"بريكست" يهدد "البريميرليغ": 332 لاعباً في خطر

"بريكست" يهدد "البريميرليغ": 332 لاعباً في خطر

05 ابريل 2019
نغولو كانتي ومحرز مهددان بالرحيل (Getty)
+ الخط -
تُقدم أندية "البريميرليغ" عروضاً قوية في موسم 2018-2019 بوصول أربعة منها إلى الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن "بريكست" يشكل خطراً كبيراً خصوصاً على الأندية الكبيرة ونجومها.


ضعف الجنيه الإسترليني

لا يختلف "البريميرليغ" عن سائر الدوريات الأوروبية الأخرى، فهو يضمُ مجموعة من اللاعبين المحليين والأجانب بالإضافة للمدربين المحليين والأجانب أيضاً، عدا عن تواجد مُلاك أندية من مختلف الجنسيات والذين يضخون أموالاً طائلة في كرة القدم الإنكليزية.

ومنذ الإعلان عن "بريكست"، انخفضت قيمة الجنيه الإسترليني عالمياً، الأمر الذي جعل منافسة قيمة الصفقات مقارنة مع الأندية الأوروبية الكبيرة صعبة جداً، حتى أمسى الإسترليني عائقا بالنسبة للبعض في "البريميرليغ".

فالمدرب ماوريسيو بوتشيتينو أشار في تصريحات سابقة، إلى أن ضعف الجنيه الإسترليني أحد أسباب فشل فريقه توتنهام في التعاقد مع لاعبين خلال فترة التحضيرات قبل انطلاق الموسم الجديد وشبّه "بريكست" بحادث سيارة قوي.

في المقابل، أشار خبير اقتصاد كرة القدم "ديلويت" إلى أن ضعف الجنيه الإسترليني عامل مؤثر في تخلي فريق مانشستر يونايتد عن صدارة أكثر الأندية الأوروبية تحقيقاً للأرباح في العالم، وذلك بعد خطف كلّ من ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين المركزين الأول والثاني.

ضوابط على اللاعبين الأجانب
يقول الرئيس التنفيذي للبريميرليغ سابقاً، ريشارد سكوداموري، إن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي تفتح الباب أمام خيارات سلبية كثيرة لبطولات كرة القدم. فالمنافسة في القارة الأوروبية تحتاج في الدرجة الأولى إلى استثمار أفضل النجوم في الدوري ولا يهم لأي بلد ينتمون، وإنهاء الانتقال الحر للاعبين الأجانب إلى بريطانيا سيُصعب مهمة الأندية الإنكليزية كثيراً في المستقبل.

وفي هذا الإطار، تحدث المسؤول الأول عن الرياضة في جامعة سالفورد منبها إلى أن "البريميرليغ" قائم على وجود علامات تجارية كبيرة وأسماء كبيرة في أبرز الأندية الإنكليزية. وصرح للمجلة الرياضية الخاصة بالجامعة التي يعمل فيها: "أي قيود جديدة تُرافق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستؤثر سلباً على "البريميرليغ" وسوق الانتقالات، وهو الأمر الذي سيحدُ من قوة منافسة الأندية الإنكليزية خصوصاً في البطولات القارية.

ووفقاً للقوانين التي قد تُرافق مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، فإن على اللاعبين المنتمين للاتحاد الأوروبي وبعضهم جاؤوا من دول في أميركا الجنوبية والدول الأفريقية ويحملون جوازات أوروبية، أن يخضعوا لشروط إضافية بغية الحصول على رخصة عمل في بريطانيا وبالتالي تمثيل أندية كرة القدم هناك.

ويأخذ القانون الحالي بالنسبة للاعبين غير الأوروبيين في عين الاعتبار عدة عوامل منها الظهور الدولي، قيمة الصفقة، الراتب المقترح والسيرة الذاتية لمسيرة اللاعب الكروية، وكل هذه الأمور تُحدد إن كان اللاعب سيحصل على موافقة هيئة الإدارة من اتحاد كرة القدم.

وبحسب تقرير نشره موقع "فوكس سبورت"، فإن لاعبين، مثل الفرنسي نغولو كانتي والجزائري رياض محرز، مهددون بعدم الحصول على تصريح عمل داخل بريطانيا. ففي عام 2016، أجرى موقع "بي بي سي" البريطاني دراسة على جميع لاعبي "البريميرليغ" والدرجة الأولى والثانية في إنكلترا والدوري الاسكتلندي، ليتضح أن نحو 332 لاعباً لن يستوفوا الشروط الجديدة عند البدء في تنفيذ خطة "بريكست" بشكل رسمي، خصوصاً في حال طبقت بريطانيا الشروط الجديدة على اللاعبين الأجانب.

كما أن الأندية الإنكليزية ستفقد ميزة التعاقد مع لاعبين أجانب قبل عامهم الـ 18، إلا في حال استمرت بريطانيا ضمن حدود المنطقة الاقتصادية الأوروبية الواحدة (EEA) التي أسست عبر اتفاقية في عام 1992، وهي اتفاقية دولية تسمح بتوسيع السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي لتشمل الأطراف غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وفي وقت يُحظر الاتحاد الدولي لكرة القدم صفقات اللاعبين دون 18 سنة، إلا أنه استثنى تنقل اللاعبين دون السن القانونية بين الدور التي وقعت على اتفاقية المنطقة الاقتصادية الأوروبية الواحدة، وهو الاستثناء الذي سمح لنجوم مثل الإسباني سيسك فابريغاس والفرنسي بول بوغبا الانتقال إلى إنكلترا بعمر الـ 16 سنة.



دفعة معنوية للاعبين المحليين؟

رغم أن "البريميرليغ" قد يخسر أسماء كثيرة من اللاعبين الأجانب إلا أن بعض الإيجابيات تتمثل في حصول اللاعبين المحليين على دفعة معنوية وفرص جديدة للانضمام إلى أندية كبيرة. فالأرقام تكشف أن مجموع اللاعبين المحليين الإنكليزيين المصنفين كمحترفين في "البريميرليغ" لا يتخطى الـ 30% فقط من مجموع النجوم التي تلعب في الدوري.

وبالنسبة لرابطة "البريميرليغ" فإن هذه القيود الجديدة لن تساعد المنتخب الإنكليزي أبداً حتى مع حصول اللاعب المحلي على فرص أكثر، وذلك لأن المنافسة ستنخفض مع اللاعبين النجوم والاحتكاك بأسماء كبيرة سيكون فقط في المنافسات القارية وليس المحلية كما هو الآن.

المساهمون