قراصنة السعودية استهدفوا "ذا غارديان" بعد مقتل خاشقجي

قراصنة السعودية استهدفوا "ذا غارديان" بعد مقتل خاشقجي

19 يونيو 2019
استهدفت السعودية الصحيفة في بلدين على الأقل (بلال بنسالم/Getty)
+ الخط -
كانت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية من بين ضحايا اختراق القراصنة التابعين للمملكة السعودية، إذ في وقت سابق من هذا العام، حُذّرت الصحيفة من استهدافها من قبل وحدة الأمن السيبراني في السعودية، والتي أمرت "باختراق" حسابات البريد الإلكتروني للصحافيين الذين يحققون في مختلف الأزمات التي تجتاح البلاط السعودي.

وبلغ التهديد إلى علم الصحيفة البريطانية بعد نشر قصة في مارس/آذار حول التوترات بين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ووريثه محمد بن سلمان.

وتوضح الصحيفة أنه، في البداية، أثار مصدر في الرياض التهديد المحتمل، مقدماً كدليل نسخةً مما يبدو أنها مذكرة تعليمات داخلية سرية بتكليف فريق تقني بتنفيذ "اختراق" لخوادم الكمبيوتر في الصحيفة "بسرية تامة".

وتم توقيع الوثيقة باسم مستشار الديوان الملكي للشؤون الإعلامية، سعود القحطاني، الذي ارتبط اسمه بعملية قتل خاشقجي.

وتم توجيه المذكرة بتاريخ 7 مارس/آذار 2019 إلى "رؤساء الإدارات التكنولوجية والفنية" لما يسمى مديرية الأمن السيبراني داخل المكتب الخاص لولي العهد.

ونصت المذكرة على ما يلي: "بناءً على ما تم نشره في الجريدة البريطانية (ذا غارديان)، في عددها الصادر بتاريخ 28/6/1440 هـ (6 مارس/آذار 2019)، والذي يتضمن معلومات حسّاسة عن العلاقة بين خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو ولي العهد حفظه الله، وبسبب ما يشكله هذا من تهديدات أمنية جسيمة وما عرفناه مقدماً من وجود بعض التحركات ضد موقف سمو ولي العهد".

وتابعت "لقد أجرينا تتبعاً أولياً لتسريبات الصحيفة، وقررنا أن لديهم نقطتي اتصال رئيسيتين في لندن بالمملكة المتحدة وواشنطن في الولايات المتحدة. يبدو لنا أن هناك علاقة قوية بين الأفراد المذكورين أدناه ومصدر (أو مصادر) التسريبات".


و"بناءً على ذلك، نفذوا تغلغلاً في خوادم صحيفة (ذا غارديان) وأولئك الذين عملوا على التقرير الذي تم نشره، والتعامل مع القضية بسرية تامة، ثم أرسلوا لنا جميع البيانات في أقرب وقت ممكن"، تقول المذكرة.

وتحدد المذكرة على وجه التحديد صحافيين، هما نيك هوبكنز (بريطاني)، وستيفاني كيرشغسنر (أميركية).

وتم حث مراسلي الصحيفة آنذاك على "اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة" لأن عناصر من البلاط الملكي يحاولون التعرف على الأفراد الذين ربما تحدثوا. وقيل للصحيفة إنه ينبغي عليها تنبيه السلطات المختصة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وقال المصدر "أنتم بحاجة لحماية أنفسكم".

وفي الأسابيع التي تلت ذلك، طلبت الصحيفة من السلطات السعودية مراراً وتكراراً التعليق على التهديد، وتقديم بيان مسجل يعطي تأكيداً لا لبس فيه بأن كل هذه العمليات قد توقفت. لكن الجانب السعودي رفض حتى الآن القيام بذلك.

وبدلاً من ذلك، أقر الدبلوماسيون السعوديون بجدية هذه المزاعم، لكنهم طرحوا أسئلة حول صحة الوثيقة، وطالبوا بها حتى يتمكنوا من "التحقيق في هذا الأمر بشكل أكمل".

المساهمون