صحف جزائرية تتحدى السلطة: الشعب يقول لا للعهدة الخامسة

صحف جزائرية تتحدى السلطة: الشعب يقول لا للعهدة الخامسة

23 فبراير 2019
تظاهر الآلاف رفضاً للعهدة الخامسة أمس (بلال بن سالم/نورفوتو)
+ الخط -
سجّلت صحف جزائرية موقفها من التظاهرات التي طالبت بعدم ترشح الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، لولاية رئاسية خامسة، في الانتخابات المقررة في 18 إبريل/نيسان المقبل، بينما تخفّت مؤسسات إعلامية أخرى وراء عناوين عامّة لا تعكس حقيقة المطالب الشعبية.

وقد تصدّر غلاف صحيفة "الوطن" (ناطقة بالفرنسية) المستقلة والمعارضة، صورة التظاهرات الشعبية الرافضة، تحت عنوان "الشعب يقول لا للعهدة الخامسة".


واتخذت الموقف نفسه صحيفة "ليبرتي" (ناطقة بالفرنسية) التي يملكها رجل الأعمال، يسعد ربراب، فتصدّر عنوان عريض صفحتها الأولى: "الجزائر تقول لا للعهدة الخامسة"، وخصصت صفحتين لتغطية التظاهرات في مختلف الولايات.


وبمقاربة متشابهة، وإن أقل حدّة، كان عنوان "الخبر"، التي تعدّ كبرى الصحف الصادرة بالعربية في البلاد: "آلاف الجزائريين في الشارع رفضا للعهدة الخامسة، مسيرات حاشدة تطالب بالتغيير". وخصصت الصفحتين الرئيسيتين لتغطية الحدث.


وخصصت صحيفة "الرائد" الفتية صفحتها الأولى لتظاهرات الجمعة، وأعلنت في صدرها عن رفض المتظاهرين لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (81 عاماً) لولاية رئاسية خامسة.

في المقابل، تفادت صحف أخرى الإشارة إلى التظاهرات في عناوينها الرئيسية، مثل "الشروق اليومي" التي اعتمدت عناوين باهتة، مثل "آلاف المواطنين في مسيرات سلمية في الولايات، نريد التغيير والإصلاحات الملموسة"، متجاهلة شعار المتظاهرين الأساسي بشأن عدم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة. وأشارت إلى ما اعتبرته "التسيير الاحترافي لقوات الأمن للمسيرات".

وتلافت صحيفة "النهار" التي أعلن مديرها العام، محمد مقدم، قبل أيام، عن ولاء المجمع الإعلامي للرئيس بوتفليقة، أي إشارة جدية إلى التظاهرات.


تجدر الإشارة إلى أن السلطات الجزائرية تمارس ضغوطاً كبيرة على الصحف المستقلة، عبر حرمانها من الإشهار العمومي، لإجبارها على الابتعاد عن انتقاد الحكومة وبوتفليقة.

وفي السياق نفسه، تجاهلت القنوات التلفزيونية المحلية الرسمية والمستقلة النقاش حول المسيرات. إذ بثت قناة "الشروق" حواراً رياضياً مع مسؤول سابق في "نادي مولودية الجزائر"، وابتعدت قناة "النهار" عن الحدث، برغم أنها اعتادت، في مثل هذه الأوضاع والقرارات والتطورات الهامة، تخصيص نقاش سياسي للمتابعة.

وبثّت قناة "نوميديا" المملوكة لرجل الأعمال محيي الدين طحكوت، فقرة عن ألعاب البلاد، وبثت قناة "الحياة" فقرة دينية وشريطاً وثائقياً حول اللحوم، واكتفت قناة "الباهية" بعرض فيلم أجنبي، وبثت "بور تيفي" فقرة تربوية واجتماعية.

وكانت القنوات قد امتنعت، بضغوط من السلطات، عن تغطية المسيرات المناوئة لترشح بوتفليقة، قبل أن تستدرك ذلك مساء في وقت متأخر، لكنها مع ذلك تلافت الإشارة إلى رفض المتظاهرين ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، وروّجت لعناوين مغلوطة تتحدث عن مطالبة المتظاهرين بالتغيير والإصلاحات.

يُشار إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني في الجزائر أعلنت، اليوم السبت، عن اعتقال 41 شخصاً من بين آلاف المتظاهرين الذين شاركوا في احتجاجات الجمعة، ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات المقررة في 18 إبريل/نيسان.