برامج رياضية تغيب عن القنوات التونسية

برامج رياضية تغيب عن القنوات التونسية

23 أكتوبر 2016
لكرة القدم نسب المشاهدة الأعلى في تونس(نيوتن دالي/ديجيتال فيزيون)
+ الخط -
يبدو أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس منذ مدة كان لها انعكاس على الإعلام وخصوصا الإنتاج التلفزيوني. فلأول مرة تغيب البرامج الرياضية من القنوات التلفزيونية ذات نسب المشاهدة المرتفعة، والتي كانت تعتبر هذه البرامج من أهم مواردها المالية، من خلال احتكارها للإعلانات التجارية. وأحد الأسباب في ذلك هو أن الجامعة (الاتحاد) التونسية لكرة القدم لا تمنح حق الدخول للملاعب لتصوير ثلاث دقائق من مقابلات كرة القدم فى البطولة المحلية إلا بعد دفع القنوات التلفزيونية الراغبة في ذلك 400 ألف دينار تونسي (ما يعادل 200 ألف دولار) وهو مبلغ اعتبرته القنوات باهظاً وهي غير قادرة على الإيفاء به في ظل الأزمة التي تعيشها الآن. ولم يتمكن إلا التلفزيون الرسمي من دفع المبلغ بعد تدخل من رئيس الحكومة التونسية الذي وفر الضمانات المالية للتلفزيون الرسمي للحصول على حقوق بث مقابلات البطولة المحلية في كرة القدم.
غير أن التلفزيون الرسمي اكتفى إلى حد الآن ورغم انطلاق الموسم الكروي منذ بداية شهر سبتمبر/أيلول الماضي بنقل بعض مباريات كرة القدم من البطولة المحلية من دون تقديم حصص رياضية، خصوصاً برنامجه التاريخي والمشهور والذي يحظى بمتابعة كبرى من قبل التونسيين "الأحد الرياضي". وقد أرجعت ثريا المجبري الإعلامية ومقدمة البرامج الرياضية في التلفزيون الرسمي التونسي ذلك، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى اقتناء التلفزيون التونسي لمعدات تقنية جديدة ستدخل حيز العمل قريباً ومعها تنطلق البرامج الرياضية وخاصة برنامج "الأحد الرياضي" الذي سيعود إلى تقديمه الإعلامي رازي القنزوعي بعد غياب تواصل منذ ما بعد الثورة التونسية.
التلفزيونات التونسية الخاصة فضلت عدم خوض تجربة تقديم البرامج الرياضية لأسباب مالية. فقناة "الحوار التونسي" وبعد سنوات من تقديم برنامجها الرياضي "ستاد التونسية" قررت إدارتها إلغاء البرامج الرياضية والاكتفاء بالبرامج السياسية والاجتماعية والفنية. أما قناة " التاسعة " التي راهنت السنة الماضية على البرامج الرياضية من خلال استقدام الإعلامي الرياضي التونسي مراد الزغيدي من قناة "كنال +" الفرنسية، والمحلل الرياضي خالد حسني من قناة "بي إن سبورتس" القطرية لتقديم برنامجين رياضيين هما "ما بعد الماتش" و"التاسعة سبور" ، يبدو أن لا نية لها فى خوض تجربة تقديم البرامج الرياضية لارتفاع كلفتها وضعف مردودها المالي خصوصاً أن القناة تعيش بعض الصعوبات المالية والإدارية. صعوبات مالية وإدارية أثرت على قناة "حنبعل تي في" التى كانت تقدم فى السنة الماضية برنامجين رياضيين، أحدهما حواري يديره الإعلامي عادل بوهلال والثاني إخباري بعنوان "حنبعل سبور" لتكتفي ببث برامج إخبارية سياسية مع التركيز على بث المسلسلات التركية ذات الكلفة الضعيفة والمردود المالي الكبير. وهو نفس الخيار الذى انتهجته قناة "نسمة تي في" منذ ثلاث سنوات حيث لم تعد تهتم بالبرامج التلفزيونية الرياضية والاكتفاء ببث المسلسلات التركية والبرامج السياسية.
فى مقابل ذلك تواصل بعض القنوات ذات نسب المشاهدة المتواضعة بث برامج رياضية لا تركز على كرة القدم لارتفاع تكلفة حقوق دخول الملاعب والاكتفاء بالحديث عن الرياضات الفردية والتحاليل الرياضية مثل قناة "الزيتونة" التى تبث برنامج "الزيتونة سبور" وكذلك قناة "تلفزة تي في" التي تبث برنامجاً رياضياً حوارياً لا يعتمد صوراً حية من بطولة كرة القدم المحلية.
الأزمة الاقتصادية يبدو أن تبعاتها على البرامج التلفزيونية التونسية كبيرة، خصوصاً أمام عزوف المعلنين عليها واكتفائهم ببعض البرامج ذات الطابع الشعبي وهو ما قد يؤثر على نسب المشاهدة لهذه القنوات التلفزيونية فى بلد معروف بشغف سكانه بكرة القدم.

المساهمون