استنفار إدارة ترامب: المعركة أكبر من "هواوي"

استنفار إدارة ترامب: المعركة أكبر من "هواوي"

24 مايو 2019
رفضت المجموعة الصينية الاتهامات كلّها (Getty)
+ الخط -

صمدت شركة "هواوي" Huawei أمام علاقتها الهشّة بالولايات المتحدة لمدة عقد، لكن نزاعهما وصل إلى نقطة الغليان، الأسبوع الماضي، بعدما منعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الشركات الأميركية من التعامل مع الشركة الصينية. 

وصعّد ترامب المواجهة ضد بكين، مانعاً شبكات الاتصالات الأميركية من التزوّد بمعدات لدى شركات أجنبية تعتبر غير آمنة، في إشارة واضحة إلى "هواوي"، يوم الأحد الماضي. لكن واشنطن منحت مهلة تسعين يوماً للمجموعة الصينية وشركائها الأميركيين، لإيجاد طريقة للتأقلم مع الشروط الجديدة.

وقالت المجموعة الأميركية "غوغل"، التي يُعتمد على نظامها "أندرويد" لتشغيل معظم الهواتف الذكية، الأحد، إنها بدأت بقطع علاقاتها مع "هواوي"، ما يعني أنه لن يعود بمقدور مستخدمي "هواوي" الوصول إلى خدمات تملكها "غوغل"، مثل "جيميل" وخرائط "غوغل مابس"، وسيحرمون من تحميل أي تحديثات مقبلة لـ "أندرويد" على هواتفهم.

كما أعلن عدة مشغلين كبار في اليابان وبريطانيا، يوم الأربعاء، اضطرارهم إلى التخلي في الوقت الراهن عن معداتها. 
كيف دخلت "هواوي" إذاً في هذه المعركة مع المسؤولين الأميركيين؟

الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة
دخلت الولايات المتحدة والصين في حرب تجارية مريرة لأكثر من عام، وعلقت شركة "هواوي" وسطها. وقد تكون ورقة مساومة بارزة؛ فشركة الاتصالات الصينية العملاقة تطمح لأن تكون أكبر مصنّع للهواتف الذكية حول العالم، وهي إحدى شركات قليلة تنتج معدّات شبكات "الجيل الخامس" 5G اللاسلكية. وحققت مبيعات قيمتها 105 مليارات دولار أميركي عام 2018، متفوقة على شركة "آي بي إم" IBM.

كما تخطّت مبيعات هواتفها مبيعات هواتف "آيفون" من "آبل"، في الربع الأول من عام 2019، وانتزعت من الشركة الأميركية المرتبة الثانية في سوق الهواتف الذكية، الذي تتربع "سامسونغ" على عرشه.
واقترح الرئيس دونالد ترامب تخفيف القيود على "هواوي"، كجزء من المحادثات التجارية الجارية مع الصين.

ارتباطها بالحكومة الصينية
نشرت لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركية تقريراً عام 2012، بعد تحقيق دام عاماً ووجد أن "هواوي" تشكل تهديداً أمنياً على الولايات المتحدة. وخلص التقرير إلى أن "هواوي" وزميلتها شركة الاتصالات الصينية "زِد تي إي" ZTE تعملان لصالح الحكومة الصينية، ويجب ألا يُسمح لهما بتشغيل البنية التحتية الأميركية الهامة التي تتحكم في الشبكات اللاسلكية في البلاد.

في المقابل نفت "هواوي" هذه الاتهامات، مؤكدة أنها تعمل باستقلالية عن الحكومة الصينية. كما رفضت المزاعم شركة "زِد تي إي". لكن ترامب وقّع، في أغسطس/ آب الماضي، قانوناً يُلزم موظفي الحكومة الأميركية والمتعاقدين معها والوكالات بالتخلص من أجهزة الشركتين الصينيتين.

علاقتها مع إيران
رفعت إدارة ترامب تهماً جنائية ضد شركة "هواوي" في وقت سابق من هذا العام، زاعمة أن الشركة تسعى للالتفاف على العقوبات الأميركية على إيران، متحايلة على المؤسسات الأميركية والسلطات في البلاد.

ومن بين التهم الموجهة إلى الشركة، تزعم الولايات المتحدة أن مؤسّس "هواوي" رين تشينغفي، كذب على "مكتب التحقيقات الفدرالي" (إف بي آي) عام 2007، حين قال إن شركته لم تنتهك قوانين التصدير الأميركية، وإنها لم تتعامل مباشرة مع أي شركة إيرانية.

وكجزء من هذه القضية، احتجزت السلطات الكندية المديرة المالية في "هواوي" منغ وانزهو، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وتواجه احتمال تسليمها إلى الولايات المتحدة.

نفت الشركة الصينية هذه الاتهامات، ووصفتها السلطات الصينية بحملة لتشويه سمعتها. ورفضت منغ أيضاً هذه المزاعم. 

سرقة الملكية الفكرية المزعومة
كذلك رفعت إدارة ترامب دعوى قضائية ضد "هواوي"، اتهمتها بسرقة الأسرار التجارية من شركة "تي-موبايل" T-Mobile. ووفقاً للدعوى المذكورة، فإن المجموعة الصينية عملت طوال سنوات لسرقة أسرار تقنية واختبار ملكية الهاتف، المعروفة بـ "تابّي" Tappy. ولفتت الدعوى إلى أن "هواوي" زودت "تي-موبايل" بالهواتف، وتمكنت من الوصول إلى بعض المعلومات السرّية حول "تابّي"، بفضل تعاملهما. 

وزعمت إدارة ترامب أن "هواوي" وعدت الموظفين، الذين يجمعون معلومات سرّية عن المنافسين بالمكافآت.

نفت المجموعة الصينية التهم الموجهة إليها في هذه القضية أيضاً.

مستقبل "الجيل الخامس"
تعتبر تقنية "هواوي" أساسية وضرورية لمستقبل "الجيل الخامس" 5G، وترغب الولايات المتحدة بشدة في السيطرة عليها. منافساها الوحيدان في هذا المجال هما "نوكيا" و"إريكسون"، لكنها أضخم منهما وقادرة على توفير التقنية بشكل أسرع وأرخص.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تجنبت تكنولوجيا الشبكات الخاصة بشركة "هواوي"، إنها لا تزال سائدة في المناطق الريفية في البلاد. كما أنها رئيسية في أوروبا وآسيا ومناطق أخرى.

تريد الولايات المتحدة التأكد من أن شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية لديها في طليعة التكنولوجيا الجديدة. يمكن أن تساعد 5G في بدء الموجة التالية من التقنيات المتغيرة للاقتصاد، بما في ذلك السيارات من دون سائق.

المساهمون