تونس: وضع هش للصحافيين الشباب

تونس: وضع هش للصحافيين الشباب

18 ابريل 2016
الشاشات حكر على بعض الوجوه (Getty)
+ الخط -
يعاني قطاع الصحافة في تونس من مشاكل عدة تسعى الهيئات المهنية والنقابية لتجاوزها عبر حلول تشريعية وتأديبية. ويعتبر هشاشة وضع الصحافيين الشباب من أهم الإشكالات التي تسعى كل الأطراف إلى حلها والحد من تبعاتها على القطاع. غير أنه ورغم الجهود المبذولة ما زال مئات الصحافيين الشبان يعانون أوضاعا اجتماعية سيئة مما نتج عنه خضوع بعضهم لإملاءات أصحاب المؤسسات الإعلامية تجنبا للبطالة والتشرد.

مؤخراً، وقع عشرات الصحافيين الشباب التونسيين عريضة طالبوا فيها نقابة الصحافيين ورئاسة الحكومة بتوفير مائة موطن شغل لصالح الصحافيين في إطار الوظيفة الحكومية. واستجابت نقابة الصحافيين لمبدأ مناقشة هذه العريضة التي وعدت الحكومة بالنظر فيها وإيجاد حلول مناسبة لقائمة الصحافيين العاطلين الموقعين عليها.

الصحافية الشابة العاطلة عن العمل رغم تنقلها بين أكثر من مؤسسة إعلامية يسرا الشيخاوي أكدت لـ"العربي الجديد" أنها تعاني شأنها شأن المئات من المتخرجين من معهد الصحافة من البطالة والفقر رغم رغبتهم في العطاء والتميز التي لا تؤخذ عادة بعين الاعتبار أثناء الانتداب. وصرحت يسرا قائلة "مما لا شك فيه أننا قطعنا أشواطا عدة في حرية التعبير والإعلام، لكن هذا لا يعني قطعا تحسن وضع الصحافيين الشباب التي لا تزال هشة ومتآكلة. والمتأمل في المشهد الإعلامي التونسي سيستنتج أنه ما زال حكرا على وجوه إعلامية دون أخرى".



وتضيف: "اليوم وبعد مرور خمس سنوات على الثورة ما زال الصحافيون الشباب يقبضون مرتباتهم داخل مكاتب المديرين نقدا، ويعاني البعض الآخر منهم من البطالة والتهميش والتمييز رغم ما يتميزون به من كفاءة. الصحافيون الشباب اليوم ضحية عدم مراعاة بعض المؤسسات الإعلامية لشروط الانتداب والقوانين التي تكفل حقوق الصحافيين الأمر الذي يفضي إلى العديد من التجاوزات".

من جهتها أكدت الصحافية بالمرصد الوطني للصحافيين الشباب، هبة العقوبي لـ"العربي الجديد" أنها عانت كغيرها من الصحافيين الشباب من الانتهاك والتهميش، ووصل الأمر إلى حد التحرش بها من طرف أحد المسؤولين بإحدى المؤسسات الإعلامية التي عملت بها". وتضيف "عملنا كمرصد وطني للصحافيين التونسيين على رصد أهم الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون الشباب ولعل أبرز ما لاحظناه عملية الاستغلال التي تنتهجها العديد من المؤسسات الإعلامية، وخاصة منها حديثة العهد والتي تحصلت على الإجازة بعد الثورة. وكان أهم ما سجلناه الأجور الزهيدة التي تتراوح بين 150 و300 دينار تونسي، والطرد التعسفي وهو من الانتهاكات التي شهدت تزايدا ملحوظا في الفترة الأخيرة، حيث يعمد عدد من أصحاب المؤسسات إلى تشغيل الصحافي لمدة معينة كمتربص ليتم طرده إثر ذلك دون موجب وبدون ضمانات. هذا وقد سجلنا ورود عدد كبير من الشكاوى التي تفيد بأن عددا من المؤسسات تعمد إلى تشغيل الصحافيين حديثي التخرج، حيث يتم تكليفهم بانجاز أعمال صحافية يتكبدون فيها مصاريف النقل والاتصالات، وتدوم فترات التربص المزعومة ما بين الشهر والثلاثة أشهر ليتم فيما بعد طرد الصحافي من دون اعتراف يذكر. ورغم وجود اتفاقية مشتركة يتم بمقتضاها تحديد الأجر الأدنى للصحافي إلا أن تطبيقها على أرض الواقع في المؤسسات الخاصة لم يدخل حيز التنفيذ".