"مراسلون بلا حدود" تعدّل بيانها حول اغتيال مصور يمني

"مراسلون بلا حدود" تعدّل بيانها حول اغتيال مصور يمني

04 يونيو 2020
عمل مصوراً صحافياً لدى "فرانس برس" (تويتر)
+ الخط -
اضطرت منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى حذف وتعديل بيانها الصادر بشأن اغتيال الصحافي اليمني نبيل القعيطي، إثر انتقادات واجهتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من صحافيين وناشطين.

وحذفت المنظمة فقرة تضمنت ربط اغتيال القعيطي بتلقيه اتهامات وانتقادات من تيارات موالية للحكومة المعترف بها دولياً، فضلاً عن تسميتها بـ "حكومة حزب الإصلاح الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين".

وألغى بيان المنظمة أيضاً فقرة تحدثت عن "اتهامات انهالت على القعيطي بتلقي أموال من الإمارات العربية المتحدة"، بالإضافة إلى "صور منشورات منسوبة له تحوم العديد من الشكوك حول صحة أصلها حيث أُقحم فيها بعض أفراد أسرته، كما تضمنت عبارات تُثني على محمد بن زايد، ولي عهد الإمارات العربية المتحدة"، حد قولها.

لكن انتقادات لبيان المنظمة دفعتها إلى حذف تلك النصوص، والاكتفاء بسرد تفاصيل واقعة اغتياله، معربة عن أسفها لتنامي العنف الذي يطاول الصحافيين في البلاد.

وقالت مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في المنظمة، صابرين النوي، إن اغتيال القعيطي "غير مقبول بتاتاً، ويشكل ضربة أخرى للصحافة في اليمن حيث بلغ الانقسام والاستقطاب الإعلامي نقطة حرجة، إلى درجة بات معها الصحافيون الهدف الرئيسي للهجمات والانتهاكات، بغض النظر عن المنطقة التي يعملون فيها".

"حزب الإصلاح" هاجم منظمة "مراسلون بلا حدود"، واعتبر أن ما ورد في بيانها الأساسي "تجنٍ من دون أي قرائن، ويغذي الصراع ويعطي حملة الكراهية مادة لاستمرار الأكاذيب والاغتيالات، ويعطي للمليشيات مادة لاستمرار اعتداءاتها على الدولة والحياة الحزبية". وحمّلها مسؤولية "النتائج المترتبة عن البيان الذي قد يهيئ لعمليات اغتيالات تطاول أعضاء (الإصلاح)".

كما عبر عن "أسفه الشديد" لإقحام الحزب بصورة "غير لائقة" في قضية اغتيال القعيطي من دون إجراء أي تحقيق، واصفاً بيان المنظمة بأنه "ينم عن جهل بالوضع السياسي المأزوم في اليمن وفي إطار الحملات السياسية الممولة ضد (الإصلاح)، ما سمح لصائغ البيان أن ينزلق بدون قصد إلى أن يكون طرفاً".

وقال الحزب إنه يحتفظ بحقه القانوني تجاه المنظمة، ويطالب بلجنة تحقيق في مقتل كل الصحافيين في اليمن تكون "مراسلون بلا حدود" عضواً فيها، معرباً عن إدانته لجريمة اغتيال القعيطي، و"كل جرائم الاغتيالات والاعتقالات والتعذيب والأحكام الصادرة بشأن الصحافيين في اليمن ولكل عمل يتصل بالتعرض للحق في التعبير".

كان مسلحون مجهولون اغتالوا، يوم الثلاثاء الماضي، مصور وكالة "فرانس برس"، نبيل القعيطي، قرب منزله في مديرية دار سعد، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

ويعدّ القعيطي (34 عاماً) من أبرز المصورين الحربيين خلال معركة تحرير عدن من الحوثيين عام 2015، بالإضافة إلى تغطيته المواجهات التي تشهدها مناطق في محافظة أبين بين الجيش وقوات تابعة لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات العربية المتحدة.

كما يعد القعيطي أحد الإعلاميين الموالين لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وبرزت آراؤه منذ إعلان تأسيسه، بالإضافة إلى أحداث أغسطس/ آب من العام الماضي، بعد سيطرته على العاصمة المؤقتة عدن.

عام 2016، فاز القعيطي بجائزة "روري بيك" في لندن، وهي جائزة سنوية تمنح لأفضل صحافيي الفيديو المستقلين حول العالم.

ولاقى اغتيال المصور الصحافي نبيل القعيطي تنديداً واسعاً من منظمات دولية ومحلية، وطالب صحافيون وناشطون بالتحقيق في الجريمة ومحاسبة الفاعلين. وطالب "الاتحاد الدولي للصحافيين" ونقابة الصحافيين اليمنيين السلطات اليمنية بسرعة التحقيق والكشف عن الجناة وإحالتهم إلى الجهات القضائية.