مشاهد عبثية للإعلام المصري في عصر كورونا

مشاهد عبثية للإعلام المصري في عصر كورونا... مؤتمر مكدس وتغطية تلفزيونية فارغة

26 مارس 2020
انتقادات لأوضاع تغطية كورونا في مصر (تويتر/فيسبوك)
+ الخط -
لاقى المؤتمر الصحافي الذي عقدته الحكومة المصرية، ظهر أمس الأربعاء، انتقادات حادة ولاذعة بسبب تكدس قاعة المؤتمر عن آخرها بمسؤولين يتداولون ميكروفوناً واحداً فيما بينهم، وعشرات الصحافيين والإعلاميين بكاميراتهم التلفزيونية ومعداتهم الضخمة.

وأعلنت الحكومة المصرية في مؤتمرها، آخر حصر أجرته وزارة الصحة المصرية، بتاريخ الأربعاء 25 مارس/ آذار الجاري، بشأن حالات الإصابة بفيروس كورونا "كوفيد-19"، حيث بلغ عدد المتعافين من الفيروس 95 مصاباً من أصل 113 تحولت عيّناتهم من إيجابية إلى سلبية، بينما سُجِّلَت 54 إصابة جديدة ليصل عدد المصابين في مصر ممن أجروا التحاليل وشملتهم عينات المسحات إلى 456 مصاباً، وتوفي مواطن واحد بالفيروس، ليرتفع عدد حالات الوفاة بين المصابين في مصر إلى 21 حالة وفاة.

الانتقادات التي طاولت تنظيم هذا المؤتمر الصحافي بهذه الكيفية، استلزمت من وزير الدولة للإعلام المصري، أسامة هيكل، بعدها، أن يدلي بتصريحات، قال فيها: "بخصوص ما تمّ تداوله من انتقادات بشأن ما حدث في مؤتمر اليوم، فإنه بالرغم من أخذ كل الاحتياطات اللازمة قبل عقد المؤتمر في مقر وزارة الصحة، وتوزيع الكمامات على جميع الحاضرين من الصحافيين والإعلاميين، فوجئ بالزحام الشديد وللأسف لم يكن أمامهم سوى المفاضلة بين أمرين: إما تأجيل المؤتمر للمرة الثانية أو إلغاؤه تماماً، ما يعني عدم صدور أي بيان اليوم، ولكن تم عقد المؤتمر في عجالة والانتهاء منه سريعاً فلم يستغرق المؤتمر سوى القليل من الوقت لصدور البيان، وذلك منعاً لانتشار الفيروس، موضحاً أنه تم الاتفاق على عقد المؤتمرات القادمة بأماكن مفتوحة وجيدة التهوية ستكون على الأغلب بمقر وزارة الدولة للإعلام بغاردن سيتي".

هذا التصريح أعقبته انتقادات أكثر حدة من تكدس المؤتمر الصحافي، حيث يوضح أن الحكومة أعطت لمؤتمرها أولوية على صحة الحاضرين فيه، رغم خطورة الزحام، ومع ذلك اكتفت الحكومة بإعلان بيان الإصابات بفيروس كورونا الجديد "كوفيد 19" وتلقي سؤالين فقط.
وتساءل البعض: "لماذا استُدعيَت كل هذه الأعداد من الصحافيين والإعلاميين، طالما سينتهي المؤتمر بقراءة البيان؟ ولماذا لا يُنقَل على الهواء مباشرة بكاميرا تلفزيونية واحدة فقط؟ أو لماذا لم يُعقَد عبر منصات الاجتماعات الإلكترونية من خلال الإنترنت؟".

لكن المفارقة الكبرى كانت عشية يوم المؤتمر الصحافي المكدس، حيث نشرت عدة قنوات تلفزيونية مراسلين لها في عدد من المحافظات، لرصد استجابة المواطنين لقرار حظر التجول الجزئي الذي فرضته الحكومة اعتباراً من الأربعاء 25 مارس/ آذار الجاري.

وقسّمت قناة extra news شاشتها لتغطيات ستة من مراسليها في ست محافظات، من خلفهم شوارع خالية، فقط ليعلنوا من خلال البث الحي أن الشوارع خالية تطبيقاً لقرار الحظر.
مشهد إعلامي لاقى انتقادات حادة هو الآخر، حول جدوى إرسال أطقم من مراسلي المحطات التلفزيونية لعدة محافظات، كل طاقم مكون من ثلاثة أشخاص على الأقل ما بين مذيع وحامل كاميرا وفني، فقط لكي يعلنوا أن الأمن مستتب والشوارع خالية.

وعلق الإعلامي المصري البارز حافظ الميرازي، على هذه التغطية التلفزيونية، عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بكتابة: "أتفهم استثناء الصحافيين والإعلاميين من حظر التجول، لاحتمال الحاجة إلى أن ينتقلوا بسرعة في أي وقت إلى مواقع الاحداث الطارئة لنقلها للناس، وتفهمت بالتالي من قبل انتشار مراسلي الأخبار للبث المباشر وتغطية أضرار العاصفة والسيول الأخيرة على مصر. لكن ما جدوى إرسال هؤلاء المراسلين رغم الحظر إلى شوارع مدن ومحافظات مصر شمالها وجنوبها بعد ساعتين من الحظر والتزامه، لمجرد نقل الشوارع الخالية والمظلمة حولهم، وهي التي يراها أي منا لو نظر من نافذة بيته؟".

وتابع: "نعم. لو أن منطقة لم تلتزم الحظر وبدأت الشرطة تلقي القبض على أعداد محتشدة في الشارع، لكان هذا خبراً! فما بالك بقنوات لن تنقل لك أصلاً أي انتهاك للحظر، أو مخالفة، لأنها حريصة على أن تقول للقائمين عليها: تمام يافندم؟".

واختتم حديثه بـ"أرجوكم اتركوا هؤلاء الشباب والشابات في أمان مع عائلاتهم، دون تعريض صحتهم للخطر بلا داعٍ، وتعطيل الشرطة التي ستوقفهم لتكتشف أنهم مستثنون من أجل لقطة سخيفة ليس لها اي قيمة إخباربة، سوى استعراض البث المباشر الذي أصبح مجرد طبلة لدق ضربات هبلة".

المساهمون