صحافيون وكتّاب عراقيون يطالبون بالكشف عن مصير زميلين مخطوفين

صحافيون وكتّاب عراقيون يطالبون بالكشف عن مصير زميلين مخطوفين

15 مايو 2020
اختُطف مازن لطيف في فبراير (تويتر)
+ الخط -
لا يملك أصدقاء الناشر والكاتب العراقي مازن لطيف غير الانتظار لمعرفة مصير رفيقهم الذي اختطف في الأول من فبراير/ شباط الماضي وسط العاصمة بغداد، على أثر اشتداد قمع المحتجين في البلاد. وقد أعقبه اختطاف الصحافي توفيق التميمي، الذي نشر عبر "فيسبوك" تدوينة طرح فيها تساؤلات عن مصير لطيف، على أيدي عناصر مليشيات مسلحة تعمل على إنهاء ملف الاحتجاجات، بحسب شهود عيان وتأكيدات من ذويهما. 

وعملت هذه المليشيات ضمن حملة ممنهجة على اغتيال الناشطين والصحافيين وخطف المشاركين أو الداعمين للاحتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في إجراء ترويعي للمثقفين العراقيين والصحافيين والناشطين لا يزال مستمراً منذ اندلاع انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وحتى الآن لم يظهر للطيف ورفيقه التميمي أي أثر، برغم إبلاغ السلطات العراقية عنهما، والبحث في غالبية السجون والمستشفيات ودوائر الطب العدلي، ما أثار الرعب في نفوس ذويهما ومحبيهما، لا سيما أن مثل هذا الاختفاء تعرض له الناشط السياسي جلال الشحماني قبل سنوات، إضافة إلى المحامي العراقي علي جاسب قبل خمسة أشهر، ولم تظهر أي أخبار عنه.

وعلى الرغم من إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأسبوع الماضي، عن إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين شاركوا في الاحتجاجات التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن ناشطين أكدوا أن العشرات من المختطفين باتوا في عداد المفقودين.

وكتب العضو البارز في الحزب الشيوعي العراقي جاسم الحلفي، على "فيسبوك": "قرار حكومة الكاظمي المنصف، بإطلاق سراح سجناء شباب الانتفاضة، نتطلع أن يشمل الكاتبين مازن لطيف وتوفيق التميمي".

الصحافي سعدون ضمد دوّن: "ماذا فعل توفيق التميمي؟ ما هي جريمة مازن لطيف؟ من حقنا أن نعرف، هل هما قاتلان؟ جاسوسان؟ إرهابيان؟ حتى القاتل المتسلسل الذي يقتل من أجل المتعة ومن فرط وحشيته لا يتم تغييبه من دون أن يعرف أهله مصيره وأسباب ومجريات محاكمته. ما ذنب الأبناء والأمهات والزوجات والآباء، ما ذنبنا نحن عندما نشعر بأننا نعيش في بلد العصابات وأن أيَّ واحد منّا عبارة عن مشروع تغييب في أحسن الأحوال، إذا لم نتحول إلى جثث ملقاة على قارعة خيبتكم وفشلكم".

وخاطب الناشر ناجي عبد الزهرة باللهجة العراقية رئيس حكومته: "عيني رئيس مجلس الوزراء، لا تنسى أصدقائك (الناشر مازن لطيف، والكاتب توفيق التميمي)، بس نريد نعرف مصيرهم شنو؟".

ولم تنته المطالبات عند الشاعر العراقي عمر السرّاي، الذي وجه رسالة إلى الكاظمي، جاء فيها: "أكتبُ لك.. بوصفي متظاهراً فقط.. لا تغشّكَّ الجيوش الإلكترونية المعروضة للبيع والشراء، أقول لك إنَّكَ مرفوضٌ كما كنتَ وكما ستظل. أعطِ الناس ضماناً لصحّتهم فهم يموتون بالجملة، وامنح العاطلين عملاً فالجوع قاتل، واحترم العراقيَّ ليشعر بالوطن، ولكيلا يكون مادّةً للمزيّفين ولاعقي أحذية تجّار الإعلام والابتزاز، وأعد إلينا (توفيق التميمي) و(مازن لطيف)، فنزيف فقدهما لا يعوّضه الكلام".

دلالات

المساهمون