القصص المنسيّة في عداوة البرازيل والأرجنتين

القصص المنسيّة في عداوة البرازيل والأرجنتين

19 اغسطس 2015
+ الخط -


تعد مواجهة البرازيل والأرجنتين تحت أي ظرف سواء في التصفيات المؤهلة للمونديال أو أي بطولة ومحفل عالمي محط أنظار الجميع لأنهما كبيرا الكرة في أميركا اللاتينية وتجمعهما خصومة كروية تاريخية، ولكن ما السبب وراء هذا؟

الأمر هنا يتعلّق ولا يتعلق في نفس الوقت بإثبات من هو كبير القارة أو هوية الفريق الأكثر امتاعاً، حيث إن العداوة الكروية بين البرازيل والأرجنتين تعود إلى أمد بعيد للغاية وهي مليئة بحوادث وحكايات تتعلق بالعنصرية والعنف.

كانت أول مواجهة جمعت بين البرازيل والأرجنتين في 20 أغسطس/ آب من عام 1914 وكانت على ملعب خيمناسيا إي إسجريما في العاصمة بوينوس آيرس في مباراة أدارها حكم أوروغواياني وانتهت بفوز الأرجنتين بثلاثية نظيفة، على الرغم من أن "راقصي السامبا" كان بحوزتهم فريدنريتش المتحدّر من أصول ألمانية أفريقية والذي تقول بعض المصادر والكتب القديمة عنه في معلومات لا يمكن التأكد من صحتها بأنه سجل أهدافاً أكثر من بيليه.

مر أسبوع وواجهت البرازيل الأرجنتين مرة أخرى أيضاً في بوينوس آيرس وتمكنت من الفوز بهدف نظيف.. حتى الآن كانت الأمور تسير بشكل كروي راقٍ وهكذا استمرت حتى 1920.

كان من المفترض أن تواجه البرازيل الأرجنتين في أحد أيام هذا العام ولكن ظهر مقال في إحدى الصحف الصادرة في بوينوس آيرس يتحدث بشكل تحقيري وعنصري عن البرازيليين، حيث رفض عدد كبير من اللاعبين المشاركة.

هل ألغيت المواجهة؟ الإجابة هي لا، حيث شارك الفريق البرازيلي بسبعة لاعبين فقط وخسر بثلاثة أهداف لواحد، وهنا كانت بداية الشرارة والعلاقة المتوترة بين جماهير العملاقين.

تمر السنين ويأتي فصل جديد داخل هذه العداوة، وتحديداً في بطولة كوبا أميركا عام 1937 التي كانت تلعب بنفس طريقة الدوري، حيث كان لكلا الفريقين مع البطولة نفس عدد النقاط واضطرا للعب مباراة فاصلة.

احتضن ملعب سان لورينزو في بوينوس آيرس المباراة التي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل السلبي لتمتد لوقت إضافي سجل فيه دي لا ماتا هدفين لـ"راقصي التانجو"، ولكن قرر لاعبو البرازيل بعدها الانسحاب عقب سماعهم هتافات عنصرية ضدهم من المدرجات.

بعدها بعامين التقت البرازيل بالأرجنتين مجدداً في بطولة تعرف باسم "كوبا روكا"، واحتسب لـ"راقصي السامبا" ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة في ظل تعادل الفريقين بهدفين لمثليهما، لذا قررت الأرجنتين الانسحاب ولكن البرازيل أصرت على تسديد ركلة الجزاء في المرمى الفارغ ودون وجود الحكم.

اتخذت الأمور منحنى أسوأ في 1945 حينما كسر البرازيلي أديميبر مينزيس ساق الأرجنتيني خوسيه باتالييرو حيث كانت المواجهة التالية بينهما في كوبا أميركا عام 1946 وتحديداً في العاشر من فبراير/ شباط في بوينوس آيرس.

ربما تكون هذه هي المباراة الأغرب في تاريخ المنتخبين وكرة القدم عموماً لأنها بدأت في الثالثة ظهراً وانتهت في العاشرة مساءً بسبب التوقفات العديدة التي حدثت وسط اعتراضات وتخوفات من هجوم الجماهير، حيث كان الأمر أشبه بحرب في المباراة التي شهدت إصابة اللاعب الأرجنتيني سالومون بكسر في الساق وأيضاً طرد تشيكو ودي لاماتا، ولكنها انتهت بفوز الأرجنتين باللقب.

مرت عشر سنوات وشهر تقريباً حتى جمع لقاء آخر بين الفريقين لأن العلاقات بين اتحادي اللعبة في البلدين كانت مقطوعة، وكان لقاء أيضاً في كوبا أميركا 1956 بأوروغواي ولعبت المباراة بشكل طبيعي وانتهت بفوز البرازيل بهدف نظيف.

وتواجه الفريقان أربع مرات في المونديال لم تمر كلها بسلام مثل طرد مارادونا في كأس العالم بإسبانيا عام 1982 أو تسمم برانكو بعد تناول مياه قدمها له اختصاصي تدليك المنتخب الأرجنتيني في مونديال إيطاليا 1990.

المساهمون