مصر: اعتقالات بالجملة لناشطين على فيسبوك

مصر: اعتقالات بالجملة لناشطين على فيسبوك

01 نوفمبر 2014
التدوين على "فيسبوك" اصبح أيضاً جريمة (GETTY)
+ الخط -

على الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية على "فيسبوك" صورة الشاب واقفاً أمام طاولة عليها أزرار رابعة. وتحت الصورة أسطر طويلة تشرح فيها الوزارة ما تقوم به:"فى إطار مواصلة الأجهزة الأمنية جهودها بالإستعانة بالتقنيات الحديثة من فحص فني وتتبع البصمة الإلكترونية لضبط العناصر المتورطة فى إنشاء صفحات على فيسبوك للتحريض ضد رجال الشرطة والقوات المسلحة... فقد تم ضبط فلان...".

وهوؤلاء المعتقلون جميعهم قائمون على صفحات بسيطة على "فيسبوك"، حتى أن أحدهم مشرف على صفحة اسمها "الدنيا دي بنت الذين"! لكن لا يهم وزارة الداخلية بالمرصاد من خلال "البصمة الإلكترونية".

وتأتي هذه الحملة ضمن سلسلة اعتقالات بدأت قبل أسابيع في وقت علت الأوصات التي تتهم النظام ومعه شركات خاصة بمراقبة الإنترنت وضرب  حرية التعبير عرض الحائط. إذ
شنت قوات الأمن المصرية حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الناشطين المعارضين للنظام الحالي، والقائمين على إدارة الصفحات الكبرى والشهيرة، التي تناوئ النظام  في إطار خطة وضعتها الوزارة لتصفية الشبكات الإلكترونية المعارضة، بالاعتماد على تقنيات جديدة تشمل الفحص الفني، وتتبع البصمة الإلكترونية لهؤلاء الأشخاص.

 وأعلنت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية  أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط إحدى "العناصر الإخوانية" القائمة على الصفحات الإلكترونية التي "تحرض ضد رجال الشرطة والقوات المسلحة".

وقال البيان: "الأجهزة الأمنية تنجح في ضبط إحدى العناصر الإخوانية من ضمن القائمين على الصفحات الإلكترونية التي تقوم بالتحريض ضد رجال الشرطة والقوات المسلحة وأجهزة ومؤسسات الدولة".

وأضاف البيان: "كانت المتهمة تقوم من خلال الصفحة بالتحريض على مهاجمة مؤسسات الدولة والبنوك وشركات المحمول وسيارات الشرطة ومحطات الوقود، وكذلك التحريض على تخريب وإتلاف ماكينات الصرف الآلي، والدعوة لتكدير الأمن العام، وتبني بعض الأعمال التخريبية، وتم ضبط أجهزة الحاسب الآلي واللاب توب والموبايل المستخدم بحوزتها، وبفحصها تبين وجود دلائل وصور الصفحة المشار إليها".

وفي سياق متصل، صرح مسؤول في المركز الإعلامي لوزارة الداخلية أنه في إطار قيام بعض "أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية" باستخدام صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للتحريض ضد ضباط الشرطة، ونشر بياناتهم الشخصية، قامت الأجهزة المختصة في وزارة الداخلية باستخدام التقنيات الحديثة  لتتبع تلك العناصر لضبطهم، وتقديمهم للنيابة العامة، حيث تمكنت من ضبط العديد من القائمين على تلك المواقع، التي تبث التحريض على أحداث العنف. وتضمنت القائمة أيضاً المشرفين على صفحات "عين شمس النهارده"، و"ألف مسكن"، و"كلنا الدكتور محمد مرسي"، و"عين شمس الحضارة"، و"حزب الحرية والعدالة"، و"قضية وطن"، و"أنياب التاريخ"، وmorsee for Egypt. وضمت القائمة عشرات الأسماء التي نشرتها الصفحة الرسمية للوزارة.

وحول تلك الحملات المتصاعدة ضد ناشطي الإنترنت، تقول إحدى الناشطات المعارضات لـ"العربي الجديد" :القمع والاعتقالات لن تثني رافضي الانقلاب عن مواصلة حراكهم الثوري، والاعتقالات دليل ضعف النظام الحاكم الذي لا يستطيع مواجهة الأفكار والرأي بالرأي". وحذّرت الشعب المصري من الصمت على هذه الجرائم التي لن تتوقف عند معارضي الانقلاب، بل ستطال الجميع، في ظل الاستبداد والقمع الأمني.

أما الناشط الطلابي محمود الأزهري فيقول لـ"العربي الجديد": "الطلاب وناشطو الإنترنت لن يعدموا الوسيلة في إسقاط الانقلاب العسكري في مصر، وكشف جرائمه، وما لا يدركه السيسي ونظامه أننا في القرن الحادي والعشرين، وما فيه من إمكانات تكنولوجية وتقنية عالية لن يستطيع الأمن بعقليته الاستبدادية مواجهة الحراك الإلكتروني الثوري الذي نجح حتى الآن في كشف سوءة النظام الانقلابي".

المساهمون