إسطنبول بالعكس... كيف قلب المدرب المغمور النتيجة أمام ليفربول؟

إسطنبول بالعكس... كيف قلب المدرب المغمور النتيجة أمام ليفربول؟

06 ديسمبر 2016
بورنموث يكرر سيناريو إسطنبول (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
سيناريو إسطنبول جديد لكن ضد ليفربول هذه المرة، حدث ذلك في ملعب فيتنس فيرست ستديوم، عندما قلب بورنموث المباراة على فريق كلوب، وحوّل تأخره من فارق هدفين إلى فوز تاريخي بنتيجة 4-3، خلال آخر ربع ساعة من عمر المواجهة، ليدخل يورغن كلوب في دوامة جديدة بعد إصابة نجمه كوتينيو، ويبتعد زعيم ميرسيسايد عن الصدارة بأربع نقاط كاملة، بعد أن تصدر لفترة ليست بالقصيرة.


مستقبل التدريب
يستحق إيدي هوي تقديراً كبيراً بعد التغييرات، التي أجراها لقلب نتيجة المباراة، والعمل القوي الذي حققه مع بورنموث منذ استلام المهمة في 2012، ليصعد معهم إلى البريمرليغ ويقتنص المركز العاشر في الترتيب حتى هذا الأسبوع. ويعتبر إيدي أحد المدربين الإنكليز القلائل، الذين يقدمون عملاً خططياً محترماً، لدرجة اقتران اسمه بقيادة المنتخب بعد فضيحة سام ألاراديس، رغم سنه الصغيرة وعدم تدريبه فرق القمة.

في تقرير قديم أعدته شبكة "سكاي سبورت" عن صانع حاضر بورنموث، تحدث المختصون عن شخصية المدرب القوية مع صغر سنه، وجيناته القيادية التي جعلته يحصل على ثقة كل لاعبي فريقه، خصوصا أنه ابن النادي ولعب في صفوفه سنوات طويلة من قبل، وبالتالي فإنه يعمل في بيئة مثالية بعيدا عن ضغوطات الجمهور والإدارة.

وعلى عكس معظم مدربي بلاده، يعشق هوي الكرة الهجومية ولا يعود كثيرا للدفاع، لذلك يسجل فريقه أهدافاً عديدة ويحاول فرض شخصيته أمام كل الكبار، لذلك سافر كثيرا خلال بداياته إلى ألمانيا وإسبانيا لمتابعة فرقها ومدربيها، وعلى رأسهم بيب غوارديولا ويورغن كلوب، وبالتالي يملك الشاب فلسفة كروية متفردة تهدف إلى اللعب العمودي السريع من الخلف إلى الأمام.

لا يلجأ أبدا مدرب بورنموث إلى خطة واحدة، لدرجة استخدامه أكثر من رسم تكتيكي في المباراة الواحدة، يبدأ من دون الكرة بـ 4-5-1 ثم يتحول على الورق إلى 4-2-3-1، قبل أن يعدل من أفكاره ويلجأ للهجوم بالرهان على 4-4-2 في أوقات الحسم، لذلك يختلف كثيرا عن أقرانه في إنكلترا، ويحاول دائما الربط بين تقاليد بلاده التي تركز على الجانب البدني، مع الطابع الأوروبي الأقرب للتمرير وملء الفراغات.

شوط للتاريخ
تقدم الليفر بثلاثة أهداف مقابل هدف، وشعر كلوب بأن المباراة انتهت دون رجعة، واستخدم فقط تغييراً واحداً بخروج ساديو ماني ودخول آدم لالانا، لكن إيدي هوي قام بعمل استثنائي في الشوط الثاني، بعد رهانه على لاعب الوسط الاسكتلندي ريان فرازير، الذي يمتاز بالقطع المستمر من الخلف إلى الأمام، ويتحرك في القنوات الشاغرة بين دفاع ليفربول.

وضع مدرب بورنموث كامل تركيزه على فتح الملعب عرضيا، وإجبار الليفر على الدفاع فقط، لذلك حاول ضرب جبهة ميلنر، لاعب الوسط البطيء الذي يلعب كظهير أيسر، ليدخل زميله السابق جوردان إيب كجناح أيمن صريح، ويبدأ في شن هجماته من الأطراف عن طريق السرعات التي يمتلكها، مع وجود ويلشير في العمق لرمي مزيد من التمريرات القصيرة خلف دفاعات الضيوف.

ولم يكتف بذلك فقط بل أشرك مهاجماً صريحاً، أفوبي، على حساب لاعب الارتكاز الدفاعي، غوسلينغ، في تحد واضح لطريقة لعب ليفربول، وإجبار كلوب على العودة إلى نصف ملعبه، ليحرم خصمه من ميزة الضغط العكسي، الذي يتفنن في تطبيقه، ويحرمه من الكرة، لأن هذا الفريق رغم كل قوته يظهر ضعيفا للغاية عندما يلعب دفاعاً متأخراً أمام مرماه.

4-4-2
اشتهرت خطة 4-4-2 في إنكلترا منذ سنوات طويلة لكنها كانت كلاسيكية إلى حد كبير، جناح على الخط يمرر الكرات العرضية، وثنائي وسط أقرب إلى البوكس على طريقة المان يونايتد في موسم الثلاثية التاريخي رفقة السير، ومع تطور خطط اللعب وتعقيدها، لجأت معظم الفرق الآن إلى نفس الرسم لكن بأسلوب دفاعي أقوى، مثل أتليتكو مدريد مع الشولو سيميوني.

وفي أمتع مباريات البريمرليغ لهذا الأسبوع، راهن إيدي على طريقة لعب 4-2-4، النسخة الهجومية من الطريقة الإنكليزية القديمة، ليلعب بثنائي هجومي صريح أمام منطقة الجزاء، ويلسون وأفوبي وخلفهما جاك ويلشير، مع ثنائي يمينا ويسارا بقيادة إبي وريان، مع الحماية الدفاعية عن طريق لاعب ارتكاز واحد هو هاري أرتير.

وضع بورنموث كامل ضغطه على الليفر في منطقة الجزاء، لدرجة تواجد أكثر من 4 لاعبين خلال كل هجمة، وتسجيل ثنائي الدفاع آخر هدفين في المباراة، ليثبت المدرب الصغير في السن أن الجرأة الهجومية هي الأساس لفرض شخصية فريقه أمام أي منافس كبير في البطولة، ويحقق أعظم عودة هذا الموسم على حساب فريق عرف تاريخيا بأنه ملك هذا الجانب.

المساهمون