تهديدات أمنية تُجبر "الحرة" على تقليص موظفيها في بغداد

تهديدات أمنية تُجبر "الحرة" على تقليص موظفيها في بغداد

14 يناير 2020
الحرة تقلّص عدد موظفيها في بغداد بسبب التهديدات (فيسبوك)
+ الخط -

قضت إدارة قناة "الحرة" الممولة أميركياً بتقليص عدد طواقمها في العاصمة العراقية بغداد، بسبب تهديداتٍ تلقتها من مليشيات مسلحة، فيما أكدت أنها ستُضيف وظائف جديدة في العراق وخارجه.

وأصدرت شبكة الشرق الأوسط للإرسال "MBN"، وهي تضم مجموع مؤسسات إعلامية منها قناة الحرة وراديو "سوا"، بياناً ذكرت فيه أنه "رغم التحديات الأمنية في العراق، "الحرة" و"سوا-العراق" تتعهدان بالحفاظ على مبدأ الحقيقة أولاً، ونظراً لتردي الأوضاع الأمنية في العاصمة العراقية بغداد، وحرصاً على سلامة طواقمها، اتخذت إجراءات سريعة لإعادة هيكلة عملها الميداني في العراق".

وأكدت حرصها على "استمرارية وتعزيز عمل قناة "الحرة-عراق" وراديو "سوا-العراق" وكافة المنصات الرقمية التابعة للشبكة"، متعهدة بـ"استمرار التغطية الشاملة لأخبار العراق دون انقطاع، فإنها ستعمل على تطبيق خطط لزيادة المحتوى الخاص بالشأن العراقي وإضافة برامج جديدة، وذلك في القريب العاجل".

وأشار بيان الشركة إلى أنها "ستعيد النظر في تقييم عملها الميداني في العراق بعد تحسن الأوضاع الأمنية، وتأمين الظروف المناسبة التي تسمح للصحافيين العراقيين بممارسة واجبهم في العمل الصحافي المستقل بعيداً عن الترهيب والتهديدات".

ويأتي هذا البيان عقب زيادة استهداف الصحافيين والإعلاميين في العراق، وكان آخرهم المراسل الصحافي أحمد عبدالصمد والمصور صفاء غالي، اللذان اغتيلا رمياً بالرصاص في محافظة البصرة (جنوب العراق).

في السياق، قال صحافي في قناة "الحرة" إن "الإدارة لم تتعامل معنا بطريقة لائقة، إذ فاجأتنا عبر رسائل على هواتفنا الخاصة بالاستغناء عن أكثر من 80 بالمائة من العاملين"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "الحرة تمارس عملها منذ الأيام الأولى من تظاهرات أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، من مكتب في أربيل، بعد أن تلقت تهديدات بتصفية كل العاملين في مكتب بغداد من قبل جماعة "سرايا الخراساني" وهو فصيل مسلح مقرب من الحكومة العراقية ويحظى بدعمٍ من إيران".



وتابع المصدر أن "تبرير الاستغناء الكامل عن العاملين جاء بذريعة حمايتهم من استهداف المليشيات، ولكننا لم نطلب منهم أن يحمونا بهذه الطريقة، لا سيما أن أغلبنا استغنى عن الكثير من فرص العمل في بغداد والتحق بأربيل"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "إدارة قناة الحرة وراديو "سوا" تشعر بخطر كبير بسبب تهديدات المليشيات، وهي تعمل على استقطاب دماء جديدة، لتغيير توجه الشبكة الإعلامية من حيث التعامل مع الأزمات وتحديداً ما يتعلق بملفات إيران والفصائل العراقية التابعة لطهران".

وفي وقت سابق، أصدرت "الحرة" بياناً أفاد فيه مدير القناة، ألبرتو فرنانديز، بأن "الشبكة تلقت معلومات جدية عن احتمال شن المليشيات هجوماً على المكتب في بغداد"، معلنة عن "اتخاذ إجراءات سريعة لإعادة هيكلة عملها الميداني في العراق، نظراً لتردي الأوضاع الأمنية في العاصمة بغداد، وفي إطار حرصها على سلامة طواقمها".

وأضاف فرنانديز أن الشبكة "لا تثق بقدرة السلطات العراقية على حماية طواقم الحرة، وجميعهم عراقيون"، مشيراً إلى عجزها عن حماية الصحافي أحمد عبد الصمد، الذي تعرض للاغتيال قبل أيام، ومئات المتظاهرين الذين قضوا منذ أكتوبر الماضي، لافتاً إلى أن "الشبكة لا تستطيع الجزم إن كان الهجوم المحتمل على مكتب "الحرة" سيضاهي الهجمات التي استهدفت، في أكتوبر الماضي، مكاتب وسائل إعلام مستقلة ومحايدة، أم سيكون أكثر خطورة".

من جهته، قال الصحافي العراقي عبد الله الشريفي إن "المليشيات ما تزال تهدد وسائل الإعلام وتعمل على تصفية الصحافيين، عبر الاغتيالات بأسلحة كاتمة للصوت، وبذلك فقد سعت كثيراً إلى تحجيم دور الإعلام العراقي، واضطر إثر ذلك عشرات الصحافيين إلى الهروب إلى إقليم كردستان والدول المجاورة"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "الصحافي العامل في الحرة وغيرها من المؤسسات التي تغلق أبوابها هو الخاسر الأكبر، لعدم وجود أي قوانين تحمي حقوقه".


ويأتي هذا التطور وسط توترات متصاعدة بين واشنطن وطهران، تفاقمت مؤخراً على خلفية اغتيال قائد فيلق "القدس" الإيراني قاسم سليماني، وقادة آخرين، في غارة جوية أميركية في العراق، ما دفع طهران إلى الرد بقصف قاعدتين عسكريتين تستضيفان جنوداً أميركيين في غربي وشمالي العراق.

المساهمون