الأخبار المفبركة...مواقع ضد ترامب وأخرى تؤيده تملكها شركة واحدة

الأخبار المفبركة...مواقع ضد ترامب وأخرى تؤيده تملكها شركة واحدة

28 فبراير 2017
الموقعان يتبعان الشركة نفسها (بازفيد/تويتر)
+ الخط -
تتبع موقع "بازفيد" مجموعة من المواقع الإلكترونية الإخبارية الليبرالية والمحافظة والتي تناقضت آراؤها تجاه تأييد الرئيس الأميركي ترامب أو مناهضته، ووجد أن بعض المواقع المتطرفة للجهتين تتبع الشركة نفسها.

وركز "بازفيد" في تحليله على موقعي Liberal Society (ليبرالي) وConservative 101 (محافظ)، في تقرير نشره اليوم الثلاثاء.


للوهلة الأولى، يبدو الموقعان متناقضين تماماً في توجهاتهما السياسية. فالموقع الأول مثلاً ينشر أخباراً تحت عنوان "واو! ساندرز (المرشح الرئاسي السابق بيرني ساندرز) يهزم ترامب (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) بعنف مباشرة على الهواء، ترامب يستشيط غضباً"، أما نظيره المحافظ فينشر أخباراً مثل "نانسي بيلوسي (زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي) شهدت انهياراً عقلياً على المسرح وأدلت بالتصريح الأكثر جنوناً في مسيرتها".

لكن الموقعين نشرا أخباراً تكاد تكون متطابقة، الأربعاء الماضي، باستثناء التغيير في استعمال كلمات معينة. إذ بعدما نشرت شبكة "سي إن إن" تقريراً حول مستشارة الرئيس الأميركي، كيليان كونواي، واستبعادها من الإطلالات التلفزيونية بسبب تصريحاتها المثيرة للجدل، بدا خبرا الموقعين متطابقين، لجهة الكلمات والتغريدات المستخدمة في النص.

ودفع هذا التشابه الكبير موقع "بازفيد" إلى تتبع مصدر تمويلهما، ليجد أنهما يتبعان للشركة نفسها، ومركزها في فلوريدا، علماً أنهما متناقضان تماماً لجهة التوجهات السياسية.

ويعدّ موقعا Liberal Society وConservative 101 من المواقع "بالغة التحيز" (Hyperpartisan) التي تعتمد بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً "فيسبوك". وتزايد عدد هذه المواقع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وجذبت عدداً ملحوظاً من القراء خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.

وكان تحليل نشره موقع "بازفيد" سابقاً حول المواقع الإلكترونية الإخبارية المتطرفة المحافظة والليبرالية، أشار إلى أن هذه المواقع تحصل على متابعة كثيفة على موقع "فيسبوك"، وذلك عبر نشر مقالات عدائية ومتطرفة ومنشورات تشيطن الطرف الآخر ووجهة نظره، وفي معظم الأحيان يحصل هذا الأمر على حساب الوقائع.

وكان البروفيسور في "جامعة إيلون"، جوناثان ألبرايت، نشر تحليلاً مفصلاً لنظام الأخبار الزائفة والمتطرفة. ونظراً إلى طبيعة الأوضاع المالية، شرح ألبرايت لـ "بازفيد" إنه غير متفاجئ من حقيقة أن الأشخاص أنفسهم يديرون مواقع إخبارية متناقضة تماماً، لـ "زيادة العائدات المالية وعائدات الإعلانات على المواقع".

واللافت أن تحول موقع إخباري ليبرالي معين إلى موقع إخباري محافظ لا يحتاج إلا إلى تغيير بضع كلمات في صياغة الخبر أو التقرير.



فمثلاً مقال Liberal Society حول خبر منع كيليان كونواي من الظهور تلفزيونياً كان كالتالي "البيت الأبيض يضع أخيراً حدّاً لكيليان كونواي، هل أنتم سعداء؟"، أما في Conservative 101 فكان "البيت الأبيض يضع حداً لكيليان كونواي، استعدوا للإزعاج".

المقالان استعملا التعبير نفسه "وضع حد لها" أو "The boot" بالإنكليزية، وكلاهما لعبا على حقيقة أن منعها مؤقت، خاصة أن ظهورها كان مقرراً على شبكة "فوكس نيوز" في الليلة نفسها.

وجاء في السطر الأول في الموقع الليبرالي "كيليان كونواي كانت مديرة اتصالات رهيبة لدونالد ترامب"، بينما السطر الأول في الموقع المحافظ "كيليان كونواي كانت الشخص المناسب كمديرة اتصالات دونالد ترامب".

كما دمجا التغريدات نفسها من كونواي والمذيعة في شبكة "إم إس إن بي سي" ميكا بريجينسكي. واستشهدا بالأقوال نفسها من "سي إن إن". واستعملا تقريباً الكلمات نفسها للحديث عن "حظر" كونواي من شبكات التلفزيون الرئيسية، لكن النسخة المحافظة من الخبر استعملت تعبير "الإعلام الليبرالي السائد".

في ختام منشور Liberal society سأل "هل أنتم سعداء لرؤية كونواي تغادر؟"، أما الموقع المحافظ سأل "هل ستفتقدون رؤية كونواي على التلفزيون؟".

وتبين لاحقاً أن الموقعين تملكهما شركة American news llc وموقعها ميامي، فلوريدا. كما تدير الشركة نفسها موقعاً ليبرالياً آخر اسمه Democratic review، بالإضافة إلى موقع American News، وهو موقع محافظ جذب الأنظار إليه خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعد نشره خبراً زائفاً حول تأييد الممثل دينزل واشنطن لترامب. وتدير الشركة نفسها موقع Godtoday.com الذي ينشر أخباراً دينية مثيرة لجذب القراء.





وأشار تقرير "بازفيد" إلى أن الموقعين يركزان على صفحتيهما على "فيسبوك"، إذ يجذب الموقع المحافظ أكثر من 5 ملايين متابع، بينما يجذب الموقع الليبرالي أكثر من 2 مليون متابع. ولم يتضح، إذا ما كان الموقعان يستخدمان فريق التحرير نفسه، أو يستعينان بمحررين مختلفين.