التنس ليست رياضة الأثرياء.. تعرّف إلى معاناة المحترفين!

التنس ليست رياضة الأثرياء.. تعرّف إلى معاناة المحترفين!

أحمد فتحي

avata
أحمد فتحي
23 مارس 2018
+ الخط -
يلجأ كثير من الآباء لتعليم أطفالهم رياضة التنس ليس فقط لأنها ممتعة وبعيدة عن العنف والاحتكاكات الجسدية، بل ظنا أنها تجلب الكثير من الأموال عند الوصول لمستوى الاحتراف، لكن الحقيقة لا تبدو كذلك وليس كل ما يلمع ذهبا.

ويقتصر الثراء في عالم التنس على الأسماء المعروفة عالميا مثل روجر فيدرر أو رفائيل نادال أو ماريا شارابوفا أو سيرينا وليامز، وقد كونوا ثرواتهم في الأساس من أموال الإعلانات وليس من لعبة المضرب.

ويشتكي الكثير من اللاعبين المحترفين من قلة قيمة جوائز التنس وغياب العدالة في التوزيع، ما أثار تكهنات حول إنشاء نقابة للاعبين يترأسها البطل الصربي نوفاك ديوكوفيتش والتهديد بمقاطعة بطولات كبرى.

ويترأس ديوكوفيتش الحاصل على 12 لقبا بالبطولات الأربع الكبرى مجلس اللاعبين المحترفين، واشتكى خلال اجتماع حضره نجوم مثل رفائيل نادال وآندي موراي من غياب العدل في توزيع أرباح اللعبة.

وبحسب صحيفة (تايمز) البريطانية، فإن ديوكوفيتش اشتكى من حصول اللاعبين على نسبة 7% فقط من أرباح البطولات الأربع الكبرى، وفي المقابل يحصل لاعبو كرة السلة الأميركية على 50% من الأرباح.

ووسط هذه التهديدات تدخل كريج تيلي، مدير بطولة أستراليا المفتوحة، وطمأن اللاعبين بأن أرباحهم ستزيد إلى 100 مليون يورو خلال السنوات الخمس المقبلة.

ورفعت بطولة أميركا العام الماضي مجموع جوائزها إلى 50 مليون دولار مع منح 50 ألف يورو لأي لاعب يشارك في الدور الأول، حتى إذا لم يفز في أي مباراة. وهي أعلى قيمة جوائز بين البطولات الأربع الكبرى.

وتقدر أرباح اللاعبين في ويمبلدون أقدم وأعرق بطولات التنس بنحو 40 مليون يورو، ويحصل الفائز باللقب على أقل من ثلاثة ملايين يورو.

وتليها بطولة فرنسا المفتوحة ويبلغ مجموع جوائزها 37 مليون يورو ويحصل اللاعب في الدور الأول على 35 ألف دولار، بينما ينال الفائز باللقب مليونين و100 ألف دولار. وعبر نادال المصنف الأول عالميا عن دعمه للمظلومين من اللاعبين خارج قائمة أول 50 مصنفا، ممن يحصلون على مبالغ قليلة نظير المشاركة في البطولات التي غالبا ما يودعونها من الأدوار الأولى.

وقال نادال "أتفهم معاناتهم. الأعلى تصنيفا يملكون الملايين ومتوسطو التصنيف يربحون جيدا، أما الأقل تصنيفا فالتنس هو وظيفتهم ومسيرة اللاعب لا تستمر 30 عاما ومستقبلهم يتوقف أحيانا على ما يربحونه من البطولات الكبرى".

وأضاف "يحتاج التنس لنفقات كثيرة تخص المدربين والسفر بشكل أسبوعي وحجز فنادق، وهذا ربما لا تغطيه مكافأة المشاركة في الدور الأول والتي لا تتجاوز 40 ألف دولار".

ويقل المقابل المالي في البطولات حسب الأهمية، ففي بطولات الماسترز ذات الـ 1000 نقطة يحصل اللاعب على نحو 15 ألف يورو نظير المشاركة في الدور الأول، ويقل إلى 10 آلاف يورو في بطولات الرابطة ذات الـ 500 نقطة، و6 آلاف يورو في البطولات ذات الـ 250 نقطة.

وتفيد إحصائية لجامعة فيكتوريا الأسترالية أن نسبة 1.8% فقط من اللاعبين حققوا مكاسب مالية، أما الغالبية العظمى من اللاعبين المحترفين فينفقون من أجل التدريب والسفر أكثر مما يربحون من اللعبة.

ويحجز اللاعبون عادة تذاكر "ذهاب" فقط عند السفر بالطائرة إذ لا يمكن معرفة موعد العودة، ويتوقف هذا على نتائجهم، ما يضطرهم لدفع مبالغ أكبر لحجز أسرع رحلات عودة.

ويتراوح راتب المدرب بما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف يورو شهريا، أما راتب المعد البدني فيقدر بثلاثة آلاف يورو شهريا. وفي العام الماضي حصل المصنف 50 عالميا على 350 ألف يورو تقريبا نظير المشاركة في 15 بطولة والسفر إلى ثلاث قارات مختلفة، بينما حصل المصنف 100 على نحو 250 ألف يورو بعد المشاركة في 16 بطولة في 11 دولة في أربع قارات.

وبالطبع يملك اللاعبون البارزون فقط، مثل روجر فيدرر ونادال وموراي وديوكوفيتش بجانب نجمات التنس الحسناوات، ميزة التربح من خلال الإعلانات والترويج لمنتجات مختلفة مثل الملابس الرياضية والسيارات الفارهة.

وكشفت إحصائية في 2016 أن أرباح فيدرر في العام الواحد تصل إلى 65 مليون يورو، مقابل 48 مليون يورو سنويا لديوكوفيتش و32 مليوناً لنادال و25 مليوناً لموراي.

أما لاعب مثل التشيكي توماس برديتش، الذي وصل إلى نهائي ويمبلدون 2010، وبلغ قبل النهائي أربع مرات في البطولات الكبرى، فربما لا تتخطى أرباحه مليون يورو في العام الواحد.




ويقول الأرجنتيني جيدو بيا المصنف 61 حاليا، والبالغ عمره 27 عاما: "بدأت أربح مالا من التنس منذ عام أو عامين فقط. كل ما يراه الجمهور من الخارج بشأن أموال التنس ليس حقيقيا"، مشيرا إلى أن التحضير للمشاركة في رولان غاروس على سبيل المثال يكلف اللاعب سنويا 100 ألف دولار، وإذا كان يملك راعيا ستقل التكلفة نسبيا.

وفي أوقات سابقة، كانت هناك فرص أكبر للاعبين من خارج أول 100 مصنف للمشاركة في بطولات رابطة المحترفين، لكن الآن من النادر وجود لاعب بعد أول 80 مصنفا في بطولة من 250 نقطة، مما يضطر الأقل تصنيفا لخوض تصفيات ويقلل بالطبع من المقابل المالي الممنوح لهم.

ويضطر الكثير من اللاعبين المحترفين للبحث عن وظائف أخرى لتغطية نفقاتهم بعد الاعتزال. وحتى الأبطال القدامى يبحثون عن مصادر رزق، مثل الأرجنتيني جييرمو فيلاس الذي فاز بـ 62 لقبا منها أربعة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى، لكنه لم يجمع من التنس أكثر من خمسة ملايين دولار.

وأثير جدل في الفترة الأخيرة حول قلة أرباح السيدات مقارنة بالرجال في عالم التنس، وسط مطالب بالمساواة وتهديدات أخرى بمقاطعة البطولات الكبيرة.

وتحصل البطلة الروسية الحسناء، ماريا شارابوفا، على 30 مليون يورو كأرباح سنوية، بمعدل 2.5 مليون دولار شهريا، مقابل 24 للنجمة الأميركية، سيرينا وليامز، و11 مليوناً لشقيقتها فينوس.

دلالات

ذات صلة

الصورة
غاسيكه هؤلاء مستقبل التنس وهذا هو الأفضل بين نوفاك وفيدرر

رياضة

حلّ نجم التنس الفرنسي، ريتشارد غاسكيه، ضيفاً على "العربي الجديد"، من أجل الحديث عن الجيل الجديد في عالم الكرة الصفراء، وأصعب منافس لعب ضده في مسيرته.

الصورة
شلباية: نادال قدوتي في التنس وتعلمت كثيراً من أنس جابر

رياضة

حلّ موهبة التنس الأردنية عبد الله شلباية ضيفاً، في حوار حصري مع "العربي الجديد"، من أجل الحديث عن قدوته في عالم الكرة الصفراء، وأهدافه المستقبلية.

الصورة
سابالينكا المصنفة الثانية عالمياً (العربي الجديد/Getty)

رياضة

حلّت أرينا سابالينكا، نجمة التنس البيلاروسية، ضيفة على "العربي الجديد"، حيث تحدثت عن النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، والصداقة التي تربطها باللاعب بولا بادوسا.

الصورة
روبليف من أبرز نجوم التنس في العالم (العربي الجديد/Getty)

رياضة

فشل نجم كرة المضرب الروسي أندريه روبليف في تحقيق لقب بطولة قطر المفتوحة للتنس التي تُقام خلال الفترة الحالية وتتواصل حتى يوم 24 فبراير/ شباط الحالي.

المساهمون