مقتل صالح في الإعلام الغربي: اليمن نحو فوضى إضافية

مقتل علي عبدالله صالح في الإعلام الغربي: اليمن نحو فوضى إضافية

05 ديسمبر 2017
يعاني اليمن من مأساة إنسانية (محمود حمود/Getty)
+ الخط -
انشغل الإعلام الغربي بخبر مقتل الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، على يد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أمس الإثنين، واتفقت معظم الصحف على أن الحدث الأخير يغير في ديناميكية الحرب في اليمن، وتخوفت من الأوضاع المستقبلية، خاصة في ظل المأساة الإنسانية التي يعيشها المدنيون، واعتبرت صحف، مثل "نيويورك تايمز"، أن الحل يبدأ بإنهاء القصف والحصار السعودي.


الصحافي الإيراني المقيم في لندن، سعيد كمالي دهقان، اعتبر أن "موت علي عبدالله صالح يمثل تحولاً دراماتيكياً في الحرب بعد 3 سنوات من الجمود". ورأى أن تحالف صالح والحوثيين عام 2014 كان "محكوماً بالفشل"، مستطرداً "إلا أن قليلين توقعوا أن الرجل الذي تحالف مع متمردين خاض ضدهم 6 حروب بين عامي 2006 و2011 سيُقتل في نهاية المطاف على أيديهم"، في مقالة عنوانها "مقتل علي عبدالله صالح يغير ديناميكية الحرب الأهلية في اليمن"، اليوم الثلاثاء، في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وأفاد دهقان، أن "قوة الحوثيين عُززت بعد موت صالح، على الأقل في الأمد القصير"، ونقل عن الزميل الزائر في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، آدم بارون، قوله إن "هناك احتمال ضعف جهاز صالح بشكل جذري، في حال لم يهمَش في الفترة المقبلة، ما يجعل الحوثيين القوة الرئيسية الوحيدة، شمال اليمن".

وأضاف بارون أن "دعوة الحوثيين إلى الاحتفال، اليوم الثلاثاء، في الساحات العامة، بعد مقتل صالح، لا تترك مجالاً للشك في أن الحوثيين يتجهون نحو التمتين والاستحكام عوضاً عن المصالحة".

وأوضح بارون "وحتى حين يريد بعضهم اللعب على أرض اليمن من الخارج، فإن الديناميكية الداخلية تتغير بطريقة غير متوقعة".

وجاءت مقالة الكاتب المتخصص في الشؤون الأجنبية في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إسهان ثارور، وعنوانها "مقتل الرجل القوي في اليمن يمهد لمزيد من الفوضى" اليوم الثلاثاء، في السياق نفسه.

وصف ثارور صالح بـ "السياسي الميكافيلي (نسبة إلى نيكولو ميكافيلي صاحب كتاب "الأمير") الذي حكم عن طريق التلاعب بالانقسامات القبلية والسياسية في اليمن".

ونقل عن الخبير في الشؤون اليمنية في مؤسسة "تشاثام هاوس"، بيتر سالسبري، قوله إنه "بعد محاولة السعوديين سحب البساط من تحت أقدام الحوثيين، عليهم أن يقرروا على الفور إما المشاركة في جهود الوساطة في جو من انعدام الثقة، أو الدفع باتجاه حملة عسكرية لم تحرز نجاحاً ملحوظاً خلال العامين ونصف العام الماضيين".

واعتبر سالسبري أن "صالح كان شخصية انقسامية، إلا أنه كان مرجحاً توصله إلى نوع من الوساطة. موته لن يؤدي إلا إلى زيادة حدة التباعد والتضارب في الصراع".

وفي سياق متصل، غرّد الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة "إنترناشيونال كرايسز غروب"، يوست هيلترمان، أن "موت صالح لن يؤدي إلا إلى مزيد من التشرذم والصراع، بعد إضافة عنصر الانتقام"، متوقعاً مزيداً من القتال الذي سينعكس كارثياً على "المدنيين في صنعاء وشمال اليمن، خاصة أن البلاد تعاني أصلاً من كارثة إنسانية".

وأضاف هيلترمان "لا رابح في الوضع الراهن".

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ركزت في افتتاحيتها، أمس الإثنين، على الأوضاع الإنسانية في اليمن، مشددة على أن "الحاجة إلى السلام تتعاظم"، وأن "اليمن بحاجة ماسة إلى استراحة"، ورأت أن "أي فرصة للسلام يجب أن تتضمن إنهاء القصف السعودي المدمر للبلاد ودعم ترامب (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) له، ما يعني تغييراً في سياسة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتولي المتعاملين في شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض مسؤوليتهم".

واعتبرت أن "الأمل الأفضل لليمنيين يكمن في وقف إطلاق النار، إنهاء الحصار السعودي، التفاوض على انسحاب الحوثيين من العاصمة ومحاولة أخرى لحوار وطني على أسس أكثر واقعية. وغياب صالح قد يسهل هذا الأمر".

في سياق متصل، المحللة السياسية كاثرين شاكدام اعتبرت في حديثها لـ "سبوتنيك راديو" أن موت علي عبدالله صالح "قد يؤدي إلى مجزرة"، وشددت على أنه "من دون صالح، من شبه المستحيل بناء جسور بين الأطراف المتصارعة في اليمن".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تمّ تداول صور سابقة جمعت علي عبدالله صالح والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، والرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس العراقي الراحل صدّام حسين. وتناولت صحيفة "نيويورك تايمز" وموقع "بزنس إنسَيدر" هذه الصور، وتطرقا إلى الأوضاع في مصر وتونس واليمن وليبيا، خاصة بعد "الربيع العربي"، بالإضافة إلى العراق.

كما ضمت "نيويورك تايمز" رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى القائمة، موضحة أن التوقعات أشارت إلى سقوطه بعد هؤلاء، إلا أن الدعم الروسي والإيراني له ساعده في استعادة السيطرة على مساحات واسعة من سورية، لكن كلفة إعمار البلد المدمر قدرتها الأمم المتحدة بـ 250 مليار دولار أميركي، كما أن "المفاوضات لإنهاء الحرب لا تزال ضعيفة، من دون وضوح دور الأسد المستقبلي في سورية".

وفي السياق نفسه، أشارت مجلة "أتلانتيك" إلى أن موت صالح بهذه الطريقة "قد يبعث رسالة إلى الديكتاتوريين حول العالم عن هشاشة سلطتهم".