تونسيون يستنكرون حملة إعلامية تنادي بعودة بن علي

تونسيون يستنكرون حملة إعلامية تنادي بعودة بن علي

16 ابريل 2016
محاولة لتبييض صورة بن علي (Getty)
+ الخط -
بكثير من الاستنكار، يتابع التونسيون تطور حملة يقودها أحد الشبان عبر عدد من وسائل الإعلام الخاصة، والتي تنادي بعودة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، الذي غادر تونس إلى المملكة العربية السعودية.

وقد عبر ناشطون تونسيون عن استغرابهم الشديد من تهافت وسائل الإعلام التونسية على دعوة الشاب منذر قفراشي، صاحب الحملة إلى المنابر الحوارية، رغم معرفتها المسبقة بنيته الحديث عن رغبته، ومن ورائه عدد من رجال الأعمال والسياسيين، في منح حق العودة للرئيس بن علي إلى تونس، والتأكيد على براءته من تهم الأمر بقتل تونسيين أثناء الثورة برصاص الأمنيين وغيرها من التهم التي لاحقته ولاحقت عائلته.

راديو "ماد"، قناة "الحوار التونسي" وإذاعة "جوهرة أف أم" بالاضافة إلى إذاعة "موازييك"، وغيرها من وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة، استضافت قفراشي، مطلق حملة تنادي بعودة بن علي في إطار المصالحة الوطنية.

ورغم تأكيد وجوه إعلامية أن دعوة هذا الشاب تأتي في إطار البحث عن الإثارة ورفع نسب المشاهدة، إلا أن مروره المتواصل وحديثه الواثق عن نجاح حملته وانخراط شخصيات سياسية وحقوقية فيها، أثار صخبا على المواقع الاجتماعية، وشهد تفاعلا أيضا من تونسيين عبروا عن رغبتهم في الانضمام إلى هذه الحملة.



وفي حضوره الأخير في البرنامج الحواري "كلام الناس" على قناة الحوار التونسي تحدث قفراشي عن قيام أربعين شخصا من بينهم حقوقيون ودبلوماسيون وإعلاميون بتشكيل ما سماه بـ "المجلس الوطني للدفاع عن الرئيس زين العابدين بن علي".



وأكد الناشط الشاب أن المجلس عقد أخيراً اجتماعه الأول بمدينة سوسة الساحلية، وخلص إلى تكوين لجنة تضم عددا من الأعضاء الذين سيقومون لاحقا بلقاء كل من راشد الغنوشي رئيس حركة "النهضة"، وعدد من قادة الأحزاب السياسية الحاكمة والممثلة في البرلمان من أجل شرح أسباب مبادرتهم وأثرها الإيجابي على مستقبل تونس في كل القطاعات.



وأضاف القفراشي بأن المجلس يدعو إلى سن عفو تشريعي عام يتيح مصالحة وطنية تشمل الجميع، بمن فيهم أركان حكم بن علي وأفراد عائلته الذين طاولتهم أحكام قضائية ومصادرات. كما دعا المجلس إلى اجتماع شعبي كبير لمساندة الحملة الداعية لعودة بن علي يوم 27 أبريل/نيسان الجاري في العاصمة.

حضور القفراشي المنتظم بوسائل الإعلام التونسية أثار موجة من الاستنكار، بسبب ما اعتبره البعض استهتارا بعائلات شهداء وجرحى الثورة وتهاونا بالثورة التونسية التي أزاحت الأنظمة الدكتاتورية من أجل بناء دولة تقوم على الحرية والديمقراطية.


الناشط الحقوقي الناصر الرديسي، قال في تدوينة على صفحته على "فيسبوك"، إن "قناة الحوار التونسي تقوم بتبييض رموز نظام بن علي، ومن بينهم منذر قفراشي الذي كان ناشطا ضمن طلبة التجمع الدستوري الديمقراطي حزب بن علي. كان من الأجدى أن تدعو وسائل الإعلام التونسية شباب تونس المبدع والمثقف من أجل الإعداد لمستقبل مشرق عبر الفن والموسيقى والأدب".

أما المدونة ريم الثائري، فكتبت "لا أفهم الهدف من قيام وسائل الإعلام التونسية التي تنعت بإعلام العار بالدعوة المتكررة لهذا الشاب المتمسك بنظام إجرامي، رغم أن البلاد تزخر بالسياسيين الشبان الذين يعبرون عن رغبتهم الجادة في التغيير الإيجابي والخلق والإبداع وتخفيف معاناة التونسيين المهمشين".​

المساهمون