خارج الخطوط.

يلعب واتفورد بنفس طريقة معظم فرق إسبانيا تقريبا، 4-4-2 Compact مع تضييق الخطوط والمساحات أمام الفرق المنافسة، بالإضافة إلى إجادة لعبة التحولات مع الدفاع إلى الهجوم، ولاعب مثل أمرابط سيفيد فلوريس كثيرا في خططه، ويصبح بمثابة داعم رئيسي رفقة الثنائي المتقدم ديني وإيغالو.

فرص نجاحات أمرابط كبيرة في إنجلترا، الدوري الحلم بالنسبة للاعب، مع جماهيرية أكبر واهتمام أوضح، ولاعب بكل هذه المزايا التكتيكية والذكاء في التحرك والتمركز، ستتجه له كل الأعين سريعا، على خطى الجزائري محرز في واتفورد، يمتاز رياض بالمهارة واللمسة، بينما يتفوق نور في الاندفاع البدني والنجاعة الخططية.

الريجستا اللاتينية
رحل أجوستو فيرنانديز إلى أتلتيكو مدريد، وتوقع المتابعون انحسار قوة سيلتا فيغو، لكن النادي الإسباني جاء بمفاجأة سعيدة لجمهوره، بالتعاقد مع مايسترو منتخب شيلي، الدولي مارسيلو دياز، بتزكية شخصية من المدرب بيريزو، الرجل الذي عمل من قبل مع دياز في المنتخب، حينما كان أحد مساعدي اللوكو الأرجنتيني مارسيلو بييلسا.

دياز هو اللاعب الأروع في تشكيلة المدرب سامباولي، مسمار بالوسط، يعرف متى يتحرك وأين يمرر وكيف يتمركز، ليس فقط هجومياً مع الكرة، ولكن بدونها أيضاً في تحركاته أمام خط الدفاع. تكمن قوته في عملية بناء الهجمة من الخلف، لاعب لاتيني بحق، يتعامل مع المستديرة وكأنها محبوبته إلى الأبد.

يلعب مارسيو أسفل دائرة المنتصف أمام رباعي الدفاع، يستلم الكرات بظهره، يمررها إلى الأطراف وتجاه الأمام، لذلك يعتمد عليه أي فريق هجومي في زيادة نسبة الاستحواذ، وإعطاء الحرية الكاملة للاعبي الوسط في التقدم إلى الهجوم. وعلى الصعيد الرقمي، يمرر اللاتيني تمريرات مهمة في الثلث الهجومي، مع التركيز على الكرات الطولية من الخلف إلى الأمام.

أسطورة 4-3-3
يتجه معظم المدربين القادمين من أميركا اللاتينية إلى لعبة الضغط العالي، وبيريزو طبق هذا الفكر بامتياز مع سيلتا فيغو، ليصبح في غضون سنوات قليلة أحد أفضل فرق الليغا، ويتحول إلى "بعبع" حقيقي أمام الكبار.

يعتمد السيلتا على 4-3-3 في الأساس، تتحول في بعض الأحيان إلى 4-2-3-1 بتواجد ثنائي محوري خلف أوريلانا المتقدم في الهجوم، خصوصا بعد رحيل فيرنانديز. ومع قدوم مارسيلو دياز، سيجد الفريق لاعب ارتكاز دفاعي حقيقيّاً، يجيد شغل مركز المحور بمفرده، مع إعطاء الحرية الكاملة لزميله بابلو بالتحول إلى "بوكس" بين الخطوط، واللعب بتركيبة ثلاثي الوسط دون مشاكل.

يضم فريق فيغو مجموعة ممتازة من لاعبي الوسط، دانييل واس، بابلو فيرنانديز، نيمانجا رادوجا، لكن معظمهم إذا لم يكن جميعهم يتشابهون في أمور عديدة، كالسرعة، الضغط، الجمع بين الهجوم والدفاع، وحده مارسيلو دياز المختلف عن البقية في ما يرتبط بالحيازة والسيطرة، لأنه يجيد بشدة خاصية التمرير بكل مفرداته، مع نجاحه في القيام بمهمة الارتكاز "الهولدينغ"، الواحد الرئيسي خلف لاعبي الوسط وأمام مقاتلي الدفاع، في انتظار مباريات قادمة مشتعلة.

اقرأ أيضا:بالفيديو..خليفة ريكيلمي وميسي يأسر قلوب جماهير بوكا جونيورز!

المساهمون