قبل خاشقجي... صحافيون خُطفوا وعُذبوا وقُتلوا بأيدي الطغاة

قبل خاشقجي... صحافيون خطفوا وعذبوا وقتلوا بأيدي الطغاة

08 أكتوبر 2018
أنظمة ديكتاتورية لم تحتمل كلماتهم (فيسبوك/العربي الجديد)
+ الخط -
أثار خبر اختفاء الصحافي والإعلامي السعودي جمال خاشقجي ضجة كبيرة في وسائل الإعلام العالمية، بعدما انتشرت تقارير وسيناريوهات لم تؤكدها أي أدلة بعد، تضمنت تفاصيل مرعبة عن تعرضه بعد اختطافه للتعذيب والقتل.

وتوجه خاشقجي، إلى السفارة السعودية في اسطنبول، يوم الثلاثاء الماضي، لتوقيع وثائق تتعلق بزواجه، إلا أنه اختفى نهائيًا من دون أن يترك أثراً، بعد 5 أيام من وصوله إلى تركيا التي كان ينوي بدء حياة جديدة فيها، بعد أن غادر  بلاده قبل عام تقريبًا، خوفًا على حياته من بطش النظام السعودي، بسبب موقفه المعارض للحرب على اليمن، وسياسة تكميم الأفواه، بعد سنوات من العمل في الصحف الحكومية السعودية، بالإضافة لتوليه منصب مستشار مدير المخابرات السابق، ما جعله مصدر قلق لآل سعود لمعرفته بحقائق لا يعرفها أحد.

ولا يعتبر اغتيال الصحافيين أو اختطافهم وتعذيبهم أمرًا غريبًا على الأنظمة الديكتاتورية، التي لا تتوانى عن زرع رصاصة في حنجرة كل من يصرخ في وجهها، مطالبًا بحقه في حرية التعبير، أو عن قطع أنامل كل من يشير إلى وجهها المشوه، محولة عمل أصحاب الكلمة إلى نضال مرير للبقاء على قيد الحياة... في ما يلي، يرصد "العربي الجديد" قائمة بـ3 صحافيين اختطفوا وعذبوا وقتلوا على أيدي أنظمة لم تحتمل كلمتهم:


1- سليم اللوزي:

 اختطف الصحافي والروائي اللبناني الشهير سليم اللوزي مع زوجته ومرافقيه، أثناء توجهه إلى مطار بيروت في 25 فبراير/ شباط عام 1980، وأطلق سراح الآخرين بعد ساعات، في حين احتجز وعذب لعدة أيام، قبل العثور عليه مقتولًا وقد حطم طلق ناري جمجمته، وآثار تعذيب مرعب مرّ به واضحة على جثمانه، تضمنت وفقاً للعديد من الروايات، محاولة تذويب ذراعه اليمنى بالأسيد، والعثور على أقلام داخل أحشائه.

سليم اللوزي (تويتر) 

واشتهر اللوزي بانتقاده للرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وبموقفه المعارض للتدخل السوري في لبنان أثناء الحرب الأهلية، كما اتهم المخابرات السورية باغتيال شقيقه مصطفى رميًا بالرصاص في طرابلس عام 1979، انتقامًا منه هو، إثر تقرير نشره في "مجلة الحوادث" التي أسسها في لندن، يدور حول فساد زعيم "حركة الشباب العلوي" الموالية للنظام السوري.

وتعرض اللوزي خلال ممارسة مهنته، للعديد من التحذيرات من التورط بعداء مع المخابرات السورية، الشهيرة بتنفيذ الاغتيالات لكل من يحاول مجابهتها، إلا أنه لم يتردد عن دفع سنواته الـ58 لقاء الكلمة الحرة، وذهب بخطى واثقة إلى مصيره الذي تنبأ به في مقال كتب فيه: "وغدًا إذا ما اغتالتني المخابرات العسكرية (السورية)، أكون قد استحققت هذا المصير، لأنني أحب بلدي وأخلص لمهنتي".

