اليورو بين جناحي بولندا وألمانيا.. ثنائي جديد يصنع الفارق

اليورو بين جناحي بولندا وألمانيا.. ثنائي جديد يصنع الفارق

27 يونيو 2016
أسماء جديدة تلاحق النجومية في اليورو (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -
صعدت بولندا على حساب سويسرا بركلات الترجيح، وقدمت ألمانيا أفضل عروض البطولة بعد انتصار سهل ومريح على سلوفاكيا، بينما وصلت البرتغال عن طريق هدف كواريزما، وواصل هازارد عروضه المهارية ليقود بلجيكا إلى عبور المجر، وكأن الدور ثمن النهائي خاص بتألق لاعبي الأطراف، بعد أداء استثنائي من معظم أجنحة البطولة، في الطريق نحو النهائي الكبير.

صعود الأجنحة
استحق الدور الأول أن يكون مصدر لاعبي الوسط، بعد تألق كلٍّ من إنيستا، كروس، مودريتش، وغرانيت شاكا، وحققت منتخبات عديدة تفوقاً واضحاً نتيجة التنوع في اللعب، واستخدام أكثر من لاعب ارتكاز في منطقة الوسط، ليتم بناء الهجمة بأريحية، وإيصال أكبر عدد ممكن من التمريرات إلى صناع اللعب في الثلث الهجومي الأخير، بينما تحولت اليورو في الأدوار الإقصائية من العمق إلى الأطراف، نتيجة ميل معظم الفرق إلى التحفظ، وعودة معظم اللاعبين إلى الخلف، أملا في امتصاص الضغط ومن ثم القيام بمرتدة سريعة، لذلك دانت السيطرة للنجوم أصحاب السرعة، الأسماء التي تستطيع التحول من الدفاع إلى الهجوم، كما حدث في معظم مباريات ثمن النهائي.

وبالعودة إلى مباراة البرتغال وكرواتيا، قطع كواريزما الكرة في نصف ملعب فريقه، قبل أن يمررها رونالدو لريناتو، ليحصل ناني على الهجمة ويعيدها إلى كريستيانو الذي يسددها في يد الحارس، ويحولها زميله في المرمى، لعبة تؤكد بإيجاز شديد ميزة الأجنحة في البطولات المغلقة، التي يميل فيها اللعب إلى الدفاع، وتقل لياقة معظم المنتخبات كلما اقتربت من مباريات خروج المغلوب.

كوبا
سجلت بولندا 3 أهداف في 4 مباريات باليورو، كان لياكوب بلازسيوكوسكي نصيب الأسد، بإحرازه هدفين وصناعته الهدف الثالث، ليؤكد أنه أهم لاعب في تشكيلة المدرب آدم نوالكا، ولا يكتفي اللاعب بالشق الهجومي فقط، بل يعود باستمرار لمساندة الدفاع، ومحاولة قطع الكرات عن طريق العرقلة والافتكاك، في إحصاءات تظهر نضجه التكتيكي كما فعل أمام سويسرا، عندما سجل هدفاً وقام بعمل مراوغتين مع أربع فرص للتسجيل، رفقة نجاحه في القيام بسبع محاولات للعرقلة الدفاعية المشروعة.

تلعب بولندا بخطة 4-4-2، خصوصا مع وجود ثنائي هجومي مميز كميليك وليفاندوفيسكي، ويميل المدرب نوالكا إلى التوازن بين الدفاع والهجوم على خطى الشولو سميوني مع الأتليتي، عن طريق غلق العمق برباعي صريح متحرك، مع عودة المهاجمين إلى خط المنتصف دون الكرة، لمواجهة المنافس بخط دفاع ذي ضغط متوسط.

ياكوب أو "كوبا" هو الجناح الداخلي في الكرة الحديثة، لأنه يلعب على الورق طرفيا، لكنه عندما يحصل فريقه على الكرة، يتحول سريعا إلى العمق ويقوم بدور صانع اللعب أمام كوريشياك لاعب الارتكاز، بينما يعود إلى مكانه أمام الظهير بيتشيك في الحالة الدفاعية، واستفاد اللاعب كثيرا من قوة ليفا وميليك، حيث أن الثنائي الهجومي يجبر دفاعات الخصم على مقابلتهما، ليعطي الفرصة إلى لاعبي الوسط من أجل التقدم والتسجيل، كما حدث في كافة مباريات بولندا.

دراكسلر
المانشافت هو الفريق الأميز في هذه النسخة من اليورو، منتخب يعرف كيف يتمركز وأين يمرر ومتى يهاجم، ويمتاز بسهولة طريقه حتى الدور ربع النهائي، مع تصاعد وتيرة لعبه من مباراة إلى أخرى كما فعل في مونديال 2014، واستحق الرائع جوليان دراكسلر نجومية مباراة سلوفاكيا، بعد قيامه بدور محوري في طريقة 4-2-3-1 للمدرب يواكيم لوف، ونجاحه في ما فشل فيه ماريو جوتزه، الحسم التهديفي أمام المرمى.

دراكسلر جناح يقطع باستمرار إلى الداخل، يتحول إلى ساعد هجومي صريح في حالة الاستحواذ، ويخفف الضغط كثيرا عن زملائه خصوصا أوزيل، صانع اللعب الذي يفضل الهروب تجاه الأجنحة أو بالقرب من المهاجم في المركز 9، لذلك يفضل مسعود دائما نوعية اللاعبين أمثال جوليان، لأنه يعطيه مساحة أكبر للتحرك دون الكرة، ويتبادل معه المراكز في سرعة خاطفة دون عناء، لتصبح عملية إيقاف الهجوم الألماني صعبة ومعقدة.

قوة هذا اللاعب ليست فقط في الدخول للعمق والتغطية خلف أوزيل، ولكن أيضا في السماح للظهير الأيسر بالصعود وعمل ما يعرف بالأوفرلاب، وبالتالي يحصل هيكتور على فرصة أفضل للتألق مع دراكسلر، وبعد البدء بجوميز والرهان على كيميتش في مركز الظهير المائل للوسط، يبدو أن لوف وجد السر الثالث بالاعتماد على جناحه الشاب في بقية المواعيد، أملا في الجمع بين المونديال واليورو.

دلالات

المساهمون