أصوات الحقيقة: خطر الموت يلاحق صحافيي الغوطة

أصوات الحقيقة: خطر الموت يلاحق صحافيي الغوطة

24 فبراير 2018
من التظاهرات المنددة بجرائم الأسد في لندن (الأناضول)
+ الخط -
يعاني الإعلاميون والصحافيون من صعوبات في أداء واجبهم على أرض الغوطة الشرقية، جراء القصف العنيف من قوات النظام السوري، على المنطقة المحاصرة في ريف دمشق، وسط ظروف إنسانية قاسية تهدد حياتهم.


"لا يأمن أحد على حياته هنا"، قال الناشط والمصور الميداني، عمر غطيب، في حديث مع "العربي الجديد". وأوضح غطيب أنه "لم يعد بإمكان الصحافيين والناشطين الإعلاميين في الغوطة التحرك بحرية من أجل نقل الجرائم التي يرتكبها النظام".

وأضاف أن "الناشطين والصحافيين يقومون بتغطية مكان القصف والمجازر القريبة منهم فقط ولا يمكنهم التنقل أكثر"، مشيراً إلى "أن العمل الصحافي بات من أخطر الأعمال على الإطلاق في الغوطة الشرقية، وقد يكون انتحاراً في بعض الأحيان".

وأردف أن "استهداف الناشطين والعاملين في المجال الإعلامي على نقل جرائم نظام الأسد ليس جديداً، لكن في الحالة العامة، الصحافي أو الناشط هنا في الغوطة هو من أهالي المنطقة كالمدني وعنصر الدفاع المدني والناشط الإغاثي. هنا في الغوطة كلُّ شيءٍ وأحدٍ مستهدفٌ من قبل النظام".

وتحدث غطيب عن نجاته مرات عدة من القصف الجوي في كفربطنا، حيث طاولت الغارات الأبنية المحيطة في مكان إقامته، مؤكداً متابعته العمل الإعلامي رغم الظروف الصعبة، معقباً "حتى من خلال مقطع الفيديو لا يمكنك نقل سوى جزء بسيط من ما يحدث من إجرام ضد الغوطة".



انقطاع الإنترنت والكهرباء

وتحدث غطيب عن معاناة معظم الناشطين الإعلاميين من انقطاع خدمة الانترنت، نتيجة تضرر الشبكات الأرضية القادمة من مناطق سيطرة النظام، وقطعها عمداً من قبل النظام ضمن سياسة الحصار أيضاً، وإصابة صحن الاستقبال الفضائي بالقذائف.

ويعتمد ناشطو الغوطة بشكل أساسي في الأحوال العادية على أجهزة استقبال الإنترنت الفضائية كونها ذات سرعة أكبر في تحميل البيانات من الخطوط الأرضية القادمة من مناطق سيطرة النظام، ويُعتمد عليها أيضاً بشكل أساسي في حال انقطاع خطوط النظام نتيجة الأعطال أو سياسة الحصار.

ومع اشتداد القصف تضررت معظم أطباق الاستقبال الفضائي ولم تعد صالحة للاستعمال في ظل الحصار الذي يقف عائقاً أمام إيجاد البديل لها، كما أن فقدان الكهرباء وصعوبة تأمين المحروقات لتشغيل المولدات وغلاء أسعارها يشكل جزءاً كبيراً من معاناة الناشط والصحافي.


المكاتب الإعلامية تحت النار

في حديثه مع "العربي الجديد"، قال الناشط الإعلامي، حازم الشامي، إن الصحافيين يوثقون الجرائم هنا (الغوطة الشرقية)، والخطر الأكبر هو القصف المتعمد والمباشر للمراكز الإعلامية ومراكز التنسيقيات الإعلامية في الغوطة، ويهدف النظام من ذلك إلى طمس الحقيقة ومنع نقلها.

وأفاد الشامي: "فقدنا الناشط الإعلامي في مدينة حمورية، ياسين عبدالرحمن، نتيجة القصف الجوي من النظام، فقمنا على إثرها بنقل كافة المراكز الإعلامية إلى الأقبية، إلا أنها لم تسلم أيضاً من القصف الذي أخرج العديد منها عنها العمل".

وتحدث عضو "مركز الغوطة الإعلامي"، معاذ خربطلي، عن عجزهم عن توثيق "مجزرة فظيعة" في مدينة كفربطنا، حيث استُهدف المكان مباشرة بصواريخ من الراجمات بعد الغارات الجوية.

وقال خربطلي "نجونا بأعجوبة من الموت. كل شيء من حولنا كان يعج بالغبار والانفجارات من كل جهة. تراجعت مباشرة عن المنطقة مع فرق الإنقاذ، لحظات مأساوية جداً عندما تعجز عن التوثيق والإنقاذ".


صحافيّو الغوطة في خطر

وفي هذا السياق، طالبت "رابطة الصحافيين السوريين"، في بيان لها، المجتمع الدولي بإنهاء مأساة المحاصرين تحت نيران النظام السوري في الغوطة الشرقية، في ريف دمشق.

وأشارت الرابطة إلى مقتل وإصابة صحافيين وعاملين في الخدمة الإعلامية جراء القصف على الغوطة الشرقية، محذرة من تهديد يتعرض له نحو 75 من الصحافيين مع القصف المتواصل من النظام على الغوطة المحاصرة.

وجاء في بيان "رابطة الصحافيين السوريين": "تشهد الغوطة الشرقية ظروفاً مأساوية، حيث يقوم جيش النظام السوري، ومنذ أربعة أيام، مدعوماً بالطائرات الحربية الروسية بحملة عسكرية شنّ خلالها مئات الغارات الجوية مع قصف بالدبابات والمدفعية الثقيلة على المدنيين المحاصرين منذ نحو 6 سنوات".

ودانت "رابطة الصحافيين السوريين" المجازر التي يرتكبها النظام مستعيناً بسلاح الطيران الروسي، ومليشيات أجنبية، وطالبت "الأمم المتحدة" و"مجلس حقوق الإنسان" و"مجلس الأمن" وجميع المنظمات المعنية بـ "إجراء تحقيق عاجل، وإرسال بعثة تقصي حقائق، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف القتل والقصف العشوائي، وإنهاء مأساة نحو 400 ألف مدني محاصرين في منطقة الغوطة الشرقية".


المساهمون