يورغن كلوب في ليفربول.. الشغف قرار والمغامرة اختيار

يورغن كلوب في ليفربول.. الشغف قرار والمغامرة اختيار

07 أكتوبر 2015
+ الخط -

أنا لاعب ضمن المجموعة، لا أعتبر نفسي أكثر من ذلك أبدا، لا أتخذ كل القرارات بمفردي، بل أنصت دائما إلى الغير، وأحاول أن يكون فريقي بمثابة المجموعة المتكاملة في كل شيء"، هكذا يصف يورغن كلوب نفسه، مؤكدا أنه يعتبر لاعبيه أقرب إلى الشركاء داخل نفس الخندق، دون تفرقة بينه وبينهم، سواء داخل الملعب أو خارجه.

شخصية
أحب جمهور دورتموند يورغن كلوب بشدة، الأمر لا يتعلق فقط بالبطولات أو الوصول إلى نهائي الأبطال، لكن شخصية المدرب وأسلوبه القريب من القلب، كلها أمور رجحت كفته عند ملايين الأنصار والعشاق، لأن الرجل قدم نفسه كواحد من المشجعين، وليس وصياً عليهم أو قائداً أعلى لهم، لذلك نجح الألماني الغريب الأطوار رغم فشله الذريع في موسمه الأخير.

"لست صديق اللاعبين، بل هم أصدقائي"، يتحدث كلوب عن العلاقة التي يتبعها في أي فريق يقوم بتدريبه، فهو قريب من الجميع، فيما يصب داخل طريق النجاح، لكن أن يكون هذا الود باباً للاستهتار فهذا الأمر مرفوض بشدة من جانبه، لأنه صاحب اليد العليا فنيا وتكتيكيا وكرويا داخل النادي.

لذلك تتوقف المفاوضات بين إدارة ليفربول والمدرب الألماني على بند توزيع النفوذ، فالملاك يريدون التدخل في عملية البيع والشراء، وألا يكون كل شيء في يد الطاقم الفني، لكن من واقع خبرات المدير الفني، فإنه يريد الاستثناء كما حدث في الصيف الماضي، حينما أعطوا براندن رودجرز الأولوية في التعاقدات.

الأنفيلد
لن تسير وحيدا ابدا يا ليفربول، وحده ملعب الأنفيلد له طابع خاص، بين كل ملاعب إنجلترا والقارة الأوروبية، كذلك يمتاز فريق ليفربول بأجواء مختلفة عن كل المنافسين، لأنه من أهم أمثلة الوفاء حينما يتعلق الأمر بكرة القدم، فزعيم الميرسيسايد هو العشق الأبدي لمجاذيبه، ويظلون دائما في حالة ارتباط خاص، رغم ابتعاد الليفر عن البطولات الكبيرة منذ سنوات طويلة.

الأيدونا بارك أيضاً مختلف، مدرج الفستفاليين بأجوائه المجنونة، أكثر من 80 ألف مشجع في كل مباراة، مع 25 ألف عاشق خلف المرمى، هتافات، أهازيج مستمرة وضوضاء محببة الى الأذن، إنه الشغف والعشق والجنون، الذي يعتبر بمثابة المكان القريب جداً من شخصية يورغن كلوب.

ومن دورتموند إلى ليفربول، لن يجد المدرب فروقات كبيرة، لأن الأصل في الحالتين هو "الشغف. كلوب رومانسي، يؤمن بالحب والعشق من أول نظرة. طريقة أداء لاعبيه، حبهم للعبة، تنوع الأداء وسرعة الهجمة، التشجيع الجنوني، هذه هي أجمل اللحظات بالنسبة له في الحياة. لقد وقع في الحب، في حب كرة القدم!

التكتيك
عاب على براندن رودجرز كثرة تغييراته الخططية، من 4-2-3-1 إلى 4-4-2، مرورا بمزيج من 3-5-2، 3-4-2-1، وحتى 4-3-3، ورغم أن المدرب الإيرلندي من العقول الكروية المبتكرة، إلا أنه وقع في فخ التكرار، ولم يصنع "شخصية" قوية للريدز خصوصاً في الموسمين، الحالي والماضي، مما عجًل برحيله بعيدا عن مقاطعة ميرسيسايد.

بينما كلوب يلعب في أغلب المباريات بخطة 4-2-3-1، لا يُغيّرها إلا في أضيق الظروف، ونجح باستراتيجية "الكونتر برسينغ"، أي الضغط الكبير من نصف ملعب الخصم، ومحاولة قطع الكرة من أجل هجمة مرتدة قاتلة، لكنه يحافظ على تكتيك ثنائية المحور، مع ثلاثي الهجوم خلف المهاجم المتقدم في الأمام.

في أفضل مواسم رودجرز مع ليفربول "2013-2014"، لعب الفريق كرة قدم سريعة، مع توفير ضغط عالٍ من المنتصف، وقطع الكرة وضرب الخصم بمرتدة قاتلة على طريقة الـ Counter Pressing، وفي حالة الوصول إلى كلوب، من الممكن مشاهدة هذه الطريقة بنجاعة أكبر، خصوصاً أنه من كبار مريديها عبر ملاعب القارة الأوروبية.

المعادلة الصحيحة
وجد كلوب العرًاب هانز يواكيم فاتسكه في دورتموند، فصنع الثنائي شيئاً من لا شيء، لأن الكرة الحديثة لا ترتبط فقط بمنصب المدير الفني، بل تحتاج إلى عقلية فذة تدير المشروع الرياضي من الخارج، مدير عام يضع الإطار الرئيسي للمشروع بالتعاون مع المدرب، في سبيل الوصول إلى أفضل صيغة مناسبة للتألق.

يُشرف على الأمور الرياضية في ليفربول مجموعة من المدراء، بقيادة المالك ورئيس مجلس الإدارة، ويجب على إدارة ليفربول التعاقد مع مدير جديد للكرة، بمجرد إتمام الاتفاق مع يورغن كلوب، حتى تكون هذه الثنائية الجديدة سبباً في عودة المارد الأحمر إلى منصات التتويج من جديد.

اقرأ أيضاً..
تصريحات مورينيو تضعه في موقف حرج!

المساهمون