نجوم وأساطير أبدعوا وتألقوا في الكرة العراقية

نجوم وأساطير أبدعوا وتألقوا في الكرة العراقية

28 مارس 2020
يونس محمود قاد العراق للقب أمم آسيا 2007 (Getty)
+ الخط -

تمرّ كرة القدم العراقية دائماً بفترة مد وجز على مستوى النتائج، وهو أمر لم يكن مرتبطا بالجيل الذي حمل قميص "أسود الرافدين"، لكن على ما يبدو فإن الوضع السياسي غير المستقر رمى بظلاله على واقع الساحرة المستديرة في بلاد دائما ما كانت تملك خزانا كبيرا على مستوى النجوم.

ورغم العدد الكبير من مواهب وعمالقة الكرة العراقية في حقب مختلفة، فقد نجحت أسماء في ترك بصمة لا تنسى في تاريخ كرة القدم العراقية، منها من منحته بطاقة المرور الأولى والأخيرة حتى الآن للمونديال والتي كانت في بطولة المكسيك 1986، وأخرى جلبت الإنجاز الذي يراه البعض الأبرز من خلال التتويج بلقب أمم آسيا 2007، بالإضافة إلى نجوم آخرين نجحوا في خوض محطات مميزة على مستوى الاحتراف.

ولا يمكن التطرق لنجوم الكرة العراقية دون ذكر اسم هدافها الأول، وأحد أفضل المهاجمين الذين مروا بتاريخها، حسين سعيد، الذي بدأ المسيرة مع المنتخب المدرسي، ثم انضم الى فريق الجامعة "الطلبة حاليا" وبقي فيه لاعبا حتى اعتزاله اللعب عام 1990.

في عام 1982 قاد منتخب بلاده لحصد الوسام الذهبي في دورة الألعاب الآسيوية التي جرت في الهند، وتأهل مع المنتخب الأولمبي ثلاث مرات إلى نهائيات الدورات الأولمبية في موسكو ولوس أنجليس وسيول في أعوام 1980، 1984، 1988 وكذلك كان من أبرز المساهمين في تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات مونديال المكسيك عام 1986.

وبعد سعيد، جاء أحمد راضي ليحمل لواء راية هدافي الكرة العراقية، والذي يعتبره كثيرون أبرز من مثّلها، خصوصا في نهاية حقبة الثمانينيات وبداية التسعينيات، ويكفي أنه صاحب الهدف العراقي الوحيد بكأس العالم، والذي سجله اللاعب الملقب بـ"الساحر" في شباك حارس منتخب بلجيكا جان ماري فاف.

وضم المدرب العراقي الراحل عمو بابا عام 1981، صاحب الـ17 عاماً، آنذاك إلى المنتخب الأول، ليكون النواة الحقيقية لتقديم أحد أبرز نجوم الكرة في قارة آسيا في مسيرته الرائعة داخل المستطيل الأخضر.

وارتدى "النورس الطائر" قميص المنتخب الوطني في 121 مباراة سجل خلالها 62 هدفاً ليعتبر الهداف الثاني تاريخياً بعد النجم حسين سعيد، خلال مسيرة زاهرة توج فيها العراق بالعديد من الألقاب، أبرزها الفوز ببطولة كأس الخليج مرتين عامي 1984 و1988.

وساهم راضي في تأهل منتخب بلاده إلى دورة الألعاب الأولمبية مرتين في لوس أنجليس عام 1984 وسيول عام 1988، وخرج حينها الأولمبي العراقي من دور المجموعات في كلتا المشاركتين.

ووصل راضي إلى ذروة العطاء الرياضي في عام 1988 عندما اعتلى عرش قائمة أفضل لاعب في آسيا في تصويت الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصائيات، ثم قاد في الموسم الذي تلاه فريق الرشيد إلى المباراة النهائية لبطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري سابقاً، لكنه خسر صراع اللقب أمام السد القطري عندما فاز ذهاباً 3-2 وخسر مواجهة الإياب 1-0.

وطار أحمد راضي إلى العاصمة القطرية الدوحة التي كانت شاهد عيان على مسيرة احتراف كروي للاعب خارج العراق وتحديداً في صفوف فريق الوكرة من عام 1993 لغاية 1996 ولعب معه 20 مباراة سجل خلالها 16 هدفا، وترجل الفارس الكروي عن صهوة جواده في عام 1998 تاركاً خلفه إرثاً كبيراً استحق معه شهرة واسعة.

ويدخل ضمن القائمة أيضاً النجم الهداف يونس محمود، الذي خاض العديد من التجارب الاحترافية، في نادي الخور والغرافة بقطر، وكان المساهم الأكبر في حصد لقب آسيا عام 2007 وجائزة أفضل لاعب بالبطولة وثاني أفضل لاعب آسيوي بعد السعودي ياسر القحطاني.

كذلك تميز المدافع، عدنان درجال، في صفوف المنتخب العراقي، واعتبر السد المنيع الذي وقف أمامه هجمات المنافسين، وكان صاحب دور بارز في بلوغ العراق مونديال 1986.
ويملك درجال الرقم القياسي كأكثر لاعب شارك في الألعاب الأولمبية وبجميع المباريات العشر التي خاضها منتخب العراق في الثلاث مرات، وكذلك أكثر لاعب عراقي اشترك في دورات الخليج، وحصل خلالها على ثلاثة تتويجات، واستطاع الفوز بلقب الدوري العراقي 6 مرات، وبطولة الكأس 4 مرات، وبطولة الأندية العربية 3 مرات.

وفي خط الدفاع، يأتي الدور على راضي شنيشل، أحد نجوم الجيل الذهبي للكرة العراقية في حقبة التسعينيات، والذي بدأ مسيرته الدولية في أواخر عام 1987، بعد أن وجهت إليه الدعوة للانضمام إلى المنتخب المشارك في بطولة أمم آسيا التي جرت في ماليزيا عام 1988، ثم قاد منتخب شباب بلاده للتأهل إلى دور الثمانية بمونديال الشباب 1989 وتمكن من تسجيل هدف الفوز في مرمى الأرجنتين من ركلة جزاء.

وفي عام 1990 حصل شنيشل على إشادة كبيرة من قيصر الكرة الألمانية فرانز بيكنباور، عندما قال بعد انتهاء مباراة العراق والإمارات إن اللاعب صاحب الرقم 6 في المنتخب العراقي يلعب بطريقتي ذاتها.

وفي خط الوسط، حضر نجوم كبار، على غرار نشأت أكرم وليث حسين، لكن عباس عبيد يبقى اسما كبيرا في هذا المركز، إذ خاض في عام 1996 تجربة احترافية مع نادي بوهانغ ستلرز الكوري الجنوبي ونجح فيها بامتياز كبير، وأسهم في حصول فريقه على ألقاب كروية عدة، كان أبرزها بطولة الأندية الآسيوية عام 1998.

وتألق اللاعب في أمم آسيا التي جرت في بيروت عام 2000، إذ تم اختياره من قبل الاتحاد الآسيوي إلى صفوف منتخب آسيا الموحد، وشارك أيضاً في تصفيات كأس العالم عام 2001 تحت إشراف المدرب عدنان حمد.

وفي مركز حراسة مرمى، حضرت أسماء من العيار الثقيل، على غرار رعد حمودي وأحمد جاسم وفتاح نصيف، لكن عماد هاشم لفت الأنظار إليه بقوة، بعد التألق في مونديال الشباب عام 1989، وبعد سنوات قليلة بدأ الظهور بقوة على الصعيدين العربي والآسيوي، وذلك عندما تألق في تصفيات كأس العالم 1994.

المساهمون