"درون" ضاحية بيروت الجنوبية وما بعدها: السخرية حقيقةً وحيدة
في آخر عدوان إسرائيلي، عام 2006 (استمرّ شهراً وراح ضحيّته 1200 في لبنان)، لم تكُن مواقع التواصل الاجتماعي حاضرةً، بعد، في حياة اللبنانيين. كان الإعلام التقليدي هو ناقل الخبر الوحيد (في حالة توفّر التيار الكهربائي أصلاً)، وكان الناس يتسمّرون أمام الشاشات كي يعرفوا التطورات، وكيف سيخرجون من مناطق حوصروا فيها، أو متى قد تنتهي الحرب. بعد 13 عاماً، تغيّر المشهد، فكما دخلت التكنولوجيا في العسكرة، دخلت أيضاً في صلب الحديث عن الحرب، وبات الجميع قادراً على تصدير مواقف لحظويّة حول الأحداث. والأهم، هنا، أنّ مَن كانوا أطفالاً خلال حرب تموز 2006، أصبحوا اليوم شباباً وناشطين على مواقع التواصل.
لكن السنوات الـ13 التي مرت منذ تموز 2006 غيّرت الكثير: من نظرة اللبنانيين إلى دور "حزب الله" في "المقاومة"، وصولاً إلى اجتياحه بيروت عام 2008، ثم دخوله الحرب السوريّة ليقف مع نظامٍ يقتل شعبه ليمنعه من السقوط عام 2013... كلّها أحداث محوريّة جعلت من المواقف السياسية للبنانيين أكثر حدة ووضوحاً، ورفضاً للتمييع والذوبان خلف شعارات كبيرة.
انطلاقاً من كل ما سبق، يختلف اللبنانيون في آرائهم حول الأحداث الأخيرة، لكنّهم يتّفقون على مخرجٍ واحدٍ لها: السخرية. هكذا، بات "فيسبوك" منطلقاً للنقاش والتحليل العسكري - السياسي، فيما "تويتر" (بأغلبه) تُسيطر عليه رواية "حزب الله"، تبعاً لضخامة الماكينة الإعلامية التي يملكها الحزب (وحلفاؤه أو مؤيدوه) على تلك المنصّة، والتي ترتكز أولاً على الذباب الإلكتروني والمال لشراء الترند.
والحقيقة، أنّ أغلب ما كُتب وسيُنشر على مواقع التواصل، من مواقف مواطنين وسياسيين وإعلاميين وفنانين، هو نقاشٌ مفتوح ومشروع وسيناريوهاته قابلة للتحقّق، فيما تبقى طبيعة الخبر المُبهم نسبياً أبرز ما يُشرّع الأبواب أمام كلّ تلك النظريات. لكنّ ما يجمع هذا وذاك، هو السخرية. وبينما يسخر مؤيّدو الحزب من المسؤولين الإسرائيليين بشكلٍ أساسي، يسخر لبنانيون آخرون من الرواية الرسمية (الصادرة أصلاً من حزب الله)، فيطرحون أسئلة حول: إسقاط الطائرتين المسيّرتين، انفجار إحداها، وتخبّط الرواية الإعلاميّة منذ فجر الأحد وحتى ظهر الإثنين، وغياب الدولة اللبنانيّة وحرجها (رغم إشراكها في التحقيق والتصريحات)، والمعرفة التقنية التي تُحدد للجمهور تفاصيل الطائرتين، واحتمال اندلاع الحرب ورفضها، وتصريحات نصرالله ومعانيها، وصولاً إلى قطعة الأحجية التي تصل الاعتداءات الإسرائيليّة في سورية والعراق بما حصل في الضاحية الجنوبية والغارة على الجبهة الشعبية في البقاع. وكلّها، بالمناسبة، تبقى بلا جوابٍ أكيد.
يُستقى كُلّ ذلك من منشورات لبنانيين يتفاوت موقفهم من "حزب الله" بين مؤيّد تام ومناصر ومتّفق في ملفّ "المقاومة" ومعارض مطلق، وبينهم صحافيون محسوبون على الحزب نفسه (منها مضمّن أدناه). ما يبقى أكيداً، حقيقتان: هذا بلدٌ منقسم عمودياً وإعلامه لا يقوم بدوره في نقل خبرٍ يتضمّن معلوماتٍ وأجوبة (عن قصد أو من دون). وهذا بلدٌ بات مواطنوه يسخرون من الحرب مع إسرائيل وفكرتها وروايتها، ويجاهرون برفضها، بعدما كان ذلك أقرب إلى "التابو" كون صاحب هكذا رأي يُخوّن بتهم معلّبة تتّهمه بعدم الوطنية وبالتساهل في ملف الاعتداء على لبنان، أو حتى بالعمالة لإسرائيل.
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Facebook Post |
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |