تغريدة حول مقاطعة إسرائيل تهزّ المتحف اليهودي في برلين

ألمانيا: استقالة مدير المتحف اليهودي بسبب تغريدة حول مقاطعة إسرائيل

15 يونيو 2019
شيفر: "المؤسسة ليست ناطقة باسم إسرائيل" (ياب أريينز/نورفوتو)
+ الخط -
أعلن المتحف اليهودي في برلين، أمس الجمعة، عن استقالة مديره، بيتر شيفر، في وقت تشهد فيه هذه المؤسسة جدلاً بشأن تغريدة حول حملة مقاطعة إسرائيل.

وأوضح المتحف على موقعه الإلكتروني أن شيفر قدّم استقالته إلى وزيرة الثقافة، مونيكا غروترز، لـ"تجنب إلحاق مزيد من الضرر بالمتحف اليهودي في برلين"، من دون ذكر أي سبب لهذه الاستقالة. وعين مارتين ميكايليس مديراً للمتحف بدلاً من شيفر.

لكن شيفر يواجه منذ أيام ضغوطاً، بعدما أوصى مكتبه في تغريدة على "تويتر" بقراءة مقال ينتقد قراراً اتخذه البرلمان الألماني، في مايو/أيار، باعتبار وسائل حركة مقاطعة إسرائيل "معادية للسامية".

وذكرت صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ"، أمس الجمعة، أن الناطقة باسم المتحف أيضاً أقيلت بمفعول فوري، لمخالفتها قاعدة الحياد في مؤسسة تُموّل بأموال عامة، بحسب الصحيفة.

وقد قال شيفر أولاً إن نوايا مكتبه الصحافي كانت حسنة. وأوضح لمجلة "دير شبيغل"، يوم الأربعاء، أن "التغريدة طرحت كمساهمة في النقاشات في إطار مبدأ (اقرأوا هذا، فهو مهم)"، مؤكداً أن المتحف يجب أن يكون مكاناً للدعوة إلى النقاش والحوار.

لكنه اعترف بأن الصيغة المستخدمة كانت سيئة، وبأنه كان سيطلب صيغة أخرى لو عرضت عليه قبل نشرها. وأصر، في حديثه لـ"دير شبيغل"، على أن المؤسسة مهمتها رواية "التاريخ والثقافة والديانة اليهودية في ألمانيا"، لكنها ليست "ناطقة" باسم الجالية اليهودية و"لا باسم إسرائيل".

وبعد نشر التغريدة، هاجم "المجلس المركزي ليهود ألمانيا"، يوم الثلاثاء، بعنف، المتحف اليهودي الذي افتتح في 2001، وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين السياح وسكان برلين. وكتب المجلس في تغريدة: "طفح الكيل. يبدو أن المتحف اليهودي في برلين أصبح خارجاً عن كل سيطرة. في هذه الظروف علينا أن نتساءل ما إذا كانت صفة (يهودي) لا تزال مناسبة له".

تجدر الإشارة إلى أن المتحف اليهودي واجه انتقادات متكررة من إسرائيل معتبرة أن مواقفه معادية لها. وكتبت صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" أن شيفر أثار، في مارس/آذار الماضي، استياء لاستقباله في المتحف، الملحق الثقافي في السفارة الإيرانية، سيد علي موجاني، لمناقشة إمكانية إقامة معرض لأطنان من الصور ليهود إيرانيين.

وكتبت السفارة الإيرانية على موقعها الإلكتروني حينها أن شيفر اتفق مع ضيفه على "ضرورة التدقيق" في مسألة اعتبار معاداة الصهيونية معاداةً للسامية، وهي عبارة شطبها المتحف اليهودي. وقال شيفر لـ"دير شبيغل" إن "استقباله كان غباء مني".

وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أخيراً، المتحف اليهودي في برلين بشدة، بسبب معرضه "أهلاً بكم في القدس"، معتبرا أنه معاد لإسرائيل ومؤيد للفلسطينيين. وتجاهلت الحكومة الألمانية طلب نتنياهو سحب دعمها للمعرض.

يذكر أن "حركة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات" التي تأسست في 2005، ويرمز إليها بالأحرف الثلاث من اسمها بالإنكليزية "بي دي إس"، هي حملة عالمية لمقاطعة اقتصادية وثقافية وعلمية للكيان الإسرائيلي، تهدف إلى إنهاء الاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

(فرانس برس)