الإذاعات المحلية... رفيقة الغزّيين في العدوان

الإذاعات المحلية... رفيقة الغزّيين في العدوان

14 نوفمبر 2018
خلال قصف قناة الأقصى ليل الإثنين (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
في كل مرّة يفرض الاحتلال الإسرائيلي تصعيداً جديداً على قطاع غزة، تصبح وسائل الإعلام المسموعة وخاصة الإذاعات المحلية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، رفيقة الفلسطينيين الدائمة في هذه الأجواء الصعبة والقاسية. 

رشدي البسيوني، واحدٌ من القلائل الذين لم يُغلقوا محالهم التجارية في مدينة غزة، وجلس على كرسيّه وبيده الراديو، يستمع من خلاله لما يجري على الساحة من تطورات ميدانية.
وهذه الوسيلة يعتبرها البسيوني صوتاً أنيساً له في وحشة التصعيد والقصف الإسرائيلي على غزة، ويقول لـ"العربي الجديد": "مش أنا بس، كل حد في غزة، ما بقدر يقعد بدون ما يتابع الأخبار ويعرف شو بصير في البلد. أنا أستخدم الراديو دائماً، وبسمع الأخبار ليلاً نهاراً، غيري ممكن عنده كهرباء وبشاهدها عن طريق التلفزيون أو غيره".

وما أن يبدأ الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، تُحول وسائل الإعلام المختلفة، من إذاعات محلية ومواقع إخبارية، صوتها إلى ما يجري على الساحة الميدانية لحظة بلحظة، ما يجعلها رفيقة الفلسطينيين، حيث يعتمدون عليها لمتابعة ما يدور من حولهم ومعرفة كافة الأحداث والتطورات الميدانية.
وبالنسبة للمواطن سعيد الدلو، فإن مواقع التواصل الاجتماعي دليله الأول لمتابعة العدوان الإسرائيلي على غزة، ويوضح لـ"العربي الجديد"، أنه يظل متابعاً للأخبار عبر موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، إضافة إلى مطالعته للأخبار التي تتناقلها بعض المجموعات المتخصصة في تطبيق "واتساب"، وهو الذي يُرجع ذلك لكونها وسيلة متطورة لمشاهدة الأخبار صوتاً وصورة.

وسرعان ما تتصدر عناوين العدوان الإسرائيلي الصفحات في المواقع الإخبارية الفلسطينية، والتي لا يلبث شريط "عاجل" على صفحاتها لحظات، حتى يعود مجدداً بخبرٍ آخر. فيما تُحول الإذاعات الفلسطينية أثيرها إلى ناقلٍ لحظي للحدث، ومتابعة الميدان أولاً بأول، مع فواصل تتضمن أغاني وطنية، ربما لتعزيز جبهة الصمود لدى الغزّيين.

هذا المشهد الإعلامي الجاري على الساحة، تشكَّل أخيراً مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ ليل الاثنين، والذي ذهب باتجاه قصف الاحتلال لمنشآت مدنية ومناطق سكنية ومؤسسات حكومية، مع قصف ترد به المقاومة الفلسطينية، بإطلاقها رشقات من الصواريخ باتجاه مناطق "غلاف غزة"، وأبعد من ذلك أيضاً.
وبالنسبة للعائلات التي انقطع عن أحيائها السكنية التيار الكهربائي بفعل العدوان الإسرائيلي، يجدون الراديو وسيلتهم لمتابعة الأحداث وتطورات الأوضاع، وهو الذي من خلاله تصلهم المعلومات التي تتعلق بمعرفة أماكن الاستهداف الإسرائيلي، ومحيط الخطر الذي قد يساعدهم نسبياً في التعامل مع الأوضاع.

ولا تتوقف مهمة تلك الوسائل المختلفة على متابعة تطورات العدوان، إذ يتم تطويعها، كما هو الحال بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي، لجهة توعية المواطنين وإرشادهم حول التعامل مع التطورات الجارية، وإرشاد السكان نحو الابتعاد عن الأماكن الخطرة، وحتى توعيتهم بمحاولات الاحتلال لاختراق أمنهم وسلامتهم، وصولاً إلى بث بعض المناشدات العاجلة.
ولتلك الجهة، لا يقتصر الأمر على متابعة وسائل الإعلام المختلفة من قبل المواطنين فحسب، بل يصل إلى حد متابعة طواقم الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ وحتى المؤسسات المعنية لها، كون هذه الوسائل قد تسهل مهمة الأخيرين في التعامل مع الأوضاع والعدوان الإسرائيلي.

ولكونها من الوسائل التي يتابعها الفلسطينيون، عادت أخيراً لبث فيديو، انتظره الغزّيون، يوثق مشاهد للحظة استهداف الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، الاثنين، حافلة جنود إسرائيلية في منطقة أحراش مفلاسيم، شرق جباليا، شمال قطاع غزة، بصاروخ موجه من طراز "كورنيت"، ما عزز صمود المواطنين وأثلج صدورهم، وسط حالة الترقب لموجة العدوان.
ولأن الاحتلال الإسرائيلي يحارب الفلسطينيين على كل الأصعدة والجبهات، تجده يحاول استهداف وسائل الإعلام المختلفة، لجهة "تفتيتها" من أيادي المواطنين الذين يعتبرونها المصدر للخبر أولاً، ثم للاطمئنان قليلاً، ثانياً. فقد سعى لذلك الهدف بقصف الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى قناة الأقصى الفضائية وتدميره بالكامل، ليلة أمس الاثنين. وهي التي سبق أن تعرضت للقصف الإسرائيلي في 4 مرات سابقة، ليتوقف بثها، قبل أن تتمكن من العودة مجدداً لممارسة عملها ونشاطها.

المساهمون