مدرب فرنسا يحدد مصير عوار مع "محاربي الصحراء"!

مدرب فرنسا يحدد مصير عوار مع "محاربي الصحراء"!

30 يناير 2019
حسام عوار لاعب نادي ليون (Getty)
+ الخط -
 

ما زالت مسألة حسم نجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي حسام عوار، لمستقبله الدولي بين اللعب للمنتخب الجزائري أو الفرنسي، تكشف عن كثير من الأسرار والمستجدات، في ظل اهتمام كل من الجزائر وفرنسا بضم اللاعب إلى صفوفهما، بعد تألقه اللافت مع فريقه خلال الموسمين الأخيرين، بيد أن اللاعب لم يفصل لحد الآن في الوجهة التي سيختارها في ظل الضغوط التي يعيشها حالياً.

وأماطت مجلة "فرانس فوتبول" الرياضية الفرنسية اللثام عن آخر مستجدات هذه المسألة، إذ كشفت أن المدير الفني للمنتخب الجزائري جمال بلماضي، ورئيس اتحاد الكرة الجزائري خير الدين زطشي التقيا أخيراً مندوبين عن اللاعب عوار في العاصمة الفرنسية باريس، ولم تشر إلى حضور اللاعب خلال هذا اللقاء.


وبحسب نفس المصدر، فإن بلماضي وزطشي رفضا الضغط على نجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي، قصد ضمه إلى صفوف المنتخب الجزائري في الفترة القادمة، رغبة منهما في منحه مزيداً من الوقت للتفكير، ودراسة قراره النهائي بخصوص المنتخب الذي سيلعب له مستقبلاً، وكذلك تفادي إحراج اللاعب في الوقت الحالي، في ظل اشتداد الحديث عنه في وسائل الإعلام الفرنسية والجزائرية وعن "الجنسية الرياضية" التي سيختارها.

وأضافت "فرانس فوتبول" أن بلماضي يصرّ على وجود عوار معه في المنتخب الأول، لكنه قرر التصرف بذكاء، وتوظيف طريقة مرنة في تعامله مع هذه المسألة الحساسة، مع أخذ كامل احتياطاته للسعي نحو إنجاح مهمة استمالة اللاعب الشاب للعب لصالح الجزائر على حساب فرنسا.

وتابعت المجلة بأن مدرب الجزائر اختار طريقة مميزة في التعامل مع قضية عوار، إذ قام بشرح خطة عمله والمشروع الذي ينوي تجسيده مع "الخضر"، إذ شرح لممثلي اللاعب الفائدة القيّمة التي سيمنحها عوار للمنتخب الجزائري في حال انضمامه إليه، وسار رئيس الاتحاد الجزائري على نفس الخط، حيث كشفت المجلة الفرنسية أنه لم يمنح أي مهلة للاعب قصد انضمامه إلى المنتخب الجزائري، كونه لا يريد فرض أي ضغط على نجم ليون الصاعد ولا حتى على محيطه، رغبة منه في تفادي تكرار سيناريو اللاعب نبيل فقير الذي تعرض لضغط رهيب مطلع في عام 2015، إذ اختار اللعب للجزائر صباحاً ليتم توجيه الدعوة إليه لحضور معسكر تدريبي بالعاصمة القطرية الدوحة في نهاية شهر مارس/ آذار من نفس العام، قبل أن يتراجع اللاعب عن قراره مساء، ويختار اللعب للمنتخب الفرنسي بضغط من رئيس فريقه جون ميشال أولاس ووكيل أعماله، الذي كان هو نفسه وكيل أعمال المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب.

ويملك عوار فرصة الحسم في مستقبله الدولي بين الجزائر وفرنسا، لكن وبحسب "فرانس فوتبول" فإن الأمور ستأخذ منحى آخر سلبياً تجاه المنتخب الجزائري في حال قام ديدييه ديشامب بدعوة اللاعب للانضمام إلى منتخب فرنسا في شهر مارس/ آذار المقبل في تصفيات كأس أمم أوروبا 2020، والتي أضحت تلعب اليوم على شكل بطولة أوروبية مصغرة أطلق عليها الاتحاد الأوروبي للعبة (دوري الأمم الأوروبية)، وإذا ما لبّى عوار النداء فإنه سيضيع نهائياً من المنتخب الجزائري، كون لوائح اتحاد الكرة الدولي تلزم كل من يلعب للمنتخب الأول لأي بلد في مباراة رسمية بالاستمرار مع المنتخب وعدم تغيير "جنسيته الرياضية"، بخلاف اللاعبين الذين ينضمون إلى المنتخبات الشابة.

وأوضحت المجلة الفرنسية أن حسام عوار لن يشارك مع الجزائر بشكل رسمي في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019 التي ستجرى في مصر في الصيف المقبل، كونه سيخوض مع المنتخب الفرنسي لفئة أقل من 20 سنة مسابقة كأس أمم أوروبا التي ستجرى ما بين مايو/ أيار ويونيو/حزيران في بولندا، وأشارت إلى أن بلماضي لم يتحدث خلال اجتماعه بممثلي عوار عن المواعيد الكروية القادمة لمنتخب الجزائر على غرار "كان 2019"، وإنما حاول أن يلعب على وتر العاطفة، قصد استمالة اللاعب، على غرار الحديث مع ممثليه عن أصوله والجذور الجزائرية لوالديه وعائلته، كي يسير على خطى سابقيه، على غرار رياض محرز وياسين براهيمي وفوزي غلام وآخرين ممن اختار اللعب للوطن الأم بدلاً من بلد المولد فرنسا.

وتألق عوار بشكل لافت مع الفريق الأول لنادي ليون منذ ترقيته من الفريق الرديف قبل موسمين، إذ خطف الأنظار في كل المسابقات التي يخوضها الفريق على غرار الدوري الفرنسي ومسابقة دوري أبطال أوروبا، ما جعله محل اهتمام كثير من الأندية الأوروبية الكبيرة على غرار مانشستر سيتي الإنكليزي.

المساهمون