بعد رحيل ديمبيلي.. دورتموند في حاجة إلى جوهرة بوردو!

ذو القلبين ليس كافياً وحده.. دورتموند في حاجة إلى جوهرة بوردو!

30 اغسطس 2017
مالكوم قد يكون خياراً لدورتموند في آخر ساعات الميركاتو(Getty)
+ الخط -

"إنه أفضل لاعب قمت بتدريبه على الإطلاق، ليس فقط مع دورتموند ولكن طوال فترة وجودي في الملاعب الألمانية، عثمان يملك موهبة عظيمة، لديه القدرة على اللعب تحت ضغط، ويمتاز بالشخصية الناضجة رغم سنه الصغيرة". بهذه الكلمات بدأ توماس توخيل المدرب السابق لبروسيا، حديثه عن عثمان ديمبيلي المنتقل مؤخراً إلى برشلونة، في صفقة هي الأغلى بالنسبة للنادي الكتالوني.

رفضت إدارة دورتموند التخلي عن عثمان في البداية، وهاجم المدير التنفيذي للنادي تصرفات اللاعب الفرنسي مراراً وتكراراً، لكنه رضخ في النهاية لإرادته ولعرض برشلونة الكبير. ويعتبر موقف بروسيا منطقياً للغاية، فالأمر لا يتعلق فقط بضيق المدة الزمنية حتى إغلاق الميركاتو الصيفي، بل يرتبط أكثر بمدى تكيف ديمبيلي مع الأجواء في السيغنال أيدونا بارك، وتقديم نفسه كنجم الفريق الأول بعد إصابات ماركو رويس العديدة، ليتفوق حتى على الهداف أوباميانغ في استطلاعات الرأي الخاصة بالجماهير ووسائل الإعلام.

ما بعد ديمبيلي
توخيل مولع بالجديد تكتيكياً، يلعب بأكثر من رسم كروي في المباراة الواحدة، كأنه يمارس الشطرنج وليس كرة القدم، مما يرهق لاعبيه كثيراً، ليحتاج من أجل ذلك مجموعة مرنة تستطيع التألق في أي خطة. وبالعودة إلى الموسم الماضي، لعب ديمبيلي في كافة مراكز الهجوم تقريباً، جناح أيمن على الخط الجانبي، وجناح مقلوب يساراً، وصانع لعب حر في العمق، مع دخوله صندوق العمليات كمهاجم إضافي على مقربة من أوباميانغ، على طريقة الكل في الكل بالثلث الأخير من الملعب.

صنع عثمان فرصاً عديدة في عامه الوحيد مع دورتموند، لكن عابه قلة التركيز أمام المرمى، ليتفنن في إضاعة فرص سهلة خلال بعض الأحيان، بالإضافة لعدم دقة تمريراته داخل نصف ملعب الخصم، وهذه الأمور طبيعية للغاية نظراً لسن اللاعب الصغيرة، ويمكن تجاوز ذلك في ما بعد، بالخبرة والتدريب ومشورة المدربين، لذلك ندم النادي الألماني على بيعه، حتى مع المبلغ المالي المعروض، والمكسب المادي الكبير بعد شرائه من رين بأقل من 20 مليوناً، ثم بيعه إلى برشلونة برقم وصل إلى 105 ملايين مع متغيرات.

يملك أسود الفيتسفالين عدة بدائل جاهزة، بوليسيتش خيار أكثر من رائع، نتيجة ذكائه بالكرة ومن دونها، وتألقه هذا الموسم مع المدرب بيتر بوس، كذلك عاد ماريو غوتزه من الإصابة، وقدم مباريات جيدة في افتتاحية البوندسليغا، دون نسيان المعار إيمري مور، لكن يحتاج الفريق إلى أسلحة أخرى في الفترة المقبلة، خصوصاً مع المنافسة على أكثر من جبهة، الدوري والكأس وعصبة الأبطال، لذلك تعاقد الفريق سريعاً مع الأوكراني أندريا يارمولينكو.

نجم الأوكرانيين
يعرف الجميع أندريا يارمولينكو في أوكرانيا، إنه أحد معالم البلد الرياضية، من خلال خبرته العريضة رفقة فريق دينامو، وكونه النجم الأول للمنتخب الوطني هناك. ويشغل أندريا مركز الجناح الصريح على الخط، مع قدرته على أداء دور صانع اللعب في العمق، ويوجد باستمرار بالقرب من مرمى الخصوم، للاستفادة من تسديداته الصاروخية وتمريراته البينية في اتجاه منطقة الجزاء، أي يتمركز في المنطقة 14 وما حولها، بين دفاعات المنافس وارتكازه الخلفي.

تابع برشلونة وأكثر من ناد إنكليزي يارمولينكو منذ فترة طويلة، لكن الانتقال توقف في النهاية دون أسباب حقيقية، وقرر دورتموند التعاقد رسمياً مع اللاعب بعد بيع ديمبيلي، ليستفيد بيتر بوس من لاعب حاسم أمام المرمى، تكون مهمته الأولى التسجيل والصناعة، مع ترك بقية الوظائف الأخرى للجناح الشاب بوليسيتش، والرهان على رسم 4-3-3 بوجود مهاجم صريح وتحته ثنائي من الأجنحة على كل طرف.

يعشق يارمولينكو أوكرانيا ودينامو كييف، ويعتبر اللاعب الأول بعد اعتزال أندريا شيفتشينكو، ويجيد النجم شغل الرواقين يميناً ويساراً، لذلك يعرف في بلاده باسم، "الرجل ذو القلبين"، نظراً لقدراته المميزة وحرصه على إسعاد المشجعين داخل الملعب، وبالتالي يمثل إضافة جديدة للنادي الألماني بالموسم المقبل.

يشبه الأميركي بوليسيتش في تألقه طريقة صعود النجم ماركو رويس، من خلاله كونه جناح غير تقليدي، أقرب إلى صناع اللعب ونجوم خط الوسط، لأنه يمرر إلى زملائه باستمرار، ويضع اللاعب الآخر في وضع أفضل أمام المرمى، أي يمكنه الوجود خلف أوباميانغ أو على الطرفين. وأكد اللاعب لوسائل الإعلام استمراره في ألمانيا لفترة طويلة، لأنه يريد صناعة شيء برفقة بروسيا، بلعب دور الرجل الأول أو صديقه.

الدوري الفرنسي
"تكتيكيا وبدنيا، لاعبو الدوري الفرنسي من الأبرز في سوق الانتقالات، ويتكيفون بسهولة مع أي بطولة، ويمكن شرائهم بميزانية متاحة وليست مستحيلة، لذلك حينما جاء كريتشوفياك من ريمس إلى إسبانيا، تأقلم بكل سهولة مع إشبيلية. لاعب الدوري الفرنسي هو الأكمل من حيث مستواه مقارنة بسعره، بالإضافة إلى مهارته في الناحية الفنية وقوته في التحمل. أسافر في الموسم الواحد لفرنسا 20 مرة، من أجل متابعة أفضل الأسماء عن قرب، هناك ما لا يقل عن 80 لاعباً هناك يصلحون للتألق في أي مكان آخر كالليغا والبوندسليغا والبريميرليغ".

يقول مهندس أمجاد إشبيلية، والمدير الرياضي الحالي لروما، مونشي، هذه التصريحات عن بطولة الدوري الفرنسي، ويعرف مديرو دورتموند أيضاً هذا السر جيداً، لذلك يتجهون باستمرار إلى الليغ1 من أجل شراء النجوم، لدرجة أن أفضل ثنائي اشتراه النادي في السنوات الأخيرة، كلاً من ديمبيلي وأوباميانغ، جاءا من نفس المسابقة أيضاً، ويجب أن يكون الخيار المستقبلي من نفس الاتجاه.

مالكوم فيليبي سيلفا دي أوليفيرا الشهير بـ "مالكوم" هو الحل، نجم بوردو وصاحب الجنسية البرازيلية، والذي انتقل إلى فرنسا عام 2016، في صفقة بلغت قيمتها 5 ملايين جنيه إسترليني قادماً من نادي كورينثيانز. ورغم أن القيمة السوقية الحالية للاعب هي 10 ملايين، إلا أن هذا الرقم سيتضاعف إلى 4-5 مرات، بعد جنون الميركاتو الحالي، وتقديم اللاعب لمستوى ممتاز في الموسم الماضي مع فريقه، أي أن الصفقة ستصل إلى 40 مليون يورو على الأقل إذا أراد دورتموند جلب اللاتيني حالياً أو مستقبلاً.

مالكوم
يختلف مالكوم عن ديمبيلي، هو ليس مهارياً مثله ولا يراوغ كثيراً، لكنه ممتاز في الانطلاق بالكرة من الطرف إلى العمق، مع قدم يسرى صاروخية تعرف طريق الشباك جيداً، بالإضافة لدقة تمرير ورؤية جيدة تساعده في صناعة الفرص والأهداف للمهاجمين، لذلك يلعب أكثر كجناح أيمن على الخط تقريباً، ليقوم بدور الساعد الهجومي المقلوب، الذي يستلم الكرة ثم يقطع إلى الداخل من أجل التسديد باليسار، أو لعب التمريرة البينية خلف المدافعين.

من الصعب قطع الكرة من البرازيلي بسبب قوته البدنية، ويعود في نفس الوقت إلى الخلف لمساندة الظهير وقطع الكرات، مستفيداً من سرعته واندفاعه، لذلك يمكنه اللعب كجناح أو حتى مهاجم آخر في التشكيلة. ومع التأكيد على ضعفه بعض الشيء في مهارة 1 ضد 1 إذا وُضع أمام ديمبيلي، إلا أنه سيكون إضافة حقيقية لدورتموند، خصوصاً أنه شارك هذا الموسم في 4 مباريات بالدوري، سجل هدفين وصنع 3 مع 10 فرص، بدقة تمرير وصلت إلى 83 % و10 مراوغات أمام دفاعات الخصوم.

نجم بوردو على خطى مواطنه هالك في بداياته، قبل أن ينخفض مستواه وتقل حركته، ويشترك الثنائي في اللعب بالقدم اليسرى وتفضيل التسديدات بعيدة المدى، مع إمكانية التمركز كلاعب وسط متقدم وجناح وصانع لعب، وحتى مهاجم صريح في بعض المباريات. ويمثل هذا الخيار فرصة حقيقية لتقوية النجاعة التهديفية في دورتموند، لأن أوباميانغ بمفرده لن يكون كافياً، ويارمولنيكو أيضاً غير قادر على تقديم الإضافة المرجوة بعد سنوات، وسيحتاج بوس إلى عناصر جديدة لهز الشباك وجلب النقاط.

المساهمون