الشركات الكبرى تستغلّ أطفالاً في الرابعة لتصنيع الهواتف الذكية

الشركات الكبرى تستغلّ أطفالاً في الرابعة لتصنيع الهواتف الذكية

01 مارس 2017
يتقاضى الأطفال 16 سنتاً (سكاي نيوز)
+ الخط -
أظهر فيديو لقناة "سكاي نيوز" البريطانيّة أطفالاً صغاراً يعملون بالمناجم الكونغولية لاستخراج الكوبالت  (نوع من أنواع المعادن) الذي يستخدم لصناعة الهواتف الذكية.

وبحسب تحقيق استقصائي للقناة في الكونغو، أجراه الصحافي أليكس كروفورد، فهناك أطفال يعملون في مناجم للكوبالت الذي يتم بيعه لكبرى الشركات التكنولوجية حول العالم.

ويتقاضى الأطفال الذين يبلغ أصغرهم عمر الأربع سنوات، ثماني بنسات في اليوم (ما يعادل 16 سنتاً)، بينما يجني أصحاب الشركات التكنولوجيّة المليارات سنويّاً بسبب مادة الكوبالت، التي تعتبر أساسيّةً في صناعة بطاريات الهواتف الذكية والحواسيب.

ومع غياب القوانين التي تُجبر الشركات على ملاحقة مصدر الكوبالت، وكون جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة المُصدّر الأبرز للمادة، فعلى الأغلب كلّ هاتفٍ ذكي، حتى الذي تستخدمونه الآن، يحتوي على كوبالت استخرجه أطفال. وسبق أن لفتت منظمة العفو الدولية، في تقرير أصدرته عام 2016، إلى أن غياب هذه القوانين يسمح للشركات بالتملص من مسؤولياتها، وادعاء جهلها بظروف العمل التي تؤدي إلى استخراج الكوبالت.

وأجرى كروفورد مقابلةً مع طفل يبلغ من العمر 8 سنوات ويُدعى دورسون. وقال الطفل الذي لا يملك حذاءً إنّه لم يجنِ مالاً كافياً ليأكل في اليومين الماضيين، مع أنّه عمل لمدة 12 ساعة في اليوم.

بينما تحدث صديق ريتشارد (11 عاماً) عن آلام بجسده بسبب تعب العمل. 

ويكدّ الأطفال في المناجم تحت المطر، ويحملون أكياساً ضخمة من المعادن. ويقوم الأطفال بحفر أنفاق المناجم بأيديهم، وليس هناك ما يحميهم من خطر انهيارها. 

وأشارت القناة إلى أنّ هناك الآلاف من المناجم غير الرسميّة أو المراقبة أو المقوننة التي يعمل فيها الأطفال والرجال والنساء في ظروف هي أقرب إلى السخرة. 

وتقول منظمة الصحة العالميّة إنّ التعرّض لغبار الكوبالت مباشرةً، من دون واقٍ أو قناع، من شأنه أن يُعرّض الشخص لمشاكل صحيّة بعيدة المدى.





من جهة ثانية، أجرت شبكة "سكاي نيوز" أثناء التحضير لتحقيقها، اتصالاً بكبرى شركات تصنيع الهواتف والإلكترونيات التي تستخدم هذا الكوبالت، وأكدت أغلبها أنها ستراجع بروتوكالات التعاون مع التجار الذين يبيعونها هذه المادة. لكن أغلبها أيضاً أوضح "تفضيل تحسين ظروف العمل بدل مقاطعة هذه المناجم".

أما شركة "آبل" فأوضحت لـ"سكاي نيوز" أنها بعد الاطلاع على ظروف العمل هذه، طلبت من التجار الشركة الذين تتعاون معهم لتزويدها بالكوبالت بالتوقف عن شراء المادة من هذه المناجم، موضحة أنه لا يمكن وقف التعاون مع كل المناجم، لأن ذلك سيكون "مضراً للمجتمعات التي تتكل على هذا الدخل تحديداً لتعيش".

(العربي الجديد)


المساهمون