باحثة روسية عن الاحتجاجات الإيرانية: "ثورة المواطنين الغاضبين"

باحثة روسية عن الاحتجاجات الإيرانية: "ثورة المواطنين الغاضبين"

09 يناير 2018
إيرانيون يحتجون على غلاء المعيشة في طهران (الأناضول)
+ الخط -
اعتبرت الباحثة في المدرسة العليا للاقتصاد في العاصمة الروسية موسكو، يوليا سفيشنيكوفا، أن غضب الإيرانيين ناجمٌ بالدرجة الأولى عن استشراء الفساد والتضخم وزيادة الضرائب، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنهم يتخوفون من التغيير الجذري، متذكرين تداعيات "الثورة الإسلامية الدموية" عام 1979.

وجاء كلام سفيشنيكوفا في مقالة عنوانها "ثورة المواطنين الغاضبين: ما هي أسباب الاحتجاجات الإيرانية؟"، في صحيفة "إر بي كا" الروسية، اليوم الثلاثاء.

وأوضحت كاتبة المقالة أن "ثورة المواطنين الغاضبين" هو العنوان الأكثر واقعية لما يجري في إيران، مع استخدام كلمة "ثورة" في إطار مجازي، إذ أن معظم الإيرانيين لا يؤيدون تغيير السلطة بطريقة ثورية لأسباب منطقية أكثر منها إيديولوجية، وفقاً لها.

وذكرت بأن "التغيير الدموي لنظام الشاه إلى الجمهورية الإسلامية لم يأتِ بالنتائج التي كانت تتمناها طبقات اجتماعية عريضة مؤيدة لتلك الأحداث، لذلك لا يريد أحد حدوث اضطرابات جديدة بلا خطة عملٍ وأهدافٍ محددة".     

وأشارت الباحثة الروسية إلى أن الاحتجاجات في إيران خرجت على خلفية نسبة البطالة، البالغة 12.5 في المائة، وفق الأرقام الرسمية، أو ما لا يقل عن 30 في المائة فعلياً، والتضخم بنسبة 9.6 في المائة، وبعض المشكلات الإقليمية، مثل الجفاف في أصفهان وآثار الزلزال في كرمانشاه، بالإضافة إلى عدم تحقق تحسن اقتصادي سريع بعد التوصل إلى الاتفاق مع "السداسية الدولية" حول البرنامج النووي الإيراني.

وخلصت إلى أن تراكم هذه المشكلات وغيرها أدى إلى موجة من الغضب، لكن رقعة الاحتجاجات جاءت أقل منها مقارنة بعام 2009، في ظل استمرار القسم الأكبر من الطبقة الوسطى في المناقشات على شبكات التواصل الاجتماعي وعبر تطبيقات الرسائل الفورية وفي منازلهم، وليس في الشوارع هذه المرة. 

أما صحيفة "كوميرسانت"، فرصدت في مقالة عنوانها "إيران سئمت من الثورة الإسلامية"، آراء خبراء شككوا في رواية "التدخل الخارجي" التي تروجها السلطات الإيرانية، معتبرين أن الأسباب الحقيقية للاحتجاجات، تكمن في فشل السياسات الاجتماعية والاقتصادية، والاستياء المتزايد من الدعم المقدم للقوى الخارجية الموالية لطهران، وما يترتب على ذلك من أعباء مالية وسياسية ثقيلة.

ونقلت الصحيفة عن مدير وحدة تحليل السياسات في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة"، مروان قبلان، قوله إن "الاضطرابات الحالية ناجمة عن مشكلات داخلية بحتة، إذ أمل الإيرانيون الذين خسروا مدخراتهم في عهد المواجهة مع الغرب، في الحصول على تعويضات على إثر ضخ إيرادات بيع النفط في الميزانية بعد رفع العقوبات، إلا أن ذلك لم يحدث". وقلل قبلان من واقعية التدخل السعودي في الوقت الراهن، في ظل انشغال المملكة بمشكلاتها الداخلية.

بدوره، رأى الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج، هيو مايلز، في حديث لـ"كوميرسانت"، أن "المشاركين في الاحتجاجات هم الإيرانيون الذين سئموا من الوضع الاجتماعي-الاقتصادي والسلطة الثيوقراطية (الدينية)، ويتساءلون أكثر فأكثر، لماذا تنفق حكومتهم أموالاً باهظة على المغامرات الخارجية مثل دعم حركة "حزب الله" اللبنانية بدلاً من الإنفاق على احتياجات المواطنين".      

دلالات

المساهمون