"فيسبوك" تسعى وراء الإعلانات الصينية المربحة

"فيسبوك" تسعى وراء الإعلانات الصينية المربحة

08 يناير 2020
انتقد زوكربيرغ الرقابة الصينية مرات عدة (فرانس برس)
+ الخط -
تؤسس شركة "فيسبوك" فريقاً جديداً من المهندسين في سنغافورة، للتركيز على أعمالها المربحة المرتبطة بالإعلانات في الصين، بينما يصعّد الرئيس التنفيذي، مارك زوكربيرغ، انتقاداته للبلاد التي تحجب شبكات التواصل الاجتماعي، وفق ما كشف ثلاثة أشخاص مطلعين على المشروع لوكالة "رويترز"، أمس الثلاثاء.

وأفادت المصادر نفسها بأن فريق "فيسبوك" مكلَّف تطوير أدوات أفضل لشراء الإعلانات للعملاء الصينيين الذين يتعين عليهم التحايل على القيود التي تفرضها الصين على شبكة الإنترنت، المعروفة بـ"جدار الحماية العظيم" great firewall.

ووصف أحد المصادر المشروع بأنه محاولة "فيسبوك" الأولى لتطوير أدوات الإعلانات المحلية خارج مقرها في "وادي السيليكون"، حيث نفذت الأعمال الهندسية المتعلقة بالصين سابقاً.

وقال آخر إن مديري المنتجات في الشركة قاموا برحلات "تبادل خبرات" إلى الصين، وتبادلوا الخبرات حول ميزات التطبيق وأدوات الإعلان مع نظرائهم في شركات مثل "تينسنت" و"علي بابا".

وأكدت "فيسبوك" لـ"رويترز" مشروع تأسيس الفريق الجديد، واصفة إياه بـ"المهمة الأولى في آسيا"، ويتشكل من فريقين، أحدهما للمنتج والآخر لـ"نزاهة الأعمال". وقال متحدث باسم الشركة إن الفريق سيخدم "آسيا ومعلنينا العالميين أيضاً".

يقدّر المحللون أن "فيسبوك" يبيع مساحة إعلانية تزيد قيمتها على 5 مليارات دولار سنوياً للشركات الصينية والوكالات الحكومية التي تتطلع إلى الترويج لرسائلها في الخارج، ما يجعل الصين ثاني أكبر بلد في "فيسبوك" من جهة الإيرادات، بعد الولايات المتحدة التي حققت مبيعات إعلانات قيمتها 24.1 مليار دولار أميركي عام 2018.

وكان زوكربيرغ قد أمل سابقاً أن تجد "فيسبوك" وسيلة لتشغيل شبكاتها الاجتماعية في الصين، وقام بزيارة رفيعة المستوى للبلاد عام 2016، حين تعهد بتعلم لغة الماندرين.

آمال الشركة تبددت، بعدما فرضت الصين قيوداً أكثر تشدداً على سياسات الإنترنت، وزادت الأمر سوءاً التوترات السياسية والتجارية المرتبطة بالحرب التجارية بين واشنطن وبكين. لكن "فيسبوك" لا تزال حريصة على توسيع أعمالها التجارية في الصين.

وعلى الرغم من حرصها هذا، صعّد زوكربيرغ من انتقاداته للصين في 2019، ففي مارس/آذار الماضي تعهد بعدم بناء مراكز بيانات في البلدان التي لها "سجل حافل بانتهاك حقوق الإنسان مثل الخصوصية أو حرية التعبير". وبحلول أكتوبر/ تشرين الأول، حدّد الصين في تصريحاته، قائلاً: "لا يمكننا إطلاقاً التوصل إلى اتفاق بشأن ما يتطلبه منا العمل هناك".

كذلك أثار غضب وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، بعد اتهامه لتطبيق "تيك توك" الذي برز منافساً رئيسياً في الولايات المتحدة، بمراقبة الخطاب السياسي، وهو ما تنفيه الشركة الناشئة.

المساهمون