#GiletsJaunes: هكذا احتلّت احتجاجات "السترات الصفراء" مواقع التواصل

#GiletsJaunes: هكذا احتلّت احتجاجات "السترات الصفراء" مواقع التواصل

26 نوفمبر 2018
اندلعت مواجهات بين المحتجين والشرطة (فيسبوك)
+ الخط -
شغلت احتجاجات السترات الصفراء في أرجاء فرنسا مواقع التواصل الاجتماعي، كما احتلت العناوين الرئيسية للمؤسسات الإعلامية في البلاد. أحداث تغيرت زاوية النقاش حولها من ولادة الدعوات إلى مرحلة المصادمات مع الشرطة والصحافة.


بداية الاحتجاجات من مواقع التواصل

وُلدت حركة السترات الصفراء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانتشرت الحركة الاحتجاجية على مواقع التواصل مع دعوات التحرك في الشارع، ثم تم إنشاء موقع إلكتروني باسم "السترات الصفراء" الذي تولى مهمة الإعلان عن أسباب الاحتجاج.


مطالبة بإقالة ماكرون

من بين صفحات عديدة تحمل نفس الاسم، نجحت صفحة Les Gilets Jaunes في إطلاق حدث افتراضي يدعو إلى التظاهر يوم السبت 1 ديسمبر/كانون الأول المقبل من أجل إقالة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. الدعوة تلقت حتى حدود كتابة هذه السطور رداً من 117 ألف شخص مهتم، و26 ألفاً قالوا إنهم سيشاركون.

وتطالب صفحة الدعوة بتعزيز القوة الشرائية وإلغاء ضرائب الوقود، وإلا على ماكرون الاستقالة.

لكن بعض المنظمين المحليين يتوخّون الحذر حول هذا الموضوع، مثل إريك دروت، المتحدث باسم السترات الصفراء في سين إي مارن، والذي علّق لقناة BFMTV: "تم إنشاء الموعد الجديد ليس من قِبلنا، لكنه موجود".

ونفى المتحدث باسم السترات الصفراء في هوت غارون، بنجامين كوشي، أي مظاهرة في باريس: "لا تظاهر يوم السبت المقبل".

وإضافةً إلى الدعوات للتظاهر، انتشر وسم "#MacronDemission" الداعي إلى إقالة ماكرون عبر "فيسبوك" و"تويتر".

تغيّر النقاش بعد المصادمات مع الشرطة

احتلت حملة السترات مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا وأكثر من دولة، حيث المهتمون بالشأن الفرنسي، وانتشرت وسوم #GiletsJaunes و#Yellowjackets التي دارت حولها النقاشات في الاحتجاجات وأسبابها ومآلاتها، وحيث انقسم المعلقون بين مؤيد ومعارض.

وخلال الساعات الأخيرة، تغيرت لغة التغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من مناقشة مطالب السترات الصفراء، إلى التركيز على أحداث العنف التي شابت الاحتجاجات في بعض المناطق.

 

وكتب تيب إيفاريس: "أوقفوا إلقاء اللوم على الدولة لجهلكم، السترات الصفراء ليست سوى حفنة من المتسللين الذين لديهم أجندة سياسية، لقد أعلنت الدولة الفرنسية الكثير من الإجراءات لمساعدتكم، من غير الشريف حقاً إنكار ذلك". 

ونشر حساب "الصقور" صوراً قال إنها لعنف الشرطة: "لقطات عن كيفية قيام الشرطة الفاشية الفرنسية بالتصرف ضد المتظاهرين السلميين في باريس. ماكرون اتبع نظام قمع وحشي ضد المتظاهرين، مما أدى إلى رد فعل غاضب".

وكتبت الصحافية أود لانسلين: "لا وجود واضحاً لليمين المتطرف. في 6 ساعات، لا توجد تعبيرات عنصرية، لا انتماءات سياسية ظهرت في المحادثات. المتظاهرون لأول مرة غاضبون من الظلم".

وغرّد فلوريان فورستر: "لا توجد لدي أية شفقة على الإطلاق تجاه السترات الصفراء في فرنسا. إنهم أُناس فشلوا في التكيف مع التغيرات الاقتصادية. لا يحق لهم أن يلوموا أحداً غير أنفسهم".

وعلّق بيتر ماثيوز: "تضامني مع السترات الصفراء، الذين واجهوا يوم أمس وابلاً من الغاز المسيل للدموع والمقذوفات التي أطلقتها الشرطة بينما اختبأ ماكرون". كتبت ليلي: "أحداث العنف كانت مجرد استثناءات. نفس الحركة احتجت في جميع المدن وسارت الأمور بشكل جيد وبسلاسة".

مصادمات مع الصحافة

شاب الاحتجاجات تعنيف وقع ضحيته الصحافيون. فيوم السبت في تولوز تعرّض بعض الصحافيين من القناة الإخبارية الفرنسية للعنف، ونجا مراسلو BFMTV من محاولة القتل. ووفق الصحافيين في France 3 Occitanie قام 200 شخص بإهانة مراسلين رغم أنهم كانوا بصحبة اثنين من رجال الأمن.

وبحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، قدّم خمسة صحافيين من C-News وBFMTV شكوى ضدّ المحتجين بتهم "العنف المتفاقم" و"تهديدات بالقتل" و"محاولة الاعتداء"، يومي السبت والأحد، وقالوا إنّهم تعرّضوا للركل والبصق وضرب بزجاجة ماء في الوجه، وتمت ملاحقتهم في شوارع تولوز.

ودعا جزء من وسائل الإعلام في منطقة تولوز، يوم الأحد، إلى مقاطعة تغطية احتجاجات السترات الصفراء، خشية المزيد من أعمال العنف ضدّ الصحافيين، لكن الدعوات لم تحظَ بإجماع.


المساهمون