"ضفة ثالثة" للثقافة في العالم العربي

"ضفة ثالثة" للثقافة في العالم العربي

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
02 أكتوبر 2016
+ الخط -
تطلق مؤسسة "العربي الجديد" الثلاثاء المقبل، موقع "ضفّة ثالثة"، وهو منصّة ثقافية إلكترونية جديدة. مدير الموقع الجديد الكاتب والشاعر أمجد ناصر، يتحدّث عن التجربة الجديدة وضرورتها في هذه المرحلة...

البداية من اسم الموقع "ضفة ثالثة" إذ يشرح ناصر أن العنوان نفسه "طُموح، قد يكون مبالغاً فيه، أن يبتكر الذين لا يرغبون في أن يظلوا سجناء الاستقطابات الضيقة، المؤدلجة بشدة، ضفتهم الخاصة بهم.. هذا الكلام يبدو شعرياً ولكنه قابل للواقع، وقابل للتطبيق. لكن بصرف النظر عن هذه الدعاوى الكبيرة، هناك رغبة ملموسة لدى عدد كبير من المثقفين العرب في أن يكون لهم منبر، أو يكون هناك منبر يتابعون من خلاله ما يجري داخل المشهد الثقافي العربي، والعالمي إلى حد ما. هذه الرغبة لمستها شخصياً من خلال اتصالاتي بعدد كبير من المثقفين العرب".

لكن ألا يعتبر إطلاق موقع ثقافي مراهنة خاسرة في وقت تقفل مواقع وصحف وملاحق ثقافية في العالم العربي؟ من هنا تحديداً ينطلق ناصر شارحاً: "نطلق موقعاً ثقافياً، اليوم بالضبط، لأن هناك العديد من الملاحق الثقافية، بل والصحف المرموقة أغلقت، أو هي مهددة بالإغلاق، لأسباب عديدة بعضها يعود إلى "السوق" وبعضها إلى التمويل، وبعضها إلى الاضطراب الشديد في الحياة السياسية العربية الذي يجعل إصدار صحف، والاستمرار في إصدار صحف، كالمشي في حقل ألغام. هذه السنوات الخمس الأخيرة لم يعرف مثلها العالم العربي من قبل، وجعلت التمسك بموقف، أو الانحياز إلى موقف، عملاً أخطر من الاتجار بالمخدرات. فما كان يبدو رائعاً ومبهجاً، مثل الربيع العربي، قد ينقلب إلى كابوس. وما كانت تسمى دولة وطنية قد تكون أول من يقتل شعبها. إذا كانت السياسة العربية تفرق وتعزل عرباً عن عرب آخرين، فإن الثقافة قد تكون أرضاً جامعة، رغم أن الثقافة ليست معزولة عما يجري في محيطها الاجتماعي، وهي في موضع خطر دائم، خصوصاً عندما تكون نقدية". 

وعند الحديث عن حاجة القارئ العربي إلى منبر ثقافي جديد، يؤكد ناصر أن الصورة المسبقة عن الصحافة الثقافية التي تعتبر نخبوية، صورة مغلوطة: "مثلما أن كلمة الثقافة فضفاضة، فقد تعني البسيط والسهل، وقد تعني المركّب والمعقد والاختصاص المغلق، فإن مصطلح قرّاء فضفاض، ويلم طيفاً عريضاً، بعضه معنيّ بقراءة الفلسفة، وبعضه الآخر مهتم بقراءة الرواية أو الشعر. لا يمكن أن تكون الثقافة عملة رائجة ومتداولة في مجتمعات أكثر من نصفها لا يقرأ ولا يكتب. غير أن هذه الأمية الحرفية والأمية الثقافية لا تعنيان أن نرمي قصيدة النثر والتجهيز الفني ومحاولات التأمل الفكري والموسيقى والأفلام التي لا تنخرط في أسوأ ما يعرفه سوق الترفيه من موجات، في سلة المهملات. وهذا يعني أن الثقافة لا تسير بالضرورة في موازاة التطور الاجتماعي والاقتصادي والعمراني، وإلا لما كنا رأينا رواية أميركا اللاتينية وفنونها التشكيلية العظيمة، في مجتمعات ليست أفضل حالاً منا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي".

وبينما يعيش العالم العربي مخاضاً صعباً، يقارب ناصر علاقة الموقع الثقافي الجديد بالسياسة، قائلاً: "للموقع سياسة ثقافية وليس له سياسة سياسية، حسب تصوري له. بمعنى أنه يخضع للمعايير المهنية في تعامله مع المواد التي يشتغل عليها وينشرها. لكن عندما أقول إن لا سياسة سياسية له، فهذا لا يعني انقطاعه عن قضايا التحرر والحريات في العالم العربي، ولا عن العدالة والمواطنة التامة غير المرتبطة بشرط. هذه، في فهمي، في صلب عمل أي منبر ثقافي عربي ينتمي إلى محيطه ويتفاعل مع قضايا هذا المحيط. منذ زمن طويل كنا نحّمل الثقافة والمثقفين مسؤولية "قيادة" الشعوب والأمم. هذه مسؤولية أكبر بكثير من أن تنهض بها فئة محددة مهما أوتيت من أدوات السحر. أنا لا أقول بهذا القول اليوم، ولكني أرى للمثقف دوراً أساسياً في محيطه، ولا أنظر إليه باعتباره شخصاً متخصصاً في حقول ضيقة ومنعزلة عن الحياة العامة".

أما عن تفاصيل الموقع وشكله الإخراجي، فيكشف ناصر أنّ: "الموقع ينقسم الى أبواب وخانات تبدأ بالكتب عرضاً وقراءة وأخباراً قصيرة للإصدارات الجديدة، وتنتهي بالعمران بمعناه المادي والمعنوي وتمر بالنصوص الإبداعية، التي سيكون لها حيز واسع، فضلاً بطبيعة الحال عن السينما والفن التشكيلي والرأي الثقافي. يعني هو موقع طامح لأن يكون مرجعاً لأبواب ثقافية عربية متعددة. ستكون هناك أسماء عربية كبيرة وشابة، مخضرمة وواعدة في أبواب هذا الموقع خصوصا في باب الرأي.. اترك للموقع نفسه، بعد تدشينه، الكشف عنها".


ذات صلة

الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
Moustapha Djallit

رياضة

يستعد المنتخب الجزائري الرديف لمواجهة المنتخب السنغالي، السبت، بملعب نيلسون مانديلا في العاصمة الجزائر ضمن نهائي كأس أفريقيا للاعبين المحليين 2022، حيث سيكون الخضر أمام فرصة دخول التاريخ وتحقيق اللقب الأول لهم في هذه المنافسة.

الصورة
مشجعون أرجنتينيون بـ "البشت" القطري (العربي الجديد)

مجتمع

في التقاليد القطرية والعربية تتوّج عباءة "البشت" الشكل العام للرجل الذي يرتديها فوق ثيابه. وهي رمز ثقافي يرتبط بهوية الجزيرة العربية، والرغبة في رفع شأن صاحب إنجاز
الصورة
Qatar National Convention Centre

رياضة

لا تستطيع كل الجماهير الرياضية الحضور إلى الملاعب أو الدولة المستضيفة لكأس العالم 2022 في قطر، ما يجعلهم يتابعون المواجهات وما يحدث في البطولة عبر قنوات حصلت على حقوق البث من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

المساهمون