برنامج كاميرا خفية يثير جدلاً حاداً في الجزائر

بسبب كاتب معروف... برنامج كاميرا خفية يثير جدلاً حادًا في الجزائر

01 يونيو 2017
غضب من نصب فخّ لرشيد بوجدرة (تويتر)
+ الخط -

أثار بث قناة "النهار" المحلية في الجزائر لبرنامج الكاميرا الخفية استياءً كبيرًا، خاصة بعد حلقةٍ استضافت فيها الكاتب الجزائري الكبير رشيد بوجدرة، ووصفها المعلّقون بأنها إهانة له.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الليلة الماضية، تعليقات تعبر عن الاستياء الكبير من طريقة التعامل مع الكاتب بوجدرة.

ودعا الكاتب المعروف عاشور فني إلى "مقاطعة قنوات التلفزيون"، والمثقفين إلى تحرير بيان تنديد بما وصفها "الجريمة التي ارتكبت تحت مسمى الكاميرا المخفية، وكان ضحيتها الكاتب رشيد بوجدرة. ويوجه البيان للمثقفين والكتاب والإعلاميين والمحامين والأكاديميين من أجل الحذر".

كما طالب "بإخطار المجلس الأعلى السمعي البصري بالواقعة وتطبيق قانون الإعلام، والحد من كمية العنف الرمزي والمعنوي في القنوات المحلية، والمبادرة بتنظيم تجمع للمثقفين والإعلاميين والمحامين والأكاديميين عند مبنى المجلس الأعلى للسمعي البصري، لإلزامه بتحمل مسؤولياته".


وخلال الحلقة، ظهر مقدما البرنامج وهما يسألان الكاتب بوجدرة عن إيمانه وعن إلحاده وقضايا شخصية، قبل أن ينصب له فخ بحضور رجال شرطة لاعتقاله، ليغضب الكاتب عندها، ويتشابك بالأيدي مع ممثلين كانوا يؤدون دور رجال الشرطة في البرنامج.

بدوره، أكد الكاتب رشيد بوجدرة أنّه لم يوافق على بث الحلقة، وأنه يباشر إجراءات المتابعة القضائية للقناة ومعدي البرنامج، معتبراً أن القضية الآن تجاوزته وأصبحت قضية المجتمع الجزائري.

كذلك، علّقت الكاتبة الجزائرية ربيعة جلطي بالقول "حزنت جداً حين عبثوا بالروائي رشيد بوجدرة.. لا غرو، فقد أمسينا نتفنن في صنوف الانتحار، ونتلذذ بثوانيه الأخيرة.. نقطع أعضاءنا عضواً بعد الآخر ونضحك مع الدم المتدفق من العروق المبتورة، إنه الانهزام العام، فليبحث كل واحد منا عن ضحية لطيفة. غير مؤذية. غير خطيرة. غير مسلحة. غير مفخخة، ليعذب ذاته بكل أمان من خلالها، ونضحك على أنفسنا من خلال بوجدرة وعبر ما نملك من رموز".


وطالب رئيس جمعية "الكلمة" الشاعر عبد العالي مزغيش بموقف حازم وصريح، ضد ما تعرض له الكاتب الكبير رشيد بوجدرة، وبمحاسبة القنوات التي تستعمل الأسلوب ذاته لإهانة الشخصيات الثقافية والفنية والعلمية، وحتى المواطنين.

في المقابل، سارع مدير القناة، أنيس رحماني إلى تقديم اعتذار رسمي إلى الكاتب، واعترف أن الحلقة تضمنت تجاوزات للأخلاقيات المهنية، وأعلن اتخاذ إجراءات وتحريات في ظروف وملابسات بث هذه الحلقة.  


وتثير برامج الكاميرا الخفية المعروضة في شهر رمضان جدلاً كبيرًا في الجزائر.

ودعا مثقفون وناشطون إلى تدخل سلطة ضبط السمعي البصري، لمنع بث هذا النوع من البرامج المرعبة والمسيئة إلى القيم المجتمعية بشكل عام.


 

دلالات

المساهمون