هكذا يحتال الإيرانيون على الرقابة الإلكترونية

هكذا يحتال الإيرانيون على الرقابة الإلكترونية

13 يناير 2018
يحتال الإيرانيون على الرقابة بـ"الشبكات الافتراضية الخاصة" (إريك لافورغ/كوربس)
+ الخط -
الإجراءات الأمنية المشددة على شبكة الإنترنت دفعت الإيرانيين إلى التحايل على الرقابة، خاصة أن معظم الشباب الإيراني يعلم كيفية تجاوز الشبكات المحظورة، عبر "الخدمة الوكيلة" (بروكسي) والشبكات الافتراضية الخاصة (في بي إن).

ونظراً إلى أن الرقابة في إيران شديدة التعقيد، كما أن الاطلاع على كيفية التحايل على هذه الرقابة أشد تعقيداً، نشرت "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) مجموعة من الأسئلة المفتاحية والأجوبة عليها، حول أسلوب تعاطي الإيرانيين مع شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

ما هي شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية في إيران؟

"تيليغرام"
 و"إنستاغرام" الأكثر شعبية في إيران، لأنها لا تتعرض دائماً للحظر، علماً أن "تيليغرام" محظور حالياً "مؤقتاً".

ما وضع "فيسبوك" و"تويتر"؟

موقعا "فيسبوك" و"تويتر" محظوران رسمياً في البلاد، لكن عدداً من الإيرانيين يملكون حسابات نشطة على "تويتر"، عن طريق الـ"بروكسي". إذ يحظى حساب "بي بي سي فارسي"، على "تويتر"، بمليون متابع، على سبيل المثال. ولأن إجراءات الحظر غيرت من سلوك المستخدمين في مواقع وتطبيقات معينة، فإن الإيرانيين يستخدمون "تيليغرام" كـ"تويتر"، ويستعيضون عن "فيسبوك" بـ"إنستاغرام".

ماذا عن التطبيقات الأخرى؟

لم يحظَ تطبيق "واتساب" بشعبية واسعة في إيران، في أي وقت من الأوقات، لكن الحظر الحالي لـ"تيليغرام" دفع كثيرين إلى البدء باستخدامه. كما تتواجد مجموعة من التطبيقات المحلية، وبينها تطبيق طورته الإذاعة الإيرانية الحكومية، واسمه "سروش" Soroush. كما رفعت السلطات الإيرانية، أخيراً، الحظر عن تطبيقات عدة، مثل تطبيق التراسل الصيني "وي تشات" WeChat، لكن معظم المستخدمين لا يثقون بمستوى الخصوصية والأمان على هذه التطبيقات.

ما سرّ شعبية "تيليغرام"؟

جنح الإيرانيون نحو تطبيق "إنستاغرام"، بعد حظر تطبيق التراسل "فايبر" Viber. وسُوّل للتطبيق باعتباره "آمناً"، فحصد شعبية واسعة بين الإيرانيين المتخوفين من الرقابة. نحو 40 مليون إيراني يستخدمون "تيليغرام"، أي حوالي نصف إجمالي عدد السكان.

كيف يُستخدم "تيليغرام"؟

يُستخدم التطبيق في توجيه الرسائل النصية، ومجالي الأعمال والترفيه، بالإضافة إلى الجريمة. يكون الإيرانيون مجموعات على التطبيق، للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، داخل وخارج إيران. كما يستخدمون الشبكات العامة على "تيليغرام"، لمتابعة الأخبار السياسية والترفيهية والثقافية والاقتصادية.

وهناك مئات آلاف القنوات العامة على التطبيق، إذ جنت هذه القنوات نجو 20 مليون دولار أميركي في 2017 (قبل الحظر)، وفقاً لمصدر حكومي. نحو 40 في المائة من عرض نطاق الإنترنت الإيراني الدولي يعتمد على "تيليغرام"، كما أن 66 في المائة من إجمالي الجرائم الإلكترونية مرتبطة بالتطبيق.

كيف تُنظم الاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران؟

يعد "تيليغرام" المنصة الأساسية، حيث تبادل المستخدمون وتابعوا المعلومات حول الاحتجاجات الأخيرة. ويُقال إن الدعوة إلى التظاهرة الأولى، في مدينة مشهد، نُشرت على نطاق واسع، على القنوات العامة على التطبيق. وبعد توسع رقعة الاحتجاجات، شارك المستخدمون مواعيد وأماكن التجمعات عبر قنوات التطبيق.

لماذا تواصل السلطات حظر "تيليغرام" ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى؟

تنظيم الإنترنت في إيران معقد، ويشمل مجموعة واسعة من المساهمين، من توجهات سياسية متنوعة. وتضغط الحكومة الإيرانية أو القضاء أو الزعماء الدينيين أو الأحزاب السياسية أو رائدي الأعمال من أجل فرض الحظر أو رفعه عن منصة معينة.

وتضم السلطة القضائية لجنة مخصصة لمتابعة وتحديد المحتوى الإجرامي على شبكة الإنترنت، ويُطلق عليها اسم "المجلس الأعلى للفضاء السيبراني"، ويشرف عليها الرئيس الإيراني ويحدّد سياساتها بنفسه.

ويميل رجال الدين في إيران والقطاعات الأكثر تحفظاً في المؤسسات السياسية الإيرانية نحو فرض مزيد من القيود على هذه المنصات، ومن المعروف أن المرشد، علي خامنئي، يتابع تطورات المحتوى الإلكتروني عن كثب. وعلى الرغم من حماسة خامنئي لفرض مزيد من الرقابة، إلا أنه يملك حسابات موثقة على معظم منصات التواصل الاجتماعي، وبينها "تويتر".
في المقابل، يسعى رجال الأعمال إلى حلحلة الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي، دفاعاً عن مصالحهم وأموالهم على الشبكة.

وبسبب تداخل السلطات والمصالح داخل الحكومة الإيرانية، من الصعب الإجابة بوضوح على أسئلة مثل: لماذا تحظر إيران "فيسبوك" عوضاً عن "إنستاغرام"؟ أو ما سبب رفع الحظر عن "وي تشات" بعد 4 سنوات؟

هل تذعن شركات مواقع التواصل الاجتماعي للسلطات الإيرانية؟ إلى أي حدّ؟

العلاقة بين الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي والحكومة الإيرانية معقدة. خلال الاحتجاجات الأخيرة، وجّه وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، محمد جواد آذري جهرمي، تغريدة إلى الرئيس التنفيذي في "تيليغرام"، بافل دوروف، مطالباً الشركة بإيقاف قناة "تشجع على الكراهية واستخدام قنابل المولوتوف والانتفاضة المسلحة والاضطرابات الاجتماعية"، وفقاً له.

وردّ دوروف، منوهاً بسياسات "تيليغرام". وبعد ساعات عدة، تمّ تعليق قناة "أمد نيوز" @amadnews، ما أثار انتقادات عدة ضد الشركة بسبب إذعانها لطلب السلطات الإيرانية.



(العربي الجديد)