عباس في تجاذبات الفلسطينيين السياسية: بين "#ارحل" و"#اخترناك"

عباس في تجاذبات الفلسطينيين السياسية على مواقع التوصل: بين "#ارحل" و"#اخترناك"

24 فبراير 2019
انقسام حول عباس (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -
حضرت التجاذبات السياسية في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انقسم الناشطون الفلسطينيون بين وسمي "#ارحل" و"#اخترناك"، واللذان خلّفا حالةً من الجدل الطويل على شخص الرئيس محمود عباس، وفقاً للاتجاه السياسي والحزبي لأبناء حركتي حماس وفتح.

وارتكز ناشطو "#ارحل" على مسألة العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، وتأثيرها على مختلف مرافق الحياة، إلى جانب كف يد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، داعين في عدد كبير من المشاركات إلى رحيل عباس.

وقوبلت تلك المنشورات على "فيسبوك" و"تويتر" بوسم "#اخترناك" المضاد، والذي دعم فيه الناشطون عباس، معتبرين أنّه رمز "الشرعية الفلسطينية الذي واجه صفقة القرن، والرئيس الأميركي دونالد ترمب".

وخلّقت أجواء المشاحنات على المواقع الافتراضية فريقاً ثالثاً، دعا إلى ضرورة وقف التجاذبات السياسية، وإجراء انتخابات شاملة، مثله منشور المستشار السياسي السابق لإسماعيل هنية، أحمد يوسف، حيث قال: "لا ارحل ستحل المشكلة، ولا اخترناك ستنهي الأزمة والانقسام، رجعوا الوديعة للشعب، وتوافقوا على انتخابات شاملة".

#ارحل

شرح الناشط إسماعيل الثوابتة موقفه وموقف المغردين على وسم #ارحل، عبر تغريدة قال فيها: "لماذا ينبغي أن نقول لعباس #ارحل؟ من قطع رواتب الشهداء والأسرى والجرحى والموظفين والفقراء وحاصر شعبه في قطاع غزة كيف له أن يبقى؟ من نسف المقاومة ويتبجح بقتلها وباعتقال رجالها كيف له أن يبقى؟ من هندس اتفاقية أوسلو وتنازل في المفاوضات عن 78% من فلسطين وقدّمها لليهود الصهاينة على طبق من ذهب كيف له أن يبقى؟".

من ناحيته؛ شارك الناشط أحمد أبو زهري بتصميم لصورة عباس، كُتب عليه "ارحل فما عاد لك وجه أمام الشعب"، وأرفقه بالقول: "بمجرد خروج جماهير شعبنا إلى الميادين والشوارع، لن يبقى لعباس أي شرعية قانونية أو سياسية، حتى وإن بقى مغتصبا للسلطة، فالشعب الفلسطيني ينهي الآن أسوأ حقبة رئاسية في تاريخه، فقط ينبغي لعباس المغادرة فوراً لأنه بكل بساطة شخص غير مرغوب فيه، كما أن رحيله لن يحميه من الملاحقة القضائية هو وفريقه".




وغرد ناشطو حماس على موقع "تويتر" بعدد من التصاميم الداعية إلى رحيل عباس، كان من بين تلك التصاميم صورة ليد تحمل الكرت الأحمر في وجهه، نشرتها الناشطة هيام أحمد، وأرفقتها بعبارة "خلص الكلام وصار لازم ترحل #ارحل".




#اخترناك و#فوضناك

في الجهة المقابلة؛ نشر ناشطون وسمي #فوضناك و#اخترناك صوراً لعباس في مختلف المحافل الدولية، إلى جانب فيديوهات لمسيرات تحمل صوره ورايات حركة فتح وأعلام الشعب الفلسطيني، مرفقة بعبارات المناصرة والتأييد.

وقال الصحافي سامي أبو سالم في منشوره إن ترمب ضد منظمة التحرير والرئيس عباس، إلى جانبه ليبرمان والمستوطنون وحماس وداعش تجار الدم، وغيرهم، مختتماً تغريدته بالقول "أنا مع منظمة التحرير والرئيس عباس #اخترناك".

أما الناشطة حنان إبراهيم، فقد نشرت دعوة للتغريد على وسم #اخترناك لمواجهة دعوات النزول إلى الشارع للمطالبة برحيل الرئيس.

بينما نشر الناشط صلاح صورة له ضمن حملة #اخترناك، معلّقاً "حين يطالب ترامب برحيل الرئيس ويطالب ليبرمان برحيل الرئيس لأنه عقبة في طريق تمرير صفقة القرن التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية فلن نكون إلا داعمين لرئيس دولتنا، حين يكون الاستهداف لمنظمة التحرير التي حولت الفلسطينيين من مجموعة لاجئين مشردين يصطفون طوابير في مخيمات اللجوء إلى شعب له قضية ووجود وكيان وجهة تمثله واعتراف بالمؤسسات الدولية والعربية فإننا لن نقول إلا #اخترناك وسنختارك على الدوام رئيس منظمة التحرير ممثلنا الشرعي والوحيد، ورئيس دولتنا وقائد حركتنا الرئيس محمود عباس "أبو مازن".



#انتخابات

دعا الفريق الثالث، والذي يمثله عدد من الناشطين المستقلين، إلى أهمية تجاوز الخلافات، والاتجاه إلى صناديق الانتخابات. إذ نشر الكاتب الفلسطيني حسام الدجني قراءة سياسية في وسمي #ارحل و"#اخترناك"، قال فيها: "الأول يطالب برحيل الرئيس عباس والثاني يؤكد على دعمه وبقائه، الرحيل والبقاء من وجهة نظري لا علاقة له بهاشتاغ رغم أهمية ذلك ولكنه مرتبط بصندوق الانتخابات".

وتابع الدجني: "لنخرج جميعاً في الضفة وغزة والشتات ونطالب بحقنا بالعودة لصندوق الاقتراع والتصويت"، مشدداً على أهمية تجديد شرعية مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية "لأننا بحاجة لمؤسسة تعبر عن كل شعبنا بالداخل والخارج لتقيم مسار التجربة وتستشرف المستقبل في ظل التحدي الذي يعصف بالقضية الفلسطينية وانطلاقاً من الإيمان العميق بأن أصل المشكلة هو إقامة سلطة تحت الاحتلال"، وفق تعبيره.

ووافقه في الرأي الناشط عصام عابدين، الذي غرد قائلاً: "لا تبدو كلمات مثل #اخترناك أو #ارحل لائقة بمجتمع مُتحضر، ويمكن استبدالها بكلمة #انتخابات عامة حرة، واحترام إرادة المواطن الفلسطيني وهي مناسِبة للخروج من حالة البؤس.


المساهمون