"كراهية حتى الموت"... عن العنصرية الإسرائيلية تجاه العرب

"كراهية حتى الموت"... عن العنصرية الإسرائيلية تجاه العرب

07 سبتمبر 2019
كرّس نتنياهو المناخ العنصري (أمير ليفي/Getty)
+ الخط -
سلط وثائقي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية "8"، مطلع الأسبوع الحالي، الأضواء على تعاظم مظاهر العنصرية في المجتمع الإسرائيلي تجاه العرب. ويرى عدد من الخبراء الذين تمت محاورتهم في الوثائقي، وعنوانه "كراهية حتى الموت"، أن شعار "الموت للعرب" الذي كان يردده أشخاص محسوبون على جماعات يهودية هامشية بات "مركباً رئيسياً في الجدل العام اليهودي في إسرائيل".
وعرض الوثائقي مقابلات مع يهود، يستدل منها أن المواقف العنصرية جعلت هؤلاء لا يفرّقون بين "الفلسطيني" و"العربي" والمسلم". فقد قال أحدهم "أتمنى أن يقتل أمام ناظري عشرات الآلاف، بل ومئات الآلاف من العرب، فقطرة دم يهودية تفوق دماء كل المسلمين في العالم، أنا عندما أسأل الناس في الشارع: هل هناك شيء اسمه فلسطيني، تكون الإجابة: لا، فأشعر بارتياح كبير، فهذا في نظري إنجاز".
ولفت الوثائقي إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في توفير بيئة حاضنة للمواقف العنصرية تجاه العرب، حيث أشار إلى أن منشوراً عنصرياً ضد العرب ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي العبرية كل ثانيتين. ويتضح من الوثائقي أن الكثير من اليهود قدموا للإقامة في الأحياء العربية داخل المدن المختلطة في إسرائيل بهدف التحدي والاستفزاز. وعرض الوثائقي مقابلة مع سيدة يهودية متدينة قدمت مع عائلتها للإقامة في أحد الأحياء العربية داخل مدينة "الرملة". وقالت "جئت للإقامة هنا حتى يعرف العرب أننا أصحاب المكان، لأنه كلمنا أصررنا على حقوقنا، فإن العرب سيتراجعون، فهنا يحترمون القوي والقوة".
ورصد الوثائقي دور كبار الساسة اليهود في دفع اليهود لتبني مواقف عنصرية تجاه العرب. وتساءل الوثائقي "كيف يمكن أن يتصرف الجمهور عندما يتباهى زعيم المعارضة بني غانز بأنه في عهده كرئيس هيئة أركان للجيش قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وفي حين أن الزعيم السابق لحزب العمل الذي يمثل اليسار أفي غباي يجاهر بأن أقصى ما يمكن فعله على صعيد الصراع مع الفلسطينيين هو تحقيق الفصل بينهم وبين اليهود وليس التعايش".
لكن الوثائقي يؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو، هو الذي أسهم أكثر من أي سياسي آخر في تكريس الكراهية تجاه العرب ودفع رجل الشارع اليهودي إلى تبني مواقف عنصرية مع العرب، إذ تمت الإشارة إلى أن نتنياهو لا يتردد حاليا في التعاون مع حركة "المنعة اليهودية"، التي يقودها إيتمار بن غفير، وتجاهر بدعم فكرة "تفوق اليهودي الجيني على العرب" وتنادي بطرد الفلسطينيين سواء من الضفة والقدس أو من داخل إسرائيل. 
وحسب الوثائقي، فإنه لم يحدث أن تم تنظيم انتخابات تشريعية في ظل دعوات للتعاطي العنصري مع العرب كما هي عليه الأمور عشية إجراء الانتخابات التشريعية التي ستنظم في أيلول/سبتمبر الحالي.
ويرى الباحث أوري رفيسكي الذي تحدّث في الوثائقي أن هناك حاجة ماسة تدفع إسرائيل كدولة إلى تعزيز نمط الجدل العنصري تجاه العرب؛ وقال: "شيطنة العربي وتأجيج الكراهية ضده أمر مهم وحيوي يساعد على تجنيد المجتمع الإسرائيلي في إطار الجهد الحربي".
ونقل رون كحليلي، معدّ الوثائقي عن البرفسور سامي سموحا، أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة حيفا، قوله إنه "على الرغم من أن إسرائيل خاضت حروباً وواجهت انتفاضتين على مدى تاريخها، إلا أنه لم يحدث أن وصل مستوى تبني الأفكار العنصرية تجاه العرب كما كانت عليه الأمور في عامي 2017 و2018".
وفي مقابلة أجرتها معه مساء الثلاثاء قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية أوضح كحليلي، أنه في نظر اليهودي، لا يوجد ثمة فرق بين العرب، فالعربي هو العربي وهو يستحق الموت على كل الأحوال"، مشيراً إلى أن "ما يعزز التوجهات العنصرية تجاه العرب هو "الجهل بواقع الأمور، إلى جانب حرص الساسة على تخويف الجمهور الدائم من العرب".