2- ضيف الغزال:

اختطف الصحافي الليبي ضيف الغزال، الشهير بانتقاده للفساد في بلاده، في 21 مايو/ أيار من عام 2005، وتعرض للتعذيب الشديد قبل إطلاق النار على رأسه، والعثور عليه في أطراف مدينة بنغازي بعد 10 أيام، مربوط اليدين، ممزق الملابس، وجثته آخذة بالتحلل، واتهم نظام القذافي بارتكاب الجريمة.

وانضم الصحافي الحاصل على ليسانس في التاريخ، إلى "حركة اللجان الثورية" في نهاية الثمانينيات، والتي أسسها النظام الليبي، من أجل نشر أفكاره المتمثلة في "الكتاب الأخضر" بين طلبة المدارس والجامعات، وتولى فيها منصب "منسق قسم التثقيف والإعلام"، قبل أن يعلن استقالته منها مع بداية الألفية الجديدة، متهمًا إياها بالفساد.

ضيف الغزال (فيسبوك) 

وكتب الغزال العديد من المقالات الجريئة، التي انتقد فيها نظام الحكم في بلاده، وطالب عام 2004 بإقامة "جمعية أهلية للتصدي للفساد"، وهدد بنشر ما يملكه من وثائق ومستندات تثبت الانتهاكات الكبيرة بين المسؤولين، وهو ما كلفه حياته في وقت لاحق عن عمر يناهز 29 عامًا.

وسجلت جريمة اغتيال الغزال ضد مجهولين، في حين أكدت منظمة "الرقيب لحقوق الإنسان"، أن جميع الأدلة تشير إلى أن الجاني هو النظام الليبي، ابتداء من نوع السيارة التي استخدمت في الاختطاف، وحتى أسلوب الاختطاف نفسه، والذي لا يقوى عليه في ليبيا إلا من كان يعمل مع رجال الأمن، أو مليشيات اللجان الثورية، بحسب وصفها.


3- ضرغام هاشم

كان الصحافي العراقي الشاب ضرغام هاشم، مدير تحرير مجلة "حراس الوطن" عام 1990، عندما كتب مقالًا في صحيفة "الثورة"، أثار به غضب النظام الحاكم، ودفع حياته ثمنًا له في وقت لاحق.

واشتهر هاشم بجرأته الشديدة غير المسبوقة، في ظل نظام الحكم الديكتاتوري السابق، إذ كان يضع صورة صدام حسين في الصفحة الرابعة، ولا يرفق اسمه بعبارة "حفظه الله ورعاه"، وهذا ما كان يعتبر جريمة صحافية كبرى، في ذلك الوقت الذي كانت تسخر فيه الأقلام لتبجيل السلطة.

ضرغام هاشم... (تويتر) 

وكان المقال الأخير الذي كتبه هاشم، ردًا على مقال أشيع يومها بأن كاتبه هو صدام حسين نفسه، على الرغم من أنه نشر تحت اسم الصحافي "عبد الجبار محسن"، وتضمن شتائم لأهل الجنوب ونساءهم بأسلوب رخيص، ووجه إليهم اتهامات بأنهم غير عراقيين.

ورفض مدير تحرير مجلة "حراس الوطن" في ذلك الوقت، نشر الرد الذي كتبه هاشم خوفًا على حياته، إلا أن الشاب الجريء أصر على ذلك وأرسله للنشر في صحيفة "الثورة"، ليستدعى للتحقيق من قبل مخابرات القصر الجمهوري في اليوم التالي، ويذهب بنفسه إلى حتفه، بعد طمأنته بأن الأمر مجرد إجراء روتيني، وفقًا لتصريحات زملائه.

واختفى هاشم منذ ذلك الحين، ولم يسمع أحد عنه شيئًا، وتناقلت تقارير إعلامية تعرضه للتعذيب في مقر اعتقاله، قبل أن يؤكد عباس الجنابي، السكرتير الخاص لعدي صدام حسين، تصفيته، في لقاء له مع صحيفة "التآخي" عام 2014.

 

 

 

دلالات