تعرّف إلى القصة الكاملة لأزمة بلماضي مع منتخب الجزائر

تعرّف إلى القصة الكاملة لأزمة بلماضي مع منتخب الجزائر

31 يوليو 2019
جمال بلماضي مدرب المنتخب الجزائري (Getty)
+ الخط -
حقق المنتخب الجزائري لكرة القدم طفرة كبيرة بعد تتويجه بلقب كأس أمم أفريقيا 2019 التي جرت في مصر، بعدما أعاد ذلك شيئاً من بريق المنتخب الجزائري، وكبريائه على المستويين القاري والعالمي، إلا أن ثمة أزمة اندلعت بعد هذا الإنجاز، بعدما تداولت وسائل الإعلام الجزائرية وكذلك الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أخبارا عن استقالة المدير الفني جمال بلماضي من تدريب كتيبة "المحاربين"، بالرغم من أنه كان مهندس التتويج باللقب
 الأفريقي، وتزامن ذلك أيضاً مع انتشار أخبار أخرى عن عزم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي الانسحاب من منصبه، قبل أن ينفي الاتحاد ذلك في بيان رسمي.

وبالعودة إلى حيثيات هذه الأزمة، كشفت مصادر قريبة من المنتخب الجزائري واتحاد الكرة لـ "العربي الجديد"، أن بلماضي لم يقدّم استقالته ولم يعلن رحيله من منصبه، لكنها أكدت بالمقابل امتعاضه من بعض الأمور التي تعكّر الأجواء، التي جعلته "يلمّح" لعدم قدرته على مواصلة مهامه في حال استمرار الوضع على حاله، وأوضحت المصادر ذاتها أن المدرب الأسبق لنادي الدحيل القطري وقف على الكثير من الأمور التي لم تعجبه منذ انطلاق الاستعدادات الخاصة بمشاركة الجزائر في نهائيات أمم أفريقيا بمصر إلى غاية نهاية البطولة، وهو ما دفعه للتعبير عن استيائه من الأجواء المحيطة بالمنتخب بعد المباراة النهائية أمام السنغال.

وأضافت المصادر ذاتها أن بلماضي اجتمع بلاعبيه وبأعضاء مختلف الأجهزة ورئيس الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي، وأبلغه بأنه يستحيل عليه الاستمرار في هذه الظروف، مطالباً بضرورة تغيير الكثير من الأمور في محيط المنتخب، وتسبب ذلك في صدمة للحضور خاصة اللاعبين، الذين قام بعضهم بمطالبته بالتعقل والتريّث، وتابعت المصادر أن بلماضي ورئيس الاتحاد زطشي اتفقا على مناقشة هذا الأمر لاحقاً بعد عودة المدرب من إجازته.

وبشأن تفاصيل ما أثار استياء بلماضي، قالت هذه المصادر إنها متعلقة ببعض المحيطين بالمنتخب وأبرزهم المدير العام حكيم مدان، إذ يرى أنه ليس بقدر المسؤولية الموكلة إليه، إذ لم يتمكن من "حماية" المنتخب من التأثيرات الخارجية، فضلاً عن ارتكابه الكثير من الأخطاء والهفوات.

وكان بلماضي قد قرر الاستقالة فعلاً من منصبه عند بداية المعسكر التحضيري الأول في مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، بسبب ما سُمي  بـ"قضية عطّال"، حين عبّر بلماضي عن غضبه بعد أن علم أن المدير العام للمنتخب حكيم مدان لم يخبره بحضور إحدى الفتيات إلى مقر معسكر المنتخب في سيدي موسى في شهر مارس/آذار الماضي، قصد لقاء اللاعبين يوسف عطال وزميله رامي بن سبعيني، إذ لم يعلم المدرب بالأمر سوى في شهر يونيو/حزيران، وهو ما جعله يثور في وجه مدان ويغادر مقر المعسكر ملوّحاً بالاستقالة، قبل أن يتدخل رئيس الاتحاد ويقنعه بالبقاء ومواصلة عمله، وتسبب ذلك في قطع حبل الثقة بين بلماضي ومدان.



وتواصلت بعدها استعدادات المنتخب لـ"الكان" بالجزائر ثم الدوحة، قبل الوصول إلى مصر وفي خضم التحضيرات حدثت بعض المشاكل أيضاً على غرار قضية اللاعب هاريس بلقبلة الذي تم استبعاده من المنتخب لأسباب انضباطية، ثم استقالة المعد البدني ألكسندر دلال، كما 
شهدت الفترة التي سبقت المباراة النهائية أمام السنغال حدوث بعض الأمور التي لم تعجب بلماضي.

وقالت المصادر ذاتها إن بلماضي "تحامل على نفسه" وكتم غضبه، وتفادى التدخل لأجل عدم التأثير على استقرار المجموعة قبل الموعد الهام، وأضافت أن بلماضي كان غاضباً كذلك بسبب عدم قيام الاتحاد بتوفير بعض الأمور الخاصة بالاحتفال بالتتويج الأفريقي للاعبين، على غرار القمصان الخاصة بـ"النجمة الثانية"، بينما أظهرت بعض الصور والفيديوهات المتداولة بوسائل التواصل الاجتماعي ظهور بعض أفراد الجهاز الإداري دون اللاعبين، بأقمصة تحمل نجمتين ومصنّعة من طرف شركة "أديداس" ممول الاتحاد بالألبسة الرياضية.

وكشفت المصادر أن بلماضي كثيراً ما تحدث مع رئيس الاتحاد خير الدين زطشي بشأن ضرورة تغيير الأشخاص الذين يتعامل معهم، مشيرة إلى أنه يرغب في جلب متعاونين ومدير عام جديد من اختياره ويثق به وفي مؤهلاته، إلا أن رئيس الاتحاد ماطل في تلبية مطالبه، وأجّل النظر في مطالب بلماضي لرغبته في الحفاظ على "رجاله" المقربين جداً من المنتخب حتى يكون على اطلاع على كلّ صغيرة وكبيرة تخصّه، قبل أن يلجأ بلماضي للضغط عليه بشكل مباشر لتحقيق مطالبه، بعد أن تحدث عن عدم قدرته على الاستمرار في هذه الظروف، مستفيدا من دعم الجماهير ووسائل الإعلام التي تريد بقاءه في منصبه بعد الإنجاز الرائع الذي حققه.

وثمة أمر آخر ساهم في "غضب" بلماضي في الفترة الأخيرة، وهو ترويج بعض الأطراف لأنباء تفيد بأن بلماضي يربط مصيره مع المنتخب بمستقبل زطشي على رأس الاتحاد، بعد انتشار أخبار احتمال انسحاب رئيس الاتحاد بسبب استيائه من المعاملة "الباردة" التي لاقاها بعد عودة بعثة المنتخب من مصر إلى الجزائر، إذ تمّ حرمانه من أخذ الصورة الرسمية مع اللاعبين ورئيس الدولة عبد القادر بن صالح برفقة الكأس، فضلاً عن حرمانه من الحصول على وسام الاستحقاق الوطني، وأكدت المصادر نفسها أن بلماضي رفض الربط بين مستقبله ومصير رئيس الاتحاد، مشيرة إلى أنه مرتبط بهيئة وبالمنتخب وليس بالأشخاص.

وختمت المصادر ذاتها بأن بلماضي الذي يقضي حاليا إجازة برفقة عائلته، سيبقى في منصبه مع منتخب الجزائر، إذ سيقوم بلقاء رئيس الاتحاد خير الدين زطشي قصد تقييم مشاركة الجزائر في البطولة الأفريقية، وكذلك النظر في كلّ القضايا المتعلقة بالمنتخب وكذلك برنامج التحضيرات الخاص بالاستحقاقات المقبلة، وأبرزها خوض غمار تصفيات كأس أمم أفريقيا 2021، التي ستنطلق في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

المساهمون