رسالة مؤثرة من والدة الصحافي المغربي المعتقل عمر الراضي

رسالة مؤثرة من والدة الصحافي المغربي المعتقل عمر الراضي

30 ديسمبر 2019
تداول الناشطون الرسالة التي كتبتها الوالدة (فيسبوك)
+ الخط -
تداول الناشطون المغاربة عبر مواقع التواصل، وعلى نطاق واسع، رسالة مؤثرة من والدة الصحافي المغربي، عمر الراضي، الذي تم اعتقاله بتهمة إهانة القضاء بسبب تدوينة نشرها قبل أشهر. 

وكتبت الأم: "صباح الخير ليومك الثالث أيها الغالي. ابني، حبيبي الغالي: كم أنا فخورة بك بقدر ما أنا حزينة، حزينة لأنني أعرفك طائراً حراً لا يستطيع الآن التغريد والصدح في الفضاء الحر، حزينة وأنت الآن في زنزانتك وحيداً لليلتك الثالثة، نفتقد قفشاتك وابتساماتك، يفتقدك عودك الذي لم يعد يرنم وقيثارتك التي سكتت وانزوت في ركن تنتظر أناملك الرقيقة والحنونة". 

وأضافت: "حزينة لأنني افتقدت سماع كلمة mamati التي تناديني بها بكل حنو، وتربّت على كتفي بلمسات خفيفة لتحضنني وتعاتبني قائلاً: (يجب أن ترتاحي، لا تعملي كثيراً ماماتي)".

وتابعت: "ولدي الغالي الحنون…آه كم أفتقدك. فخورة لأنني أرى بأنني لست الوحيدة التي تعشقك وتعزك فالكثيرون يحترمونك ويقدرونك. فخورة لما أراه من التضامن والتآزر بين أصدقائك وأقربائك وكل من سمع بك وبأعمالك. هاتفي لا يتوقف عن الرنين وعن التواصل بالرسائل القصيرة من كل الناس الذين حركهم اعتقالك".

وختمت رسالتها قائلةً "وأنا أكتب هذه الكلمات يخطر في بالي المعاناة والمرارة التي تحس بها أمهات المعتقلين. المرارة والغصة التي تقف في الحلق وتجثم على الصدر وتمنعه من التنفس. الأمهات سجينات كما أبناؤهن وأكثر في غياب أي تواصل أو معلومات تشفي الخاطر. رجائي أن يعود لي ابني حراً طليقاً. فلا حياة لي من دون عمر". 

ومن المقرر أن يُحاكم الراضي في 2 يناير/ كانون الثاني، بداية العام الجديد، بتهمة إهانة قاضٍ فرض عقوبات شديدة على متظاهرين من منطقة الريف شمال شرقي المغرب، وقد يواجه في حال إدانته عقوبة تصل إلى سنة سجناً.

وكان الراضي قد غرّد في 6 إبريل/ نيسان قائلاً "لنتذكر جميعاً قاضي الاستئناف لحسن الطلفي، جلّاد إخواننا. في أنظمة عديدة، يعود الأتباع الصغار أمثاله لاحقاً للترجي، مدعين أنهم كانوا فقط "ينفذون الأوامر". لن ننسى أو نغفر لهؤلاء المسؤولين من دون كرامة!".

ونشر الراضي هذه التغريدة بعد دقائق من تأييد محكمة استئناف، برئاسة الطلفي، الأحكام الابتدائية بالسجن حتى 20 عاماً لقادة احتجاجات في الريف.

المساهمون