عامان على استشهاد الصحافي ياسر مرتجى: القتلة بلا محاسبة

عامان على استشهاد الصحافي الفلسطيني ياسر مرتجى: القتلة بلا محاسبة

06 ابريل 2020
في وداع الشهيد الصحافي (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
استذكر صحافيون فلسطينيون زميلهم المصور ياسر مرتجى، الذي استشهد بعدما استهدفه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيته لفعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

واستشهد مرتجى فجر السابع من إبريل/ نيسان 2018 إثر إصابته برصاصة حَيّة من قنّاص إسرائيلي اخترقت جانباً من بطنه في اليوم السابق، خلال التقاط صور للمتظاهرين بالقرب من الحدود الشرقية لخان يونس.

ولم تشفع السترة التي تحمل كلمة "صحافة" بالشهيد مرتجى، وهو مؤسس مشارك لشركة إعلامية مختصة بصناعة الأفلام والوثائقيات، لدى القناص الإسرائيلي، رغم ابتعاده نحو 400 متر عن السياج الفاصل.

ونشر أصدقاء مرتجى على مواقع التواصل الاجتماعي في الذكرى الثانية لاستشهاده صوره ومواقفه وذكرياته معهم، فيما ذهب آخرون لمطالبة المؤسسات الحقوقية والجهات المُختصة بمواصلة المعركة القانونية لمُحاسبة المسؤولين عن الجريمة.

وتحولت الصفحة الخاصة بالشهيد مرتجى على موقع "فيسبوك" إلى حائط ذكريات، حيث كتب صديقه طارق الحلو: "ياسر الحبيب علمتنا أن الحب والطيبة والأخلاق لا تُصنَع، طَيّب الله ثراك، اشتقنالك يا شهيد"، بينما نشرت الناشطة ميسرة الهندي "وحبوب سنبلةٍ تموت، ستملأ الوادي سنابل، الله يرحمك يا ياسر".

أما الناشط عمر أبو جابر فقد نشر صورة للصحافي مرتجى لحظة إطلاق طائرة التصوير، وأرفقها بالقول: "يصادف اليوم ذكرى استشهاد المصور ياسر مرتجى، اغتالته نيرات الاحتلال الصهيوني الغادرة واغتالت أمنيته بالسفر خارج غزة معه #شهيد_الحقيقة، #مسيرة_العودة_الكبرى".

وغردت الناشطة وفاء الغندور في الذكرى الثانية لاستشهاد مرتجى بنشر لوحات بورتريه لصورته، بينما أعاد الناشط محمد داوود نشر مجموعة صور لذكرياته وتفاصيل حياته اليومية، إلى جانب صور تشييع جنازته.

وأعاد الناشط إيهاب عُمر نشر صور وعبارة غَرّد بها مرتجى قبل استشهاده، جاء فيها "نفسي ييجي اليوم اللي أخد هاي اللقطة وأنا بالجو مش ع الأرض، اسمي ياسر مرتجى، عمري 30 سنة، ساكن في مدينة غزة، عُمري ما سافرت".

بدوره، قال نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين تحسين الأسطل، إن ما جرى مع المُصور ياسر مرتجى "عملية اغتيال مقصودة وبأمر من وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وتجري متابعة القضية في المحاكم الدولية"، مشدداً على أن جرائم الاحتلال لن تسقط بالتقادم.

وأوضح الأسطل لـ"العربي الجديد" أن نقابة الصحافيين تتابع على كافة المستويات، مختلف الجرائم الإسرائيلية بحق الصحافيين الفلسطينيين، مبيناً أنها ستكثف مساعيها، وستبذل كل الجهود من أجل مُلاحقة المتسببين، وضمان عدم إفلاتهم من المُحاسبة.

ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مختلف الجرائم بحق الصحافيين الفلسطينيين على الرغم من اتخاذهم كافة التدابير اللازمة، وفق الأسطل، الذي دعا إلى تكاتف الجميع لحمايتهم، ووقف الاعتداءات المتواصلة بحقهم.

ولا يزال قتلة الشهيد مرتجى الإسرائيليون طلقاء على الرغم من اعتراف الجيش الإسرائيلي بأنه قنص صحافياً فلسطينياً، دون أن يمثل خطراً على جنوده، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، وأن التحقيقات أثبتت أن مرتجى، لم يكن يحمل "طائرة تصوير صغيرة"، كما ادعى وزير الأمن الإسرائيلي – آنذاك - أفيغدور ليبرمان.

وجاء تحقيق الجيش الإسرائيلي في حادثة استشهاد مرتجى، بعد موجة من ردود الفعل العربية والأوروبية ومنظمات حقوق الصحافة الأجنبية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، والتي دعت إلى إجراء تحقيق مستقل في الحادث، إلا أنه لم يعلن عن مُحاسبة الجُناة.

المساهمون