"المتضامنون" على تلفزيون "العربي": شهود تجنّدوا لتوثيق جرائم إسرائيل

يعيدنا الشريط إلى قصص وتجارب مجموعة من الناشطين الغربيين الذين دخلوا إلى فلسطين، من راشيل كوري التي قتلتها جرافة إسرائيلية، وصولاً إلى بنجامين لادرا الذي قطع المسافة من السويد إلى فلسطين مشياً على قدميه وهو يحمل علم فلسطين. ويمرّ الشريط كذلك على تجارب كريستين فوس التي تلقت رصاصتين من بنادق جنود الاحتلال الإسرائيلي، والناشط الإنكليزي النبيل توم هرندل الذي قتل وهو يحاول حماية طفل فلسطيني في رفح.

يدخل الفيلم في تفاصيل حياة هؤلاء الناشطين محاولاً فهم خيارات هؤلاء الناشطين بمغادرة دولهم والقدوم إلى أكثر مناطق العالم ظلماً وبؤساً وتضليلاً ويقفون مع المنهكين والمتألمين والمظلومين فيها. بل يذهبون إلى أبعد من ذلك مضحين بحياتهم من أجل القضية التي آمنوا فيها.

من هنا تحديداً، من محاولة فهم دوافع هؤلاء يبدأ الفيلم، ليتقصّى بهدوء إجابات شافية عمّا سبق عبر مجموعة مختارة من الحكايات. يدخل بعدها العمل، في تفصيل عملية تأثير هؤلاء الشهود الغربيين على الاحتلال الإسرائيلي. حيث يبدو وجود شاهد موثوق، محايد تماماً، مسالم تماماً، ابن الديمقراطية الحقة، في ذروة مشهد الجريمة شيئاً مربكاً للاحتلال.

الفيلم يدخل إلى هذه اللحظة النادرة، لحظة ينشغل فيها القاتل قليلاً عن جريمته ليطرد الشاهد من المكان. ذاك الشاهد الذي يرفع يديه عالياً ويصرخ في وجه أعتى جيش في المنطقة: "عليكم أن تتوقفوا! نحن ناشطون أجانب، من البلدان التي تخدعون إعلامها، نراقبكم، فتوقفوا عن التدمير.. توقفوا عن القتل!"، فيجيبهم الجندي القاتل وهو يطلّ برأسه من نافذة جرافته شديدة التحصين: "هذه ليست قضيتكم، ما الذي تفعلونه هنا؟".