برنامج "مع الناس" يثير خلافات في التلفزيون التونسي

برنامج "مع الناس" يثير خلافات في التلفزيون التونسي

04 يونيو 2020
رفض منجي الخضراوي التدخل في عمله (يوتيوب)
+ الخط -
يشهد التلفزيون التونسي الرسمي، منذ يومين، خلافات حادة وانقساماً داخلياً، على خلفية تنابز كلامي على صفحات التواصل الاجتماعي، بين رئيس تحرير البرنامج السياسي اليومي "مع الناس"، الصحافي منجي الخضراوي، ورئيس "النقابة العامة للإعلام" محمد السعيدي.

قال الخضراوي إن السعيدي منعه من دخول الاستوديو لبثّ برنامجه، ما جعله يوجه نداءً إلى الأمين العام لـ"الاتحاد العام التونسي للشغل"، متهماً السعيدي بمحاولة التدخل في خط تحرير البرنامج، عبر مدّه بقائمة بأسماء مَن يسمح لهم بحضوره ومن يمنعون من المشاركة فيه من الوجوه السياسية والمجتمعية في البلاد.

ورفض الخضراوي "التدخل غير المقبول" في عمله، ما سبّب تعديل برنامجه، وفق ما قال. وقد لقي مساندة من الإعلاميين الذين يعملون خارج التلفزيون التونسي، معتبرين ما حصل تدخلاً غير مقبول من طرف يستقوي بصفته النقابية لفرض اختياراته على رئيس تحرير برنامج تلفزيوني.

محمد السعيدي ردّ على الاتهامات، نافياً تعطيل عمل فريق برنامج "مع الناس"، وطالباً من إدارة القناة الأولى في التلفزيون التونسي، حيث يعرض البرنامج، فتح تحقيق. وقال إن سبب الخلاف رفضه وزملاءه في التلفزيون التونسي تولي الخضراوي رئاسة تحرير برنامج سياسي يتقاضى عليه آلاف الدينارات، برغم أنه لا يعمل بصفة دائمة، بينما يعاني قدامى الموظفين التهميش والتجميد.

من جهة ثانية، أصدرت "النقابة العامة للإعلام" و"نقابة التقنيين" بياناً أمس الأربعاء، طالبتا فيه بفتح تحقيق عاجل، وأعلنتا مساندتهما لرئيس النقابة محمد السعيدي، في صراعه مع منجي الخضراوي.

إدارة القناة الأولى للتلفزيون التونسي اكتفت بالصمت، ولم تصدر أي بيان أو توضيح. واكتفت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بالصمت، رغم أن منجي الخضراوي يعتبر من الناشطين البارزين فيها ويلقى دعماً منها، وتحديداً من نقيبها ناجي البغوري.

في المقابل، دعا النقابي محمد الهادي الطرشوني إلى التهدئة، قائلاً: "إن ما يجمعنا في (الاتحاد العام التونسي للشغل) بصفة عامة وفي (النقابة العامة للإعلام) بصفة خاصة، هو التزامنا بالوقوف إلى جانب زملائنا والدفاع عن مصالحهم وحقوقهم لا غير، إلى جانب العمل المشترك مع المنظمات الوطنية المدافعة عن حرية التعبير، وخاصة (الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) والنقابة الوطنية للصحافيين".

وأضاف: "أتابع بقلق كبير الهجمة الممنهجة التي يشنها أعداء الديمقراطية على منظمة حشاد وعلى قياداتها، وذلك إلى جانب انخراط أحزاب سياسية في بثّ خطاب عنيف ضدّ الصحافيين، وهي هجمة تزامنت مع تقديم مبادرات تشريعية مشبوهة تهدف إلى ضرب أهم مكسب حققته الثورة للتونسيين، وهو حرية الإعلام. أدعو كل الزملاء النقابيين في قطاع الإعلام إلى الابتعاد عن التشنج، وألتمس منهم التحلي بالحكمة.

دلالات

المساهمون