في السوبر الأوروبي..التفوق التكتيكي وحده لا يكفي للفوز

في السوبر الأوروبي..التفوق التكتيكي وحده لا يكفي للفوز

12 اغسطس 2015
+ الخط -


في مباراة فاقت كل التوقعات، خطف برشلونة البطولة الرابعة له هذا الموسم، بعد هزيمة إشبيلية العنيد في الوقت الإضافي، ورغم التفوق التكتيكي الكبير لأوناي إيمري على منافسه لويس إنريكي، فإن حامل لقب دوري الأبطال نجح في حصد الرابعة، بعد سجال فني طويل بين الثنائي التدريبي الشاب طوال 120 دقيقة كاملة، مع التركيز على ثلاثة عوامل خططية جعلت الكفة متأرجحة بين البطلين القادمين من الأراضي الإسبانية.

الضغط
يظل ميلان ساكي أحد أعظم الفرق في تاريخ هذه اللعبة، لذلك حينما نتحدث عن الضغط العالي يجب أن نعود إلى طريقة لعب النادي اللومباردي. يتحدث حليق الرأس عن دائرة الرحلة التي وضعته ضمن المدربين العظام، ويؤكد أن ميلان لعب تحت قيادته بطريقة الدفاع المتقدم، لتصبح المسافة بين الدفاع والهجوم حوالي 25 مترا فقط، والغرض من وراء ذلك، تضييق الخناق بشدة على الفريق المنافس وحرمانه من الحصول على الكرة والتحرك بأريحية.

وخلال أول 60 دقيقة من السوبر الأوروبي، طبّق برشلونة مصيدة الضغط على إشبيلية، بتواجد ستة لاعبين دفعة واحدة في نصف ملعب الفريق الأندلسي، سواريز يعاونه كل من رافينيا وميسي، بالإضافة إلى ألفيش وإنييستا على الأطراف، مع الدفع ببوسكيتس إلى الثلث الهجومي الأخير، كلاعب ارتكاز دفاعي غير مرتبط أبدا بتقاليد وقواعد المكان.

خطة 4-3-3 في المبدأ عبارة عن لاعب ارتكاز أمام الدفاع، أمامه ثنائي وسط متحرك إلى الأمام، لكن أثناء ضغط الكتلان، تتحول اللعبة إلى العكس تماما، ويصبح الوسط المدافع بمثابة اللاعب الهجومي، مع تغطيته بالثنائي الآخر. لذلك كلما استلم إشبيلية الكرة، يصعد بوسكيتس لمواجهة حامل الكرة، ويعود إنييستا وراكيتتش للتغطية خلفه، مع العمل بالقاعدة التكتيكية الأشهر، "كلما صعدت للضغط إلى الأمام، أصبحت المساحة ضيقة أمام الخصم للتحرك".

فتح الملعب
يضع المدرب إنريكي كامل تركيزه على اللعب الطرفي، ويستخدم لاعبي الوسط في العمق كمساعدين للثلاثي الأمامي، لذلك يصعد الظهير ألفيش في الغالب إلى منطقة الوسط، ويصبح لاعب ارتكاز آخر عند الحاجة، مما يعطي فريقه كثافة أكبر في المنتصف، لكن أيضاً يحتاج هذا الرهان إلى تغطية شاملة من جانب راكيتتش، وفي حالة نسيان الواجب الدفاعي من جانب الكرواتي، فإن دفاع برشلونة من السهل ضربه، كما حدث في لقطة الهدف الثاني لرييس.

يتابع أوناي إيمري فريق برشلونة جيداً، ويعرف نقاط ضعفه رغم أنه لم يحقق الفوز عليه حتى الآن طوال مشواره. ولعبت تغييرات المدير الفني الطموح دورا كبيرا في قلب مجريات اللعب خلال نصف الساعة الأخير، بعد أن ضرب سلبيات بطل أوروبا في مقتل، عن طريق فتح الملعب عرضياً، واستغلال ضعف أظهرة الكتلان، من خلال الدفع بكل من كونوبليانكا وماريانو، مع إشراك إيمبولي بدلاً من غاميرو.

ماريانو سريع جداً بالكرة، لذلك تفوق بكل سهولة على ماتيو، أما كونوبليانكو فيمتاز بالتمركز المثالي، والتحرك خلف ألفيش المتقدم. يتألق ثنائي الأجنحة على الخط الجانبي، ويزيد الفراغ اللازم لتألق فيتولو وإيمبولي في العمق، لذلك تستمر القاعدة، كلما فصلت بين ثلاثي برشلونة المتقدم وبقية خطوط الفريق، كلما تمكنت من ضرب فرقة السحرة الكتالونية.

إنييستا وبانيغا
يُنهي ميسي الصراع لصالح برشلونة أمام أي خصم، هكذا هي القاعدة بالبطولات الأخيرة، لكن تأثير إنييستا كبير ومحوري، خصوصاً فيما يتعلق بعملية تنظيم اللعب في خط الوسط. إنييستا اللاعب الأقرب إلى الدائرة، يستلم من الخلف، يمرر إلى الأمام، يكسر حدة ضغط الخصم، ويساهم كثيراً في تحرر الثلاثي الهجومي.

يعمل الرسام على خلق الفراغ اللازم لتحرك ميسي ورفاقه، ومع خروجه من الملعب، فقد برشلونة البوصلة التي تحركه في الوسط، خصوصاً أن بديله روبرتو لا يعرف كيف يحتفظ بالكرة، لنشاهد برشلونة آخر حتى نهاية الشوط الثاني من المباراة. ربما يستطيع أردا توران تقليل الفجوة الشاسعة نتيجة غياب أندريس لأي سبب من الأسباب بعد نهاية عقوبة فيفا.

في المقابل، أصر أوناي إيمري على استمرار لاعبه بانيغا، الأرجنتيني هو النسخة المعادلة لإنييستا بالنسبة لفرسان الأندلس. يمتاز بانيغا بالقدرة على الاحتفاظ بالكرة، مع تنظيم اللعب والتحكم في هجمات فريقه طيلة فترات اللقاء، لذلك كان الفارق الرئيسي بين برشلونة وإشبيلية خلال فترات الحسم من الشوط الثاني، يكمن في وجود بانيغا وخروج كابتن الأحمر والأزرق، لكن في النهاية تفاصيل دقيقة تحسم كل شيء، وبيدرو يملك جزءا هاما من هذه الأشياء.

لمتابعة الكاتب

المساهمون