أسانج لن يسلّم نفسه لأميركا

محامي أسانج يؤكد أنّ موكلّه لن يسلّم نفسه للولايات المتحدة

17 نوفمبر 2018
أسانج على شرفة السفارة الإكوادورية في لندن (جاستن تاليس/Getty)
+ الخط -
قال أحد المحامين عن جوليان أسانج، وهو باري بولاك، إن موكله لن يسافر طوعاً إلى الولايات المتحدة لمواجهة الاتهامات الموجهة إليه. وفي حال رفض بالفعل مؤسس موقع "ويكيليكس" المثول أمام لجنة التحقيق الأميركية في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، فإن العالم قد يكون أمام معركة دولية لتسليم أسانج، الموجود في سفارة الإكوادور في لندن منذ العام 2012 بعد حصوله على اللجوء السياسي فيها.

وقال بولاك: "لا يجب أن يتحمل أسانج عبء اضطراره إلى الدفاع عن نفسه ضدّ الاتهامات الجنائية، وذلك عندما يكون ما يتهم به هو ما يفعله الصحافيون كل يوم". وأضاف "أنهم (في ويكيليكس) ينشرون معلومات صادقة، لأن الناس لها الحق في معرفة هذه المعلومات وفهمها، وفهم ما تفعله حكوماتهم ومؤسساتهم"، آملًا أن تواصل السفارة الإكوادورية "الامتثال لالتزاماتها"، على حدّ تعبيره.

وتكهّن أسانج، طيلة السنوات السابقة أن وزارة العدل الأميركية أصدرت اتهامات جنائية سرية ضده بسبب كشفه عن معلومات حكومية حساسة للغاية على موقعه الإلكتروني. وبالفعل ظهرت هذه الفرضية أقرب إلى الواقع بعد أن كشف الادعاء العام الخميس،  بدون قصد، أثناء تقديم أوراق بالخطأ في قضية غير ذات صلة، عن وجود تهم مختومة بحقه.

وجاء في الأوراق، إن التهم وأمر الاعتقال "يجب أن تظل ممنوعة من الظهور إلى أن يتم القبض على أسانج لاتهامه في بلاغ جنائي، وبالتالي لا يتمكن من الهرب أو تجنب الاعتقال والتسليم فيما يتعلق بهذا الأمر".
وظلت التهم التي يواجهها أسانج بالضبط والموعد المقرر للإفصاح عنها غامضة حتى أمس الجمعة. ويمكن لأي تهم موجهة إلى أسانج أن تساعد في توضيح ما إذا كانت روسيا قامت بالتنسيق مع حملة ترامب للتأثير في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. كما أنها سوف تشير، بعد سنوات من الخلاف الداخلي في وزارة العدل، إلى أن الادعاء العام قرر اتخاذ موقف أكثر جرأة ضد ويكيليكس.

وتحمل القضية الجنائية إمكانية فضح ممارسات ناشط قوي في مجال الشفافية خضع لتدقيق من قبل الحكومة الأميركية لسنوات وكان محوراً لبعض أكثر عمليات الإفشاء لمعلومات مسروقة شهرة في العقد الأخير. اشتملت تلك المعلومات المسروقة على آلاف البرقيات العسكرية وبرقيات وزارة الخارجية التي سربتها الجندية تشيلسي مانينغ، وأدوات القرصنة الإلكترونية التي تستخدمها المخابرات الأميركية وأحدث رسائل البريد الإلكتروني للديمقراطيين، والتي تم نشرها في الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية لعام 2016 والتي قالت المخابرات الأميركية إنه تمت قرصنتها من قبل روسيا. 
وكان المدعي الخاص روبرت مولر، الذي اتهم بالفعل 12 ضابطاً بالمخابرات العسكرية الروسية بالقرصنة، قام بالتحقيق فيما إذا كان أي من شركاء ترامب لديهم معرفة مسبقة برسائل البريد الإلكتروني المسروقة أم لا. يمكن أن يكون أسانج حلقة مهمة لمولر وهو ينظر في تحديد كيفية وصول ويكيليكس بالضبط لرسائل البريد الإلكتروني، ولماذا أصدر الموقع المعلومات - في نفس اليوم الذي ظهر فيه تسجيل مصور مثير للغاية لترامب جرى تسجيله منذ عقد من الزمن بشكل علني - فيما بدا أنه دعم لحملته الانتخابية.

(العربي الجديد، أسوشييتد برس)