كيف تستغلّ إيران الإنترنت ضدّ المتظاهرين؟

روبوتات وملاحقة وقمع: كيف تستغلّ إيران الإنترنت ضدّ المتظاهرين؟

08 يناير 2018
التفتيش عن المتظاهرين على مواقع التواصل (الأناضول)
+ الخط -
أشارت "بي بي سي" في مقالٍ لها عن الوجه الإلكتروني للمظاهرات الإيرانية والمواجهة مع النظام الإيراني، إلى أنّ إيران لجأت لحجب وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد، منذ مظاهرات عام 2009، حيث هيمنت الأصوات المعارضة على الفضاء الإلكتروني. وهو ما دفع الحكومة الإيرانية حينها إلى حجب مواقع مثل فيسبوك ويوتيوب، وأضافت إلى ذلك حجب إنستغرام وتيليغرام مؤقتاً حالياً، وهما تطبيقان يستخدمان بشكل واسع في إيران. إلا أن المسؤولين الحكوميين يستمرون في نشر رواية النظام الإيراني على هذه المنصات التي تم حظرها على المواطنين الإيرانيين.

وذكر المقال، أن إيران استثمرت في الحماية الإلكترونية بعد تعرض مؤسساتها النووية لهجوم إلكتروني عام 2010. وتشير إلى أن هذه القدرات الهائلة تستخدم حالياً في التشويش على الأصوات المعارضة على الفضاء الإلكتروني، حيث تستخدم بوتات (روبوتات، بوتس) على تويتر تتهم المتظاهرين بالكذب حول وجود المظاهرات ونشر إشاعات تهدف لإحباطهم وردعهم عن التظاهر.

كما أن عدداً من أنصار النظام الإيراني يقومون بالتعرف على أوجه المتظاهرين المنتشرة على وسائل التواصل ومطالبين المخابرات الإيرانية باعتقالهم، ومن بين من يقومون بهذه المهمة وكالة تسنيم المعروفة بقربها من الحرس الثوري.

بينما يشير المقال إلى أن تحليل استخدام الوسم #nationwideprotests والذي استخدم 470 ألف مرة، يكشف وجود العديد من التغريدات قادمة من السعودية.

وتستمر الصحف البريطانية في تغطية المظاهرات في إيران ومحاولة قراءة أسبابها وانعكاساتها على الساحة السياسية البريطانية. وتناولت صحيفة "ذا غارديان" موقف حزب العمال الذي صدر عن إيميلي ثورنبيري، وزيرة الخارجية في حكومة الظل، حيال المظاهرات الجارية في إيران. ففي ظل صمت زعيم الحزب جيريمي كوربن، تعد تصريحات ثورنبيري الأعلى من قبل مسؤول من الحزب البريطاني المعارض.

وكانت ثورنبيري قد خرجت بتصريحات أدانت النظام القضائي الإيراني بسبب الأحكام الجائرة التي يطلقها خاصة ضد الأقليات والنساء، كما أنها اتهمت إيران بتصعيد حربها بالوكالة ضد السعودية، في منشور على صفحتها في "فيسبوك". إلا أنها رفضت دعم المتظاهرين في إيران بسبب زعمها بعدم معرفة طبيعة التظاهرات ومن يقف خلفها. ووصفت الوضع بالمعقد داعية إلى الحذر من أن سقوط النظام الإيراني لا يعني بالضرورة التقارب مع الغرب.

إلا أن هذه التصريحات جلبت لها ولحزب العمال الانتقادات الشديدة، خصوصاً من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم، طون توغندات، والذي وصف موقف ثورنبيري بالخجول.

ونقلت الصحيفة عن ثورنبيري دعوتها إلى "عدم معاملة المظاهرات على أنها جرائم وأن فعل ذلك إنما يفاقم من الإحساس بالظلم بين من خرجوا للشوارع في الأيام الأخيرة". كما لفتت إلى وجود عناصر مختلفة من المحتجين في الشوارع، ومنهم أنصار الملكية ومن يستغلون الوضع لمصلحة سياسية.

وقالت، إن الغرب تسرع في دعم الربيع العربي في مصر وليبيا. أما في سورية "فالتوقعات بقوة القوات المعارضة للأسد المدعومة من الغرب كانت مبالغاً فيها". ولذلك طالبت بعدم إلقاء ثقل بريطانيا وراء المظاهرات الإيرانية ما لم يتم فهمها، ورفضت المطالبة بالتخلص من النظام الإيراني ما لم يكن هنالك بديل له.

وأشارت الصحيفة إلى أن موقف ثورنبيري يمثل موقف حزب العمال الذي امتنع رئيسه جيريمي كوربن، والمعروف بقربه من النظام الإيراني، عن التعليق على الموضوع.


أما صحيفة "إندبندنت"، فركزت على الفروقات الهائلة بين فقراء طهران وأبناء أثريائها. فقد نشرت الصحيفة تقريراً عن ثراء أبناء الطبقة التي جنت المكاسب الهائلة من النظام الديني الحالي.

وترى الصحيفة أن مظاهر عدم المساواة هذه تعزز من حنق المتظاهرين ضد النظام، وتجعل من أغنياء البلاد هدفها للمتظاهرين. ويأتي ذلك بعد انفتاح أبناء الطبقة الثرية الإيرانية على وسائل التواصل الاجتماعي ونشرها صوراً عن مدى الثراء الفاحش الذي يمتلكونه.

وتقول الصحيفة، إنّ الإحساس بعدم المساواة بدأ في التراكم منذ عقد من الزمان ويبدو أنه وصل نقطة الانفجار، وخاصة مع إعلان الرئيس روحاني عن ميزانية متقشفة.

 

 

المساهمون