"داعش"يبيع سباياه على تطبيقات مشفّرة (صور)

"داعش"يبيع سباياه على تطبيقات مشفّرة (صور)

09 يوليو 2016
سيدة إيزيدية هاربة من "داعش" (Getty)
+ الخط -
انتشرت في الأشهر الماضية أخبار عن تطبيقات تعرض عليها تنظيمات متطرّفة فتيات كسبايا للبيع. أبرز تلك التطبيقات كان تطبيقا "تيليغرام" و"واتساب". الأمر يتمّ عبر مجموعات خاصة مغلقة وهي فقط مخصّصة لعناصر التنظيم حيث يتمّ داخلها بيع وشراء كل شيء تقريباً، بما في ذلك السيارات، أثاث البيت، المجوهرات، الأسلحة، بالإضافة إلى النساء والأطفال. الأمر يبدو غير منطقي في قرننا هذا إلا أنّه حقيقي، خصوصاً بعدما تمّ تأكيد الأمر من إعلان انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو صورة من رسالة بيع عبر تطبيق "تيليغرام". وتقول الرسالة: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يوجد سبية، عذراء، عمرها 12 سنة، جميلة، لغتها العربية ضعيفة. وصل سعرها 12.500$. الصورة على الخاص. لا يطلب الصورة إلا من ملك القيمة". الرسالة مشفّرة إلا أنّه تمّ تسريبها من أحد الأزيديين بحسب وكالة "أسوشييتد بريس"، والذي يبحث عن زوجته وأطفاله المحتجزين كسبايا لدى المتطرفين.




هذا وقد بدأ أخيراً تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش بفقدان كمية كبيرة من الأراضي التي كان قد سيطر عليها، وذلك بعد الضربات الجوية المكثّفة، إلى جانب المعارك المحتدمة بينه وبين المعارضة المسلحة. إلّا أّنه ما زال يشدّد قبضته على ما يُقدر بنحو 3000 من النساء والفتيات، ويتاجر بهنّ كعبيد جنس. وفي مزيج من الممارسات الهمجية القديمة والتكنولوجيا الحديثة، تباع النساء تماماً كما تباع أي قطعة على التطبيقات الحديثة بحيث إنّ كل فتاة تملك قاعدة من البيانات التي تحتوي على صورها واسم مالكها الخاص، وذلك لمنع هروبها والتأكّد من ذلك عند نقاط التفتيش. ويُعتقد أنّه عند اقتحام أي منطقة، يوجد أشخاص مختصّون بوظيفة أسر الفتيات وتصنيفهنّ حسب العمر، الطول ولون البشرة لعرضهنّ لاحقاً في خانة البيانات التي تناسب طلبات الزبائن. هذا وقد تم خطف آلاف من النساء والأطفال الأزيديين في أغسطس/آب 2014، عندما اقتحم مقاتلوا داعش قراهم شمال العراق بهدف القضاء على الأقلية القاطنة هناك. ومنذ ذلك الحين، تمكن المهربون من العرب والأكراد من تحرير ما معدله 134 شخصا شهرياً. ولكن بحلول شهر مايو/أيار، خفّفت حملة التنظيم هذه الأرقام إلى مجرد 39 في الأسابيع الستة الماضية، وفقاً للأرقام التي قدمتها حكومة إقليم كردستان.
هذا وقد قال مؤسس منظمة الإغاثة الألمانية العراقية Luftbrucke IRAK "ميرزا داناي" إنّ الهروب أصبح أكثر صعوبة، خصوصاً في الأشهر الثلاثة الماضية. وأضاف: "رجال التنظيم يعرفون الفتيات بواسطة أرقامهن ومواصفاتهن. وكل شخص مسؤول عن مراقبة مجموعة معيّنة، وفي حال هرب إحداهنّ، يُعاقب المسؤول بالقتل. لذلك أصبح الأمر صعباً جداً بسبب التدابير المشدّدة المفروضة على الأسرى".
إحدى الأسيرات، لمياء العاجي بشار، والتي حاولت الفرار أربع مرات قبل أن تنجح أخيراً في شهر مارس/آذار، بعد أن ركضت مع أخريات لساعات في أرض تسيطر عليها الحكومة مع مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية، وهي أرضٌ مزروعة بالألغام. وقد انفجر لغم أرضي، ما أسفر عن مقتل رفاقها، ويبلغ عمر أصغرهنّ 8 سنوات وتدعى ألماس والكبرى 20 عاما وتدعى كاثرين. الانفجار أفقد لمياء البصر في عينها اليمنى، وترك وجهها مشوّهاً بعد أن ذاب الجلد. رغم ذلك، تعتبر لمياء نفسها من المحظوظات وتشكر الرجل الذي أنقذ حياتها وساعدها في الهرب خارج البلاد. وفي حديث لوكالة "أسوشييتد برس"، قالت لمياء البالغة من العمر 18 عاماً: "حتى لو كنت قد فقدت كلتا العينين، فقد كان يستحق ذلك، لأنني على قيد الحياة وبعيدة عن هؤلاء الكفّار".





اذاً، يعتمد داعش على التطبيقات المشفّرة لبيع النساء والفتيات، وذلك فقاً لناشط رفض البوح باسمه لأسباب أمنية، إلّا أنّ تسريباته أكّدت عمليات البيع والشراء. وقد أظهر الناشط المفاوضات التي تحصل من أجل الأسرى في محادثات مشفّرة. بعض تلك المحادثات تحدث على موقع "فيسبوك" في مجموعات مغلقة، إلّا أنّ معظمها يتمّ عبر تطبيق "تيليغرام" وأخيراً "واتساب" وذلك بعد حصول التطبيق على تشفير للمحادثات بموافقة الطرفين، الأمر الذي صرّحت عنه الشركة ضمن مساعيها لحماية خصوصية المستخدمين. هذا وتُظهر الصور العديد من النساء والفتيات المتبرجات بطريقة مبالغ بها، الكراسي في الصور عتيقة والستائر تشبه تلك التي تعرض للبيع بأبخس الأسعار. بعض الفتيات صغار لدرجة أنّهن لم يكملن مرحلة المدرسة الابتدائية. والمقصود بالتبرّج إظهار الفتيات بأعمار تتراوح بين 16 و24 عاماً.
هذا وقالت شركة "واتساب" إنّها تحاول، رغم ميزة خصوصية المستخدمين الخاصة بها، التحقّق من الصور المرسلة، وما إذا كانت تحمل دلالات عن بيع لقاصرات وذلك فقط في المناطق المتواجد فيها تنظيمات متطرفّة كالعراق وسورية. أمّا بالنسبة لتطبيق "تيليغرام"، فالخصوصية لا تمّس بحسب المسؤولين عن التطبيق إلا أنّهم يعملون على إقفال الحسابات والمجموعات التي تحتوي عبارات بيع وشراء البشر، كسبايا، بالإضافة لتفحّص الصور والمحادثات التي تُظهر نساء مع أرقام كأسعار ومواصفات.
فيما يتطوّر سريعاً أسلوب التواصل الاجتماعي، تصبح أسهل عملية الشراء والعرض على التطبيقات، لا زلنا نشهد حتى يومنا هذا عمليات اتجار بالبشر عبر تلك التطبيقات. وهنا يقع المبرمجون في حيرة بين تطوير أساليب التشفير وتمتين أقفالها وبين العمل أيضاً على مراقبة أي مجموعة مغلقة مشبوهة يمكن من خلال التدقيق فيها الحصول على معلومات لإنقاذ أشخاص يتمّ الاتجار بأجسادهم.