ملاعب كرة القدم الإنكليزية في قبضة المدربين الطليان

ملاعب كرة القدم الإنكليزية في قبضة المدربين الطليان

21 ديسمبر 2016
تفوق إيطالي في الدوري الإنكليزي (Getty)
+ الخط -
يبدو أن ملاعب كرة القدم الإنكليزية قد أصبحت في قبضة المدربين الطليان، فبعد أن حقّق المدير الفني لفريق ليستر سيتي الإنكليزي، الإيطالي كلاوديو رانييري، الموسم الماضي معجزة القرن الحادي والعشرين من خلال قيادة فريق الثعالب للفوز بلقب بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه؛ أثبت مدرب نادي تشيلسي الإنكليزي، الإيطالي أنطونيو كونتي، هذا الموسم علو كعب المدرسة التدريبيّة الإيطاليّة في ملاعب كرة القدم الإنكليزية، من خلال نجاحه في قيادة فريقه اللندني للتربع على عرش سلم ترتيب بطولة البريمييرليغ قبل جولتين فقط من انتهاء مرحلة الذهاب.

أنطونيو كونتي
قاد المدرب الإيطالي البالغ من العمر 47 عاماً فريقه لتحقيق نتيجة الفوز في 11 مباراة متتالية، ليُصبح بالتالي أول مدرب في تاريخ النادي اللندني يتمكن من الفوز في 11 مباراة متتالية خلال موسم واحد في بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم، و ليضمن بالتالي لفريقه دخول فترة أعياد الميلاد وهو في صدارة جدول ترتيب بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم، بعد أن احتل النادي اللندني المركز الأول مُتفوقاً بفارق ست نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيه فريق ليفربول.

وبرهن المدير الفني لفريق تشيلسي الإنكليزي، من خلال قيادة فريقه للتربع على عرش سلم ترتيب بطولة البريمييرليغ، بما لا يدع مجالاً للشك أن المدرسة الإيطالية لا تزال رائدة في عالم التدريب، بعدما تمكن من إعادة فريقه اللندني للتوهج هذا الموسم، بعد أن عانى حامل لقب النسخة قبل الأخيرة من بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم من وضع كارثي خلال الموسم المنصرم، فشل خلاله في التتويج بأحد الألقاب المحلية، أو حتى حجز تذكرة الصعود إلى إحدى البطولات الأوروبية.

ولم يكن طريق "كونتي" نحو إعادة فريقه اللندني للتوهج من جديد مفروشاً بالورود، فقد اضطر مدرب المنتخب الإيطالي السابق إلى تغيير الصورة الذهنية الشائعة عن كرة القدم الإيطالية والتي تعتمد على الدفاع أولاً، بعدما عمد على تغيير الرسم التكتيكي لتشكيلة فريقه من خطة (1ـ3ـ2ـ4) إلى خطة جديدة (3ـ4ـ3) حيث كان لذلك مفعول السحر على نتائج الفريق اللندني، الذي حقّق الفوز في 11 مباراة متتالية منذ أن قام مدربه الإيطالي بتغيير النهج التكتيكي.

روبرتو مانشيني
ولم يكن غريباً أن يُحدث مدرب نادي تشيلسي الحالي ثورة هائلة في ملاعب كرة القدم الإنكليزية، فقد شهدت بلاد مهد كرة القدم تألقاً لافتاً للمدربين الطليان خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تمكن عدد من المدربين الطليان من ترك بصماتهم بشكلٍ ملحوظ في بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم لعل أبرزهم: المدير الفني الأسبق لنادي مانشستر سيتي الإنكليزي، روبرتو مانشيني، الذي كان قد قاد فريقه الأسبق للتتويج بلقب بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم موسم 2011 ــ­ 2012 للمرة الأولى منذ 44 عاماً، علاوة على قيادته الفريق الأسبق للظفر بكأس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم و كأس الدرع الخيرية.

كارلو أنشيلوتي
وكان الإنجاز الذي حقّقه "مانشيني" بمثابة استكمال لثورة المدربين الطليان في الملاعب الإنكليزية، والتي بدأها مدرب فريق البلوز الأسبق، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي قاد الفريق اللندني لتحقيق ثنائية الدوري والكأس في موسمه الأول مع الفريق، بعدما كان قد تسلم مهمة تدريب الفريق في يوليو/تموز 2009، وذلك قبل إقالته عقب نهاية موسمه الثاني مع فريق البلوز على خلفية خروج الأخير آنذاك خالي الوفاض، إذ تنازل عن لقبه بطلاً للدوري المحلي لمصلحة غريمه مانشستر يونايتد، كما تنازل عن لقب مسابقة الكأس المحلية، وخرج من الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا على يد الشياطين الحمر.

روبرتو دي ماتيو
ولا يُمكننا الحديث عن نجاحات المدربين الطليان في ملاعب كرة القدم الإنكليزية دون التطرق إلى اسم مدرب فريق البلوز الأسبق، الإيطالي روبرتو دي ماتيو، الذي تسلم مهمة تدريب النادي اللندني في شهر فبراير/شباط من عام 2012 خلفاً للبرتغالي أندريه فيلاش بواش الذي عمل الإيطالي مساعداً له. أثبت الأخير بأنه ليس بمجرّد حل مؤقّت حتى تسند المهمة إلى مدرب جديد، بعدما تمكن من انتشال الفريق من حالة الضياع التي عاشها البلوز تحت قيادة سلفه، إذ قاد فريقه إلى إحراز بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه إلى جانب بطولة كأس إنكلترا، لكن هذه الإنجازات لم تشفع له، بعدما تمت إقالته بعد أقل من ستة أشهر من قيادة فريقه للظفر بلقب ذات الأذنين.

كلاوديو رانييري
ولا يقل الإنجاز التاريخي الذي حقّقه مدرب فريق تشيلسي الأسبق، الإيطالي روبرتو دي ماتيو، مع فريق البلوز في عام 2012 قيمة عن الإنجاز الذي حقّقه مدرب فريق ليستر سيتي الإنكليزي الحالي، الإيطالي كلاوديو رانييري، مع فريق الثعالب خلال الموسم المنصرم، حيث تمكن المدرب البالغ من العمر 65 عاماً من قيادة فريقه للظفر بلقب بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، في مفاجأة لم يتوقعها أحد.

المساهمون