بريطانيا: نظريات مؤامرة تتهم شبكات 5G بنشر كورونا

نظريّات مؤامرة في بريطانيا: شبكات الجيل الخامس تساعد بنشر كورونا والحكومة تنفي

05 ابريل 2020
تكسير معدات واستهداف موظفين بسبب الإشاعات (جاستن تاليس/فرانس برس)
+ الخط -
تنتشر في بريطانيا أخبار كاذبة ونظريات مؤامرة عن تأثيرات شبكات الجيل الخامس في انتشار فيروس كورونا المستجد، ما أدى إلى تأثيرات على عمّال شركات الاتصالات، قبل أن تنفي الحكومة وتصف الأخبار بأنّها "تبعث على الاشمئزاز".

بدايةً، اشتكى أفراد من الجمهور بعد سماعهم بثاً على المحطة المحلية Uckfield FM، والتي ادعت فيها امرأة عرّفت عن نفسها كـ"ممرضة مسجلة"، من دون أي دليل، أن إطلاق تقنية الهاتف 5G في ووهان كان مرتبطًا بتفشي كورونا وأنه تم إنشاء الفيروس في المختبر. وتلقت محطة ساسكس تحذيرًا شديدًا لبثّ نظريات مؤامرة لا أساس لها من أن الوباء مرتبط بطرح هاتف 5G شبكات، من قبل "أوفكوم".

ولاحقاً، انتشرت الادعاءات التي لا أساس لها بأنّ كورونا مرتبط بـ 5G على نطاق واسع، على مجموعات "واتساب" و"فيسبوك" وشبكة "نيكست دور"، وكلّها كان لديها القدرة على الوصول إلى عدد أكبر من الناس من محطة إذاعة مجتمع صغيرة في ساسكس، بحسب صحيفة "ذا غارديان".

وقالت الصحيفة إنّ "فيسبوك" قام بإزالة مجموعة مضادة لـ5G، تم فيها تشجيع المستخدمين على توفير صور لهم خلال تدمر معدات الهاتف المحمول، فيما اعتبر بعض المساهمين أنّ ذلك قد يوقف انتشار كورونا.

وواجه مهندسو الاتصالات تهديدات لفظية وجسدية أثناء عملهم، حيث دفعت نظريات المؤامرة التي لا أساس لها، أفرادًا من الجمهور، إلى إساءة معاملة أولئك الذين يحافظون على شبكات الهواتف المحمولة والنطاق العريض الحيوية، على ما نقلت "غارديان". وفي أحد مقاطع الفيديو التي تم تداولها على نطاق واسع والتي اجتذبت ملايين المشاهدات على "تويتر" وحده، تنمّرت امرأة على أفراد يعملون في شركة Community Fiber ذات النطاق العريض، بعدما زعمت من دون أي دليل أنّ الشركة كانت تقوم بتثبيت 5G كجزء من مؤامرة لقتل السكان.

وتمّت تغطية انتشار الأخبار التي لا أساس لها على "واتساب" في العديد من المنافذ الإخبارية التقليدية، مدعومةً بمشاركات وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المشاهير، مثل الممثل وودي هارلسون.


إثر ذلك، تمّ تحذير المؤسسات الإعلاميّة البريطانيّة من أنها قد تواجه عقوبات من قبل هيئة تنظيم الاتصالات والإعلام في بريطانيا (أوفكوم) إذا أعطت وقتًا للمشورة الصحية الكاذبة حول الفيروس، بحسب "ذا غارديان".

وأكدت "أوفكوم" أنها تراقب محطات التلفزيون والإذاعة التي قد تبث وجهات نظر ضارة محتملة حول أسباب وأصول "كوفيد-19"، والتي "يمكن أن تقوض ثقة الناس في مصادر المعلومات الرئيسية" خلال الأزمة.

ونفت الحكومة البريطانية أيضاً. ونقلت وكالة "رويترز" عن وزير شؤون مجلس الوزراء، مايكل جوف، عندما سأله صحافي عن نظرية المؤامرة "هذا مجرد هراء.. هراء خطير أيضاً".

وقال المدير الطبي في خدمة الصحة الوطنية في إنكلترا، ستيفن بويس، إن نظرية "المؤامرة" محض هراء. وأضاف "قصة الجيل الخامس هراء تام. إنها من نوع الأخبار الكاذبة.. الواقع أن شبكات الهواتف المحمولة مهمة لنا جميعا، لا سيما في الوقت الذي نطلب فيه من الناس البقاء في منازلهم".

وتابع، بحسب "رويترز" أيضاً، "هناك أيضاً شبكات الهواتف التي تستخدمها خدمات الطوارئ والعاملون في مجال الصحة، وأنا غاضب تماما وأشعر باشمئزاز من مهاجمة الناس للبنية التحتية التي نحتاج إليها للتعامل مع حالة الطوارئ الصحية هذه".