تحقيقان صحافيان عن ترامب يفوزان بجائزة "بوليتزر"

تحقيقان صحافيان عن ترامب يفوزان بجائزة "بوليتزر"

16 ابريل 2019
لحظة فوز وول ستريت جورنال بجائزة بوليتزر (جولي بايكويكز/تويتر)
+ الخط -
فاز تحقيقان محرجان للرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرتهما في العام المنصرم صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" بجائزة بوليتزر عن فئتي "الصحافة التفسيرية" و"الصحافة القومية".

وتناول التحقيق الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" كيف تمكّن المطوّر العقاري السابق من بناء ثروته، في حين كشف تحقيق "وول ستريت جورنال" عن مبالغ مالية دفعت لشراء صمت امرأتين تقولان إنّهما كانتا عشيقتين لترامب.

تم الإعلان عن الجائزة أمس الإثنين في نيويورك بجامعة كولومبيا. وتعد هذه أبرز جوائز في مجال الصحافة الأميركية ويتم منحها منذ عام 1917 بعد إنشائها بناء على وصية الناشر الصحافي جوزيف بوليتزر. ويتألف مجلس إدارة جوائز بوليتزر من 18 عضوًا من الفائزين السابقين والصحافيين والأكاديميين المميزين.

والتحقيق الذي نشرته "نيويورك تايمز" أجراه الصحافيون ديفيد بارستو وسوزان كريغ وراس بويتنر ودحضوا فيه ما دأب الرئيس الجمهوري على قوله من أنّه بنى ثروته بنفسه من دون أي مساعدة من والده الثري. وخلص التحقيق الذي استمرّ عاماً ونيّفا من العام، ونشر في تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، إلى أنّ ترامب تلقّى من والده على مدى سنوات عديدة أموالاً تعادل قيمتها اليوم ما مجموعه 413 مليون دولار.
وبحسب التحقيق فإنّ هذه الأموال نقلها الأب إلى ابنه عن طريق شركة وهمية مما أتاح لهما التهرّب من دفع الضرائب المتوجّبة عليها. وأثار هذا التحقيق غضب ترامب الذي قلّل من شأنه معتبراً إيّاه "مملاًّ" و"لا جديد فيه"، لكنّه بالمقابل قاد مصلحة الضرائب في ولاية نيويورك إلى فتح تحقيق رسمي لم تعرف نتائجه بعد.

أما جائزة بوليتز عن فئة "الصحافة القومية" فقد فازت بها "وول ستريت جورنال" عن سلسلة مقالات نشرتها الصحيفة اعتباراً من كانون الثاني/ يناير 2018 وكشفت فيها تلقّي امرأتين مبالغ مالية مقابل التزامهما الصمت بشأن علاقات جنسية تزعمان أنّهما أقامتاها مع الملياردير.
وكانت الصحيفة المالية أول من كشف وجود علاقة حميمة مفترضة بين ترامب وممثلة الأفلام الإباحية ستيفاني كليفورد المعروفة باسم ستورمي دانيالز.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر نشرت "وول ستريت جورنال" سبقاً صحافياً كشفت فيه أنّ مجموعة "أميركان ميديا إنك" (إيه أم آي) الناشرة لأسبوعية "ناشونال إنكوايرر" المتخصّصة في أخبار الفضائح دفعت مبلغ 150 ألف دولار لكارين ماكدوغال لشراء حقوق نشر ما تزعمه العارضة السابقة في مجلة "بلايبوي" الإباحية بشأن علاقة جنسية جمعتها بترامب.
ولكن بحسب العديد من وسائل الإعلام الأميركية، فإنّ "إيه أم آي" التي كانت في حينه مؤيّدة لترامب استحصلت في الواقع على حقوق النشر بقصد طمس القصة حماية للمرشّح الجمهوري في حينه.
وفي حين نفى ترامب أي علاقة له بهاتين المرأتين فإنّ محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين اعترف تحت القسم بأنّ موكّله السابق كان على علم بالمبالغ التي دفعها هو نيابة عنه.



من جهتها، فازت وكالة "رويترز" باثنتين من جوائز بوليتزر، إحداهما عن تقرير استقصائي كشف النقاب عن مقتل عشرة من مسلمي الروهينغا على يد قرويين بوذيين وقوات الأمن في ميانمار والأخرى عن صور لمهاجرين على حدود الولايات المتحدة.

وكشف التقرير الاستقصائي لرويترز عن مقتل عشرة من مسلمي الروهينغا على يد قرويين بوذيين وقوات الأمن في ميانمار في قرية(إن دين) في قلب منطقة الصراع بولاية راخين.
وعثر صحافيا رويترز الشابان وا لون وكياو سو أو، وكلاهما من ميانمار، على مقبرة جماعية مليئة بالعظام التي كانت بارزة من تحت الأرض. وقام الصحافيان بجمع شهادات من مرتكبي الجريمة وشهود وأسر الضحايا. وحصلا على ثلاث صور مروعة من القرويين أظهرت صورتان منها عشرة رجال من الروهينغا مقيدين ويتعرضون للركل وأظهرت الصورة الثالثة جثثا مشوهة اخترقتها رصاصات لنفس الرجال في نفس المقبرة.


وقبل أن يكمل الصحافيان قصتهما، اعتُقلا في ديسمبر/ كانون الأول 2017 في إجراء انتقده مراقبون دوليون بوصفه محاولة من السلطات لمنع نشر التقرير. وأكمل الزميلان سايمون لويس وأنطوني سلودكوفسكي تقرير"مذبحة في ميانمار" ونشراه في فبراير/ شباط من العام الماضي.
وحكم على وا لون وكياو سو أو في سبتمبر/ أيلول بالسجن سبع سنوات.

وفي فئة تصوير الأخبار العاجلة، ساهم 11 مصورًا من رويترز بصور في "على درب المهاجرين إلى أميركا" وهي حزمة من الصور للساعين للحصول على حق اللجوء وآخرين من دول أميركا الوسطى المتجهين نحو الحدود الأميركية.
وأظهرت صورة لكيم كيونغ-هون مهاجرين يفرون من الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته السلطات الأميركية عند معبر سان دييغو-تيخوانا الحدودي. وظهرت في الصورة أم تجر طفلتيها من ذراعيهما أثناء تصاعد الدخان من عبوة غاز مسيل للدموع. وفي صورة أخرى التقطت من الجو كان مايك بليك أول من صور معسكر الاحتجاز في تورنيلو بولاية تكساس حيث ظهر أطفال يسيرون في طابور مثل السجناء.
والتقط جوران توماسيفيتش صورة في مدينة سان بيدرو سولا في هندوراس، التي بها أحد أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، لديك يصيح بجوار جثة أحد أفراد عصابة باريو 18.

كذلك، حصل فريق من الصحافيين بوكالة "أسوشييتد برس" على جائزة بوليتزر في التقارير الدولية عن عملهم في توثيق التعذيب والكسب غير المشروع والجوع في الحرب الوحشية باليمن.
وأمضت المراسلة ماغي ميشيل والمصورة ناريمان المفتي والمصور الفوتوغرافي معد الزكري عاماً في كشف الفظائع والمعاناة في اليمن. وفي سلسلة من القصص الإخبارية، نقل الصحافيون كيف اضطر بعض المواطنين في أجزاء من اليمن إلى تناول أوراق الشجر بينما قام المسؤولون الفاسدون بتحويل مسار المساعدات الغذائية الدولية.







(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